عن أبي هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( قال الله كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به والصيام جنة وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفُث ولا يصخَب فإن سابَّــــه أحدٌ أو قاتله فليقل إني امرؤٌ صائمٌ . والذي نفس محمد بيده لخُلوف فم الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك . للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح وإذا لقي ربه فرح بصومه ) رواه البخاري ومسلم
ما معنى هذا الحديث مع أن الأعمال كلها لله وهو الذي يجزى بها؟ذكر ابن حجر في فتح الباري عشرإجابات على هذا السؤال
1. منها أن الصوم لا يقع فيه الرياء كما يقع في غيره حكاه المازري قال أبوعبيد " إن الأعمال لا تكون الا بالحركات الا الصوم فإنما هو بالنية التي تخفى عن الناس هذا وجه الحديث عندي "
وقال القرطبي لما كانت الأعمال يدخلها الرياء والصوم لا يطلع عليه بمجرد فعله الا الله فاضافه الله إلى نفسه ولهذا قال في الحديث يدع شهوته من أجلي
وقال ابن الجوزي جميع العبادات تظهر بفعلها وقل أن يسلم ما يظهر من شوب بخلاف الصوم
2. و قيل معني الصيام لي وأنا أجزي به أنفرد بعلم مقدار ثوابه وتضعيف حسناته وأما غيره من العبادات فقد اطلع عليها بعض الناس قال القرطبي معناه أن الأعمال قد كشفت مقادير ثوابها للناس وإنها تضاعف من عشرة إلى سبعمائة إلى ما شاء الله الا الصيام فإن الله يثيب عليه بغير تقدير
3. وقيل الإضافة إضافة تشريف و تعظيم كما يقال بيت الله وأن كانت البيوت كلها لله قال الزين بن المنير التخصيص في موضع التعميم في مثل هذا السياق لا يفهم منه الا التعظيم والتشريف .
4. وقيل سبب الإضافة إلى الله أن الصيام لم يعبد به غير الله بخلاف الصلاة والصدقة والطواف ونحو ذلك.
وقد اعتبر ابن حجر أن أقرب الإجابات الأول والثاني
وقد اتفقوا -كما يقول ابن حجر – أن المراد بالصيام هناصيام من سلم صيامه من المعاصل قولا وفعلا.