أفلا تعقلون

اثنين, 02/29/2016 - 13:57
الشيخ محفوظ ابراهيم فال

قال ابن الجوزي: "من تصور زوال المحن و بقاء الثناء هان الابتلاء عليه، ومن تفكر في زوال اللذات وبقاء العار هان تركها عنده، وما يُلاحظ العواقب إلا بصر ثاقب".

 

صدق ابن الجوزي رحمه الله إن النظر في عواقب الأمور و مآلاتها تجعل العاقل يضحي بالقليل الفاني ليفوز بالكثير الباقي قال الله و ما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا و زينتها و ما عند الله خير و أبقى أفلا تعقلون.

 

وما أعظم التعقيب القرآني هنا أفلا تعقلون ﻻ شك أن الكثير منا ﻻ يعقل، حين باع الآخرة بالدنيا وعميت بصائرهم عن فادح خسرهم وعظيم غبنهم، حين قال فرعون لسحرة بني إسرائيل

ﻷقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف وﻷصلبنكم في جذوع النخل و لتعلمن أينا أشد عذابا و أبقى

 

كان إيمان السحرة يسطع نوره فيبصرون ضحالة فرعون وما لديه من عذاب الدنيا وأجرها في جنب عذاب الله اﻷليم أو نعيمه المقيم وكان ردهم علي تهديد فرعون غاية في العزة والقوة والاستعلاء على الظلمة وعصاهم و جزرتهم و وعيدهم و وعدهم إنما تقضي هذه الحياة الدنيا إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير و أبقي منك يا فرعون ومن كل مغرور بما جعل الله تحت يده من عارية الدنيا.

 

إننا محتاجون لخطاب السحرة هذا كلما ﻻح برق اﻷذى في سبيل الله و أقبلت غيوم الحرب علي دينه و بدأ مكر الليل والنهار من أعداء اﻷمة و سفهائها الذين هم عصا الكفرة التي بها يضربون  فنقول بلسان الحال والمقال  و الله خير و أبقى فلن نستبدل فتاتكم الفاني الذي تشترون به أحبار السوء من علماء الدنيا و قوارين الفتنة من رجال أﻻعمال وأقلا سحرة اﻹعلام بجزاء الله الموفور و وعده المنظور و السعي لرضاه المشكور.

 

 لا لا لا لا

 

ولن نستبدل ما تخططون له من تضييق وما تريدون من مكر بنا بعذاب الله فلا مقارنة بين فتنتكم وعذاب الله صدقنا ربنا و عقلنا عنه حين قال جل في علاه  (و من الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله).

لا لا لا لا لا 

ليست فتنة الناس كعذاب الله يا أعوان الظلمة و يا سحرة الباطل في كل زمان ومكان أفيقوا من سكركم واعملوا لمن ﻻ يخيب العامل له وتاجروا مع من ﻻ تخسر التجارة معه واطلبوا درجة رفيع الدرجات والمقام عند العلي العظيم ملك الملوك وتعلموا أن تتعاملوا مع الله و آثروا ما عنده و ﻻ تكن معاملة المخلوقين وطلب دنياهم أكبر همكم و مبلغ علمكم (قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة قالوا يا حسرتنا على ما فرطنا فيها وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم أﻻ ساء ما يزرون وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو و للدار اﻵخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون؛

  أفلا تعقلون  أفلا تعقلون .