الاستقرار الأسري .. مدعمات ضرورية

ثلاثاء, 05/26/2015 - 17:19
أ.المفيدة بنت سيد المختار

ليس في الإسلام عبث ولا من سيايته الفوضى بل سنة التنظيم وناموس الاحكام ساريان على تعاليمه ونظمه وتشريعاته إلى حد التفصيل في كل شيء , ووضع الأسس الكفيلة بإقامته وتقوية بنيانه .. ولأن الأسرة في هذا المنهج كيان عمدة يحمل سمات المجتمع في مختلف الأوجه ويضطلع بوظائف جمة تبدأ باعداد الأجيال وغرس القيم و توريث المعارف , وتمتد بنسج العلاقات والتعاون والتماسك الاجتماعي , وتعمل على نشر الخير وبث روح التاخي والتراحم من خلال دورها الفاعل في التوجيه والترشيد و التنشئة الصالحة .. وهي غايات كبرى لن يتسنى لنا+ القيام بها إلا في ظل الاستقرار  والاستمرار والقوة الداخلية . وذلك بتدعيم ركائزها وتثقيف أفرادها حول أهميتها وقيمتها ثم بتنمية وشائج المودة والرحم بينهم حتى يغدو بنيانها مرصوصا يشد بعضه بعضا

ولذلك جاء الحرص على علاج الخلافات واصلاح ذات البين و اعتبار الطلاق حلا أخيرا إلى جانب كونه أبغض الحلال عند الله.

مما يؤكد الرغبة في استقرار الأسرة وحماية بنيانها .. و سيحتاج الأمر طبعا إلى مدعمات لا تقل شأنا عن قواعد التأسيس التي روعيت عند إقامة الأسرة و من بين هذه المدعمات الضرورية الشعور المشترك بالمسؤولية تجاه هذه النواة الاجتماعية بما يحمل هذا الشعور من عمل على تطويرها و تحقيق أهدافها والسهر على مصالحها, و التعاون على تربية الأبناء و التشاور فيما يخدم مصالحها العامة .

و لتعميق هذا الشعور تعمل العبادة الجماعية دورها في الترابط الروحي و الانسجام الفكري , كما أن جسر التقارب العاطفي يقوم على الكلمة الطيبة و الهدية المتبادلة و مشاركة الاهتمامات و الاعانة عند الأزمات ...

و سيكون حسن التسيير ووحدة المصير والعناية بالمظهر وبناء الثقة وانتهاج الصراحة ورعاية كيان الأسرة من التصدع و التجاوز عن الزلات كلها أمور تخدم وتدعم الاستقرار الأسري  و تحميه من عواصف الغضب وأهواء النفس و تحديات الواقع , فتنمو دوحة الأسرة و يستظل بها من فيها و من حولها آمنا مطمئنا..

ولاشك أن الحاجة إلى الوعي بهذه المدعمات أصبحت ملحة في ظل الاشكالات المطروحة  والهجمة المقنعة على الأسرة وتفكيك نظامها .مع ما تسهم به الخلفية الثقافية لمجتمعنا و القائمة على عدم الاكتراث بالأسرة وبقائها الذي يتجلى في نسبة الطلاق المرتفعة ..و قلة الأصوات المرتفعة في وجه الفوضى الأسرية وتشرد الأطفال ..ثم إنها أصبحت ملحة لبناء مجتمع متماسك ينسجم في عقيدته وقيمه ونسيجه الاجتماعي , لايعكر صفو رسالته التربوية افتراق ولايشوش  صورته السلوكية أي تمزق أو تشرذم  .. بل يبني جيلا يؤمن بمنهج الاسلام متكاملا يعضد فيه الروحي الفكري كما ينسجم فيه الاجتماعي مع السلوكي . وليس الاهتمام باستقرار الأسرة إلا محوره الأساسي و قاعدته الصلبة التي منها يستمد القوة  وتمده بالبقاء..