الإمام بين الشرع والسياسة (الحلقة الأخيرة)

ثلاثاء, 10/20/2015 - 17:25

الكاتب عبد الله محمد أحميد 

أصدقاء الإمام فئات ثلاثة                         

1-الأقربون يتعصبون له بولاء الدم والعشيرة وهم حاشيته                                  

2-الأصدقاء والإخوان في الدين وهم بطانة الإمام وأصحاب الرأي والمشورة وعليهم يعتمد في تسيير أمور رعيته وهم علماء البلد                

3-المعارف والأصحاب :وهم الفئة الأقل قربا من الإمام وأغلبهم من عامة الناس وهم أصحاب الإمام الذين اشتركوا معه الطفولة وبعضهم شاركه الدراسة أو حضر معه نشاطات اجتماعية مرحلة شباب الإمام ولنبدأ بأولى هذه الفئات       

1-الأقارب :كان الإمام يصل أقاربه امتثالا للسنة ورغبة فيما أعد للواصل ( من أسره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه ) وحد الرحم عند الإمام الجد الثاني لصلة النبي لبني هاشم ثم العشيرة وقد اجتمعت حوله عشيرته لحسن خلقه وطيب كلامه فكان المقدم فيهم لا ينازعه في ذلك احد منهم وقد سعى في تثقيف قومه وتنشأة شبابهم تنشأة دينية وقاد نهضة علمية في مجتمعه أيقظهم فيها من سباتهم العميق

2-الأصدقاء والإخوان في الدين : وهم أولوا العلم والنهى ومنزلتهم من الإمام بمنزلة الدثار من الجسد (الناس شعار والأنصار دثار ) فلا يقطع أمرا دون مشورتهم وإليهم يكل تصريف بعض أمر العامة مع مراقبة أعمالهم حتى لا تضيع بعض شؤون العباد وحتى يشعر المولى بالمسؤولية فيتقن عمله

3-المعارف والأصحاب :معارف الإمام كثيرون وأصحابه كثر وهم في الغالب ذوو الحاجات المستعطفين الناس وكان الإمام يكرمهم ويسعى في حاجتهم امتثالا للحديث (من سعى في حاجة مسلم سعى الله في حاجته )وكان حريصا على القيام بحقوقهم وأداء الواجب اتجاههم جهده

الناس والإمام                               

يقسم الإمام الناس إلى ثلاث فئات كل فئة لها أسلوب خاص تعامل به

1-الأصدقاء :وهم ثلاث فئات كل فئة لها حكمها وأسلوبها الذي تعامل به           

2-الفئة الرمادية"المحايدة" : الذين لا يصطفون مع الإمام ولا يقفون ضده وهم في نظر الإمام أقرب إلى الصديق من العدو في الغالب ويمكن استمالتهم

3-الخصوم : ويقسمون إلى ثلاث فئات المنافسون أو الطامحون للإمامة وأصحاب المطامع والأعداء الذين لا يرضيهم إلا موت الإمام أو اختفاؤه وقد عامل الإمام كل فئة بأسلوب يتغير في شكله ومضمونه

سياسة الإمام في احتواء الخصوم             

قسم الإمام خصومه إلى ثلاث فئات وكل فئة عاملها بأسلوب مختلف              

1-سياسة الإمام في تطويع المنافسين: كان الإمام يناظر منافسيه ويجالسهم على انفراد وإذا رأى من أحدهم ظرفا وعقلا وليه بعض أموره وأجلسه في مجلسه أما إذا رئيه غير أهل لتحمل المسؤولية أبعده ثم لا يهمه أمره إلا إذا خشي اشتداد عوده وتعصب بعض الناس معه فحينئذ يعامله معاملة النبي لعيينة بن حصن الفزاري "الأحمق المطاع" درءا لما يمكن أن يترتب على إبعاده من مفاسد لأمر العامة

2- أصحاب المطامع: كان الإمام يتجنب إسخاط أصحاب المطامع ويعاملهم معاملة النبي للمؤلفة قلوبهم فيعطيهم من ما أفاء الله عليه وإذا صلح بعضهم وأناب يجمع أصحاب المشورة ويشاورهم في أمره ثم ينزله المنزلة اللائقة به امتثالا للحديث (أمرت أن أنزل الناس منازلهم )

3-الأعداء : أعداء الإمام في دولته قلة ويجتهد الإمام في إصلاحهم وتقويم إعوجاجهم ويخضعهم للرقابة حتى لا يتحمعوا ضده ويثيروا اضطرابات الدولة في غنى عنها وكان يعاملهم كما يعامل عامة شعبه ولا يظلمهم هديه في ذلك هدي عبد الله بن رواحة حين بعثه النبي ليهود خيبر ليجبي منهم ثمار الصلح فأرادوه على الرشوة فغضب وقال (يا معشر اليهود والله لأنتم أبغض خلق الله إلي وما ذلك بحاملي على ظلمكم ) وهو أمر الله ( ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى ) فبالعدل والمساواة ملك قلوب الناس

رعايا الإمام                                   

رعايا الإمام أربع فئات رئيسية كل فئة لها حقوقها وعليها واجباتها التي تختص بها عن بقية الفئات وهذه الفئات      

1-الفئة الحاكمة : وهم في الغالب أصحاب الكفاءات العلمية والعقول الصافية والآراء الرزينة وواجبهم تسيير أمور الرعية ومخالطة العامة للتعرف على احتياجاتهم ومعاناتهم ورفعها للإمام مع تقديم برنامج عمل لسد تلك الحاجات ورفع المعاناة وإنصاف المظلومين والبت في شكايات أصحاب الشكاوي وفض النزاعات بين عامة الناس والعمل الجاد لتحقيق العدل بين الرعية ومحاسبة المقصرين منهم منوطة بالإمام ولهم معاشهم يدفع من خزينة الإمام

2-الأغنياء وأصحاب الحرف : وهم الفئة الثانية من حيث التصنيف وواجبهم دفع الضرائب وهي في الغالب الزكاة والعشور في الأرض التي سقت الأمطار والعيون ونصف العشر في التي سقت السواني ويساعدون في تحريك عجلة الأقتصاد وتوظيف العاطلين لاحتواء  أزمة البطالة

3-الطبقة الوسطى :وأهلها هم الموظفون العاديون والكادحون في القطاع الخاص ويدفعون ضرائب بسيطة وتوفر لهم مستلزمات الحياة

4-الطبقة الفقيرة :وهم العاجزون عن الكسب أصحاب العاهات ويتلقون إعانات من الدولة ويتعهدهم الإمام ويقسم لهم في الزكاة