فقه الدعاء

اثنين, 01/18/2016 - 14:08
أوفى عبد الله أوفى

الدعاء قسمان : دعاء المسألة ودعاء العبادة
أما دعاء المسألة فيكون طلبا للنفع أو دفعا للضر، وأما دعاء العبادة فهو في كل القربات الظاهرة والباطنة، حيث أصبح طالبا وداعيا بلسان مقاله ولسان حاله راجيا ربَّه قبول تلك العبادة.
وينقسم الناس في دعاء المسألة إلى أقسام عديدة لعل أهمها:
ـ نوع يلح في الدعاء، ويكثر منه، وعندما لا يتحقق مراده ييأس ويترك الدعاء وهؤلاء هم من أشار إليهم ابن عطاء الله السكندري بقوله:
" لا يكن تأخر أمد العطاء مع الإلحاح في الدعاء موجبا ليأسك، فهو ضمن لك الإجابة فيما يختاره لك لا في ما تختاره لنفسك، وفي الوقت الذي يريد لا في الوقت الذي تريد".
ـ ونوع يلح في الدعاء ظنا منه أنه سيسرِّع ما أراد الله أن يبطئه، أو يوجد ما أراد الله أن لا يكون، غافلا عن أن الله تعالى قدر الأرزاق بين عباده قبل خلق الدنيا بخمسين ألف سنة، كما في صحيح مسلم من حديث عمرو بن العاص: « كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة - قال - وعرشه على الماء ».
ـ ومنهم من يرى الدعاء مظهرا من مظاهر العبودية والافتقار، وقياما بحق الربوبية ، لا تسببا في طلب العطاء، مع طمأنينة النفس والخضوع لفعل الله تعالى والقبول به، وهم من يشير إليهم ابن عطاء الله السكندري بقوله:
"لا يكن طلبك تسببا إلى العطاء منه، فيقل فهمك عنه، وليكن طلبك لإظهار العبودية وقياما بحق الربوبية"
ـ ونوع قوي يقينهم بالله عز وجل فأصبحوا يشاهدون أفعال الحق سبحانه وتعالى مشاهدة العارفين بالله، فعلموا أن الحكمة الإلهية تقتضي ألا يكون الشيء إلا كما هو، أي ليس بالإمكان أحسن مما كان، فيكونوا إذ ذاك قشة في مهب رياح الأقدار، ولسان حالهم يقول:
" طلبك منه اتهام له، وطلبك له غيبة منك عنه، وطلبك لغيره لقلة حيائك منه، وطلبك من غيره لوجود بعدك عنه".
جعلنا الله وإياكم من العارفين به الراضين بفعله وقضائه الداعين له في كل حال.