مسؤولية المسلم المعاصر..

اثنين, 10/19/2015 - 16:42

بقلم : أحمد يحي المبارك.

تحدثت في معالجة لي سابقة عن ضرورة  الاعداد والمواجهة في ظلال الآية القرآنية

:{ وأعدوا لهم..}، فاقتضى الأمر تفصيلا أكثر عن مسؤولية المسلم المعاصر فأقول وبالله التوفيق :

إن مما ينبغي  على المتطلع لنصرة هذا الدين  أن يستشعر المسؤولية الفردية التي كلفه  الله بها، فإنه محاسب  على كل تقصير اقترفه في حق نفسه وأمته.

         والمصيبة التي حلت بالمسلمين  أن كلا  منهم يلقي اللائمة على الآخر، ويحاول الكثير منهم أن يختفي من زاقع العمل  أن طولب بشيء منه، ويظن أنه لم يره أحد، ولم ينتبه له المسلمون، كالنعامة التي تغطي وجهها تظن أنها لا ترى أحدا وأن أحدا لم يرها.

والغريب أننا نطالب غيرنا من كبيرنا إلى من هو أدنى منه بأمور عظام ونحن المطالبون بذلك،ونكون نحن من أوائل القاعدين!!

كما أنه في المقابل  نطالب الحكام والقيادات بما هو أكبر منها ونحن بمقدورنا  شيء يسير لا نعمله:

درس في مسجد

دعوة فردية

إحسان إلى مسكين

مساعدة ذي حاجة في حاجته مثلا.

فلماذا لا نستشعر بعد ذلك حس المسؤولية ونعلم أننا جميعا مقصرون وسنحاسب أمام الله سبحانه؟فالمسؤولية لا تخص أناسا بعينهم وإن كان يشتد وجوبها على آخرين ويعظم في حقهم جرم التهاون بها، إلا أنها تعم جميع أطياف المجتمع وأشكاله، يقول عز وجل:{ فوربك لنسألنهم أجمعين..} الحجر 92، ويقول سبحانه:{ولتسألن عما كنتم تعملون.. النحل 93}.

         لهذا كان من اللازم أن نوظف جميع طاقات المسلمين دعاة وحركيين ومسلمين عاديين داخل دائرة متحركة في العمل الإسلامي وأن لا يستثنى من ذلك أحد، فعلى الكل أن يعمل بأقصى جهده وقدر استطاعته، فهذا خير لنا من أن نبقى متفرجين على مآسينا ومشاكلنا المستعصية بلا عمل وكيل أعدائنا مستمر مما يفرحهم ويزيدهم في تماديهم ونشر باطلهم، وقد عبر عن هذا أحد مشاهير الفلاسفة  - إدموند بورك – بقوله : (إن كل ما تحتاج إليه قوى الشر لكي تنتصر هو أن يظل أنصار الخير مكتوفي الأيدي، دون القيام بعمل ما)  - اليهود وراء كل جريمة، ص:7.

         وما لم يفكر أبناء الأمة لاستعادة مجدهم ويقوموا بعمل شامل على مختلف الأصعدة، علمية  وعملية فلن يقوم عنهم أحد بذلك بالنيابة، فالتأوه والحزن لا يصنع شيئا ولا يغير واقعا ولله در القائل:

أفنيت يا مسكين عمرك بالتأوه والحزن!

وقعدت مكتوف اليدين تقول: حاربني الزمن!

ما لم تقم بالعبئ أنت فمن يقوم به إذن؟!  

والغريب أننا نفتخر بأننا أمة المليار ونيف مسلم ولم نستطع إلى الآن أن نردع عدوا أو نعمر أرضا، أو نبني إنسانا  بناء صحيحا وصالحا على أسس سليمة، أو ننشر دعوة ديننا العظيم في أرجاء العالم المتعطش والمحتاج إليها، أفيقوا يا مسلمين فالتقصير في ذلك تقع مسؤوليته على الجميع.