في استقبال وضيافة خير الشهور

اثنين, 06/15/2015 - 15:22

 الإمام أباه ولد بداه

لقد أظلنا شهر رمضان المبارك الذي هو خير شهور السنة على الإطلاق ففيه تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتصفد مردة الشياطين وينادي فيه مناد من قبل الله عز وجل يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر شهر لله تعالى في كل ليلة من لياليه عتقاء من النار شهر فيه ليلة خير عند الله من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم.

فعلينا أن نتهيأ له ونلح على الله عز وجل أن يبلغنا إياه فهو على قربه(يومان أو ثلاثة )يفصلان عنه لا أحد منا يقطع ببلوغه ففي كل لحظة يمكن أن ننتقل إلى الله ثم بادر بتوبة نصوح من جميع الذنوب حتى لا تعوقنا الذنوب عن استغلال فرصته لأن المعصية لا تقود إلا إلى معصية كما أن الطاعة لا تقود إلا إلى طاعة.

ومما ينبغي أن يتهيأ به معرفة فضل الصيام وقيمته عند الله فصيام رمضان علاوة على أنه ركن من أركان الإسلام هو سبب لمغفرة الذنوب وتكفير السيئآت فقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقد م من ذنبه وأخبر أن من صام يوما واحدا في سبيل الله باعد الله بذالك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا لكن الصوم المراد شرعا هو ما أمسك صاحبه عن جميع المفطرات الحسية(أكل وشرب جماع) والمعنوية(كالكذب والغيبة والنميمة والنظر إلى الحرام ......) لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه، واخبر صلى الله عليه وسلم عن خطورة الفطر في رمضان من غير عذر فقال : "من أفطر يوما من رمضان عامدا لم يجز عنه صيام الدهر.

وأخبر صلى الله عليه وسلم أن الصائم له أخلاق ليست كأخلاق غيره فقال : إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد او قاتله فليقل إني صائم " فلنحرص على الصيام وعلى صيانة هذا الصيام.

ومما ينبغي الحرص عليه في هذا الشهر القيام لن من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " ولنحرص على أن يكون القيام مع الأئمة في المساجد لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر ان من صلى مع إمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ، لذلك ينبغي الحرص في رمضان على الإنفاق تأسيا برسول الله صلى اله عليه وسلم فقد كان أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن فهو أجود بالخير من الريح المرسلة.

ونعلم أن من فطر صائما فله مثل أجره لذلك نكثر في رمضان من قراءة القرآن لأنه شهر القرآن ونكثر من الطاعات عموما ونعلم أن أجرها مضاعف في رمضان لاسيما ذكر الله عز وجل فبه صلاح القلوب وطمأنينتها

ولنحرص في نهايته على الإعتكاف فهو سنة نبوية ولها دورها الكبير في العملية التربوية.