
الشيخ: محمد الحسنولد أحمد
ينجي الله الطائعين بأعمال أسلفوها في الرخاء (قصة الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة) وينجي الله قوما بأعمال نذروا أن يفعلوها بعد نجاتهم (وهذا هو النذر المعروف في الفقه) وينجي بعض المتقين بأعمال يشرعون فيها فور وقوعهم في الكرب فتنفرج كربتهم عند كمال العمل الصالح الذي شرعوا فيه (يسمى مقاطعة الله أي مبايعته والتعاقد معه) ومن أغرب ذلك هذه القصة:
عيسى بن عقاب الغافقي القرطبي: عاش بين (526-600 ه) كان من حسباء قرطبة وفضلائها ومجودي مقرئيها كان كثير تلاوة القرآن حسن الصوت به جميل الإيراد له.
حدَّث أنه مكث غائباً ببلاد النصارى ببعض جزائر البحر زماناً إذ كان قد امتحن بالأسر في البحر، وقد ركبه مُشَرِّقاً حاجاً، وكان سبب سراحه أنه تقاطع مع الله تعالى على إنقاذه من الأسر بمائة ختمة يختمها من القرآن، فكان متى ختم ختمة قام إلى حائط فخط فيه خطاً.
فبينا هو يوماً قد ختم القرآن وكانت تمام الختمات المائة، وهو لم يشعر لذلك، رأى طائراً كان محبوساً في قفص هنالك وقد انفتح له باب القفص فخرج منه ووقف على ظهره فسوى جناحيه وطار، فوقع بخاطره أن ذلك تنبيه من الله عز وجل له، فقام إلى تلك الخطات التي كان يخط بالحائط فعدها فألفاها مائة خطة، فخرج في الليلة الآتية إلى شاطيء البحر فوجد هنالك زورقاً فدخل فيه هو وجماعة معه من المسلمين الأسارى فنجاهم الله بنجاته، وخرجوا جميعاً إلى بلاد المسلمين سالمين.
من كتاب الذيل والتكملة للأوسي/ نقلا عن صفحة: الطـّـرة