احتضن مسجد أبي طلحة منبر الخميس 15 رمضان تحت عنوان: رمضان شهر الانتصارات.
وقد تعاقب كل من الشيخ: محمد الأمين بن سيدي والأستاذ محمد الأمين ولد المصطفىعلى على المنبر.
في البداية تحدث الإمام محمد الأمين بن المصطفى مبينا أنه سيقتصر الحديث على غزوة بدر لأنها كانت أكبر انتصار عرفه المسلمون وعرفه رمضان.
وقال ةلد المصطفى أن الأمة الإسلامية أمة منصورة بنص التنزيل «ولينصر الله من ينصره» «والعاقبة للمتقين»، «ألا إن حزب الله هم الغالبون».
وأنه إذا تأخر النصر فلنعلم أن ذلك بسبب ابتعادنا عن أسبابه وهي نصرة الله «إن تنصروا الله ينصركم».
أسباب غزوة بدر
أسباب عامة:
أن الصراع بين الحق والباطل باق ما دام الليل والنهار، فأهل الباطل لا يزالون يحاولون إطفاء نور الله «إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله».
وأهل الباطل يسعون إلى استئصال الحق وأهله ولو كانوا مسالمين: «فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون».
إنها حرب مستمرة لا ينبغي للمسلم أن يبقى متفرجا فيها.
السبب الثاني: أن الله أذن للمسلمين في الجهاد فقد قيل للمسلمين قبل ذلك «كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة» لأنهم كانوا تحت سيطرة الأعداء ضعفا وقلة ولم يكن لهم موطن ينطلقون منه، ويعدوا فيه عدتهم، فقال قال تعالى «أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا».
فالمؤمن فردا أو جماعة رابح على كل حال فهم فائزون إذا انتصروا لرفعهم لواء الإسلام وهزيمة أعدائهم ومن استشهد منهم فقد فاز فوزا عظيما «ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون»، إن للشهيد عند الله مائة درجة ما بين الدرجة والأخرى ما بين السماء والأرض.
السبب المباشر:
إن النبي صلى الله عليه وسلم علم بعير أبي سفيان فأراد أن يعترضها لأن الكفار استولوا على أموال المسلمين المهاجرين.
لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم أمرا جازما بالخروج وإنما خرج من كان مستعدا، لأنهم لم يخرجوا للحرب.
عرض موجز عن الأحداث والوقائع:
كانت بدر أول معركة فاصلة حيث خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في الثامن من رمضان من المدينة ووقعت المعركة في السابع عشر رمضان من السنة الثانية وخلف على المدينة.
كان عدد المسلمين 313 وليس معهم من الخيل إلا فرسان و70 من الإبل يتعاقب الرجلان والثلاثة على البعير.
جيش المشركين كان 1000 رجل ولهم 100 فرس وكثير من الإبل والسلاح.
أخذ المسلمون موقعهم عند أقرب ماء من الأعداء.
اتخذ موقعا للقيادة.
ألح النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء ونظم الصفوف وأعطى لواء القيادة المشتركة لمصعب بن عمير.
وزع الجيش إلى كتيبتين: كتبة للأنصار وكتيبة للمهاجرين وكان شعار المسلمين في ذلك اليوم أحد أحد.
بدأت الحرب المبادرزة وفقدت قريش فيها ثلاثة من شجعانها.
دروس مستفادة:
علامة الإيمان أن يضحي المسلم بنفسه وماله لتكون كلمة الله هي العليا «إن الله اشترى من المؤمنين ...».
أما الذي يبخل ويتخلق الأعذار حتى يتخلف فذلك دليل على النفاق «لو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة» وهذا النوع من الناس لا ينفع صديقا ولا يضر عدوا «لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خيالا».
إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أفضل الناس وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر إذا كان يتعرض للأخطاء فهل بضن أحد بنفسه بعد ذلك.
«ما كان لأهل المدينة أن يتخلفوا عن رسول الله»، فلا يليق بمؤمن يسمع أن رسوله ذهب في الجهاد وتعرض للأذى والخطر ويبخل هو بنفسه، فكيف له بعد ذلك أن يدعي اتباعه «لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة» فيجب أن يقتدى به في كل الأمور بدون استثناء.