في منبر الجمعة : الوقت أعز موجود وأغلى مفقود

أربعاء, 08/19/2015 - 19:28

تناول الداعية محفوظ ولد إبراهيم فال في موضوع منبر الجمعة لهذا الأسبوع : الوقت في حياة المسلم حيث أوضح أن القرآن تحدث عن الزمن باعتباره آية من أيات الله وذلك في أكثر من آية فهو من مظاهر قدرة الله تعالى وإبداعه في الكون وهو نعمة تستوجب الشكر فهو وعاء الحياة وقد قدر الله القمر منازل لضبط الحساب ومعرفة التقويم الزمني.ولم يكن الزمن حلقة واحدة حتى لا تتعقد على الناس حياتهم.

وقد جعل الله الزمن قسمين : الليل للنوم والراحة فكان باردا ومظلما في الغالب فيما كان النهار ضياء ليناسب الحركة والنشاط وامداد الجسم بالدفء والحرارة." ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون"

وأضاف المحاضرأن كل ما على الأرض مستفيد من تعاقب الليل والنهار كالثمار والحيوانات وأن الانسان لايستطيع ضبط نفسه كما تنضبط حركة الافلاك فالشمس تطلع في نفس الثانية اليوم وفي نفسها من السنة القادة أو الماضية وهكذا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.كما أن مسارات الكواكب منضبطة فاحتمال تصادم بين الكواكب الكثيرة في الكون كاحتمال تصادم نحلات في فضائنا الذي نعيش فيه كما بين العلماء.

وكل هذا داع للاعتبار بالزمن والارتباط به واستغلاله وعدم إضاعته وتذكر قيمته كما كان السلف عليهم رضوان الله ، فالرسول صلى الله عليه وسلم يعتبر الفراغ رأس المال وتأتي الاعمار متفاوتة يوم القيامة بحسب إعمار العمر بالطاعات أوالمعاصي .

فلو أن يوما واحدا مر على رجلين أحدهما ظل جالسا لاعمل له والآخر ظل يعمل فسيجني العامل عند الغروب ثمرة عمله وسيجني الآخر بطالته واليوم مثال للعمر كله .

وكما قال الشاعر :

إذا أنت لم ترحل بزاد من التقوى     ولاقيت بعد الموت من قد تزودا

ندمت على أن لا تكون كمثله         وترصد للموت الذي كان أرصدا

وفي الحديث : "ما رؤي رسول الله صلى الله عليه وسلم فارغا قط "

لسان حال ليله" إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ...الآية "

ونهاره :" إن لك في النهار سبحا طويلا "

وروي عن الحسن البصري رضي الله عنه :"أدركت أقواما أضن بأوقاتهم منكم بدراهمكم "

وأضاف المحاضر: والأعمار تقاس بالاعمال فهناك أعمار قصرت لكنها خلفت أعمالا عظاما فهذا مصعب بن عمير رضي الله عنه قد فتح المدينة المنورة بدعوته التي لم تترك بيتا في المدينة إلا دخلته ففي ميزان حسناته أغلب من دخل الاسلام من الأنصار كسعد بن معاذ الذي اعتز له عرش الرحمن وغيره .

وكل لواء عقد فيالإسلام وكل صلاة في مسجد المدينة فهي في ميزان حسنات مصعب بن عمير إلى قيام الساعة وقد مات صغيرا ولم يترك إلا بردة إذا غطيت بها رأسه بدت رجلاه وإن غطيت بها رجلاه بدا رأسه والغزالي لم يعش سوى أربعين سنة والنووي خمس وأربعون سنة وعاش الإمام لشافعي أربعين سنة .

وخلص المحاضر إلى ذكر جملة من المعينات على حفظ الوقت من قبيل إدارك قيمة الوقت في الحياة وخطر الفراغ ثم برمجة الوقت وتخطيط العمل وتوزيع الأعمال على الأعمال وظائف اليوم ووظائف الشهر والاسبوع والسنة والخمس سنوات الذي ل ايخطط لحياته فإنه يخطط للفشل

وقد روي عن الشيخ العلامة محمد سالم ولد عدود رحمه الله قوله إن مشكلتنا أننا لا نبرمج وإذا برمجنا لا ننفذ وإذا نفذنا لا نستمر " فالوقت ينبغي أن يقسم على الأعمال كما تقسم الدراهم على الحاجات.