في منبر الجمعة : كيف نستعد لرمضان ؟

سبت, 06/13/2015 - 12:07

قال الداعية علي ولد يسلم إن الاستعداد لرمضان يكون بسؤال الله وبالدعاء أن يبلغنا رمضان فلا أحد يضمن عمره وبالمحاسبة على ما انقضى من العمر وما بين الرمضانيين ثم بالتوبة النصوح واستحضار هدايا الشهر العظيم.

وعن برنامج العمل بعد حلول الشهر الفضيل ينصح ولد يسلم بأن يكون بالإقبال على كتاب الله تلاوة وتدبرا وحفظا وتعليما ثم في صيام الشهر وصونه والفرح والاستبشار بمقدمه مع التأكيد على الاستزادة من الطاعات خاصة في التلاوة والإنفاق والقيام والصلة.

 

كنوز ثمينة

وفي مفتتح حديثه أمام المئات من رواد منبر الجمعة بمسجد الذكر بتنسويلم قال الداعية ولد يسلم إن ما ينتظر من الضيف هو ما يجلب معه من الهدايا وما يتحف به من مسرات ورمضان هو شهر المغفرة والنفحات الربانية والعتق من النيران وفيه ليلة خير من ألف شهر وبالتالي فالاستعداد لهذا الضيف ينبغي أن يكون من الآن وبسؤال الله تعالى أن يبلغنا رمضان كما كان دأب الصحابة رضوان الله حين يسألون الله أن يبلغهم شهر رمضان بعدما يتقبل منهم رمضان المنصرم.

ومن الاستعداد محاسبة النفس على ما بين رمضانيين وبالفرح بالتوفيق في الطاعة واستشعار الندم والتقصير والعزم على جبر هذا النقص .

ومن ذلك أن نحضر القلوب ونهيئها لاستقبال نفحات الشهر الفضيل وبالمرابطة مع كتاب الله وأن نسأل الله تعالى  أن لا يجعل قلوبنا مريضة أو قاسية فتحرم برد الإيمان والهداية كما تحدث القرآن الكريم عن المنافقين واليهود ..وفي الحديث إن القلوب لتصدأ وجلاؤها قراءة القرآن وتذكر الموت ..."

ومن الاستعداد التوبة النصوح بشروطها بالتخلص من آثار الذنوب والمعاصي التي تكبل أصحابها عن الطاعة وتمنع عنهم أنوار الهداية والتوفيق.

وأضاف المحاضر إن من الاستعداد لرمضان استحضار فضل الشهر وما ينتظر فيه من هدايا ونفحات ففي الحديث " من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر " " ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر " وفي هذا الشهر تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران وتصفد الشياطين وينادي فيه ياباغي الخير اقبل ..."

وفي كل يوم من الشهر لله عتقاء من النار وفيه تضاعف الحسنات وتعظم السيئات. وبالتالي لابد من التشمير وسؤال الله الدرجات العليا والمقامات السامقة في الجنان.

برنامج عملي

وعن المطلوب لاستغلال هذه الفرص يقول ولد يسلم أن نعد أنفسنا لجلسات طويلة مع كتاب الله عز وجل فهو أكبر نعمة أنعمها الله علينا نتعبد بتلاوته والعمل به وكان من هدي السلف عدم الانشغال بشيئ من العبادة غير القرآن خلال شهر رمضان.

وكان بعض السلف يختم القرآن كل يوم في شهر رمضان مما يتطلب وضع خطة لختم القرآن مع الحرص على التدبر والتفكر.

من المطلوب كذلك الحرص على صيام الشهر صياما حقيقيا لا صوم العوام بترك الأكل والشرب والمفطرات فقط بل صوم الجوارح كلها "فرب صائم ليس له من صومه غير الجوع والظمأ " "ومن لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ..."

ومن ذلك أن يرى الله منا الفرح والسرور بمقدم هذا الشهر وليس من أولئك الذين يرون في رمضان نوعا من العقوبة والحرمان ولا يستبشرون بمقدمه.وهم يغفلون عن ما فيه من كنوز ونفحات وصيام يوم واحد يباعد به الله بين الصائم والنار ستين خريفا.كما ورد في الأثر.

ومن الأعمال الصالحة في شهر الصيام الإكثار من تلاوة القرآن وتدبره وصلاة القيام والصدقة والانفاق والتعلم وصلة الأرحام والذكر ...الخ.

وختم المحاضر بقوله إن رمضان مدرسة تربوية وإيمانية يجد فيه المسلم دورات تكوينية يعوض فيها ما نقص من أعماله خلال العام وهو شهر القرآن والقيام والأنفاق لنكن جزء من عمل الخير في هذا الشهر على مستوى الانفاق والصلة والدعوة إلى الله .

ولا نفوق فرصة الشهر ففي الحديث رغم أنفه من أدرك رمضان ولم تغفر ذنوبه وخطاياه وفي حديث آخر "فلا غفر الله له"