ضيعنا أول رمضان فلنحفظ آخره!!

جمعة, 07/10/2015 - 18:29

"إن عمرا ضيع أوله لجدير أن يحفظ آخره" كلمة للحسن البصري شقت عباب التاريخ وتحدت عاديات الزمن لتصل إلينا مدوية، لنردد على نسقها - ونحن على أعتاب العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك –  إن شهرا ضيع أوله لجدير أن يحفظ آخره.

لا ينبغي لنا أن نشهد تضييعنا – وبمحض إرادتنا - لفرصة ربانية مثل رمضان؛ حيث تحط الخطايا وترفع الدرجات وتجاب الدعوات..

أجل! لقد سبقنا المجتهدون الذي اغتنموا الفرصة واقتنصوا اللحظة المباركة؛ فصاموا أيام رمضان إيمانا واحتسابا، وصانوا أوقاته الكريمة إلا من حسنة لمعاد أو مرمّة لمعاش.. لقد اهتبلوا الليالي المباركة والأيام الغرّ؛ قياما وابتهالا، وذكرا ودعاءً، فاكتسبوا تطهيرا لسرائر ألبسهم الله رداءها نورا وسكينة، وأعمالا صالحة ضاعف لهم بها أضعافا مضاعفة..

لقد تخلّفنا - معشر المخلّفين -  عن عصبة الجد ومفرزة الاجتهاد التي تلقفت رمضان من أول أيامه فاحتضنها بالقبول وأشاع لها من أجواء الرحمة والهداية ما تستحقه هممُها العالية ومراميها الغالية، لتمرّ لياليه سراعا؛ بما قدموا وعلى ما أخّرنا.

غير أن لنا - معشر المخلّفين – عزاءً بهذه العشر الباقية، إذا صدقت منا النيات المتذبذبة وصحّت منا العزائم المترددة ونهضت منا الهمم الفاترة.. فلنشمر عن ساعد الجد ولنكشف عن ساق الاجتهاد؛ توبة إلى الله تعالى وإنابة إليه، وتعرضا لرحمته وتوكلا عليه، عسى أن نلتحق بمن سبقنا إلى القرب منه ونستدرك ما فاتنا من شرف العبودية له جل وعلا.. مرددين مع الحسن البصري وإن بتصرف: إن رمضان ضيع أوله لجدير أن يحفظ آخره.

د. محمد ولد محمد غلام