التوبة (4)

جمعة, 08/21/2015 - 13:48
الشيخ: د.محمد الحسن/أحمد

 حقائق التوبة :

أ- تعظيم الجناية ؛ لأنه إذا استهان بها لم يندم عليها فالتائب يشتد ندمه ويضعف بحسب ما قام بقلبه من استعظام الجناية.

ب- اتهام التوبة : وذلك حق عليه فيخاف أنه ما وفاها حقها , وأنه لم يبذل جهده في صحتها وأنه لم يخلص فيها ......

ج- الغيرة لله والغضب له إذا خولفت أوامره

 

. التوبة النصوح

 

قال تعالى { يأيها الذين ءامنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا } وأصل مادة نصح : خلاص الشيء من الغث والشوائب

قال عمر رضي الله عنه " التوبة النصوح أن يتوب من الذنب ثم لا يعود إليه كما لا يعود اللبن إلى الضرع " وقال الحسن البصري هي: أن يكون العبد نادما على ما مضى مجمعا على أن لا يعود

وقال ابن القيم تتضمن التوبة النصوح ثلاثة أمور : هي : تعميم جميع الذنوب , إجماع القلب عليها والعزم على أن لا يعود , تخليصها من الشوائب وإخلاصها لله تعالى .

 

 طبقات التائبين :

 

الطبقة الأولى : أن يتوب ويستقيم على التوبة إلى أن يموت عليها ويتدارك ما فرط  من أمره وصاحب هذه الطبقة هو السابق بالخيرات المستبدل السيئات  بالحسنات وهذه التوبة هي التوبة النصوح كما يقول الغزالي : وهذه النفس هي النفس المطمئنة"

الطبقة الثانية: تائب سلك طريق لاستقامة في أمهات الطاعات وترك كبائر الفواحش إلا أنه لا ينفك عن ذنوب تعتريه يبتلى بها دون تجريب قصد وهو كلما وقع في شيء منها لام نفسه وندم وتأسف وجدد العزم أن لا يعود وهذه النفس جديرة بأن تكون هي النفس اللوامة وهذه رتبة عالية وإن كانت تنزل عن سابقتها

 

الطبقة الثالثة : أن يتوب ويستمر على الاستقامة مدة ثم تغلبه شهوته في بعض الذنوب فيقدم عليها عن صدق وقصد شهوة وهو مع ذلك مواظب على الطاعات تارك جملة من الذنوب وإنما قهرته هذه الشهوة الواحدة أو الشهوات وهو يود لو أقدره الله تعالى على قمعها ويندم عليها كل حين ويتمنى أن يتوب منها لكنه سوف ...... وهذه هي النفس المسولة وهذا من الذين تشير إليهم الآية { وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم } فأمره من حيث مواظبته على الطاعة مرجو فعسى الله أن يتوب عليه , وعاقبته خطيرة من حيث تسويفه فربما يختطف قبل التوبة .

الطبقة الرابعة : أن يتوب ويمضي مدة على الاستقامة ثم يعود إلى مقارفة المعصية من غير أن يحدث نفسه بالتوبة بل ينهمك في اتباع الشهوة  فهذه هي النفس الأمارة بالسوء ويخاف على هذا سوء الخاتمة