الخلاصة في مصطلح الحديث

جمعة, 03/11/2016 - 22:57
بقلم/ محمد الأمين بن الشيخ بن مزيد

تعريف علم الحديث

قال الشيخ عز الدين بن جماعة : " علم الحديث علم بقوانين يعرف بها أحوال السند والمتن .  وقال ابن حجر في النكت على ابن الصلاح (1/225) : " معرفة القواعد المعرِّفة بحال الراوي والمروي . "

والسند والإسناد : " حكاية طريق المتن . " وهو مشتق من السند وهو المعتمد أو من السند وهو ما ارتفع وعلا من سفح الجبل . "

والمتن : ألفاظ الحديث مشتق من المتن وهو ما ارتفع وصلب من الأرض والمتن أيضا الظهر

تدوين الحديث

نهى النبي صلى الله عليه وسلم أولا عن كتابة الحديث فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا تكتبوا عني غير القرآن ومن كتب عني غير القرآن فليمحه . " رواه مسلم وقال البخاري الصواب وقفه على أبي سعيد .

ولكن ثبت في صحيح البخاري أن رجلا من أهل اليمن قال للنبي صلى الله عليه وسلم في فتح مكة اكتب لي يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم اكتبوا لأبي فلان .

قال ابن حجر في فتح الباري (1/208) "والجمع بينهما

أن النهي خاص بوقت نزول القرآن خشية التباسه بغيره والإذن في غير ذلك .

أو أن النهي خاص بكتابة غير القرآن مع القرآن في شيء واحد والإذن في تفريقهما.

 أو النهي متقدم والإذن ناسخ له عند الأمن من الالتباس وهو أقربها مع أنه لا ينافيها .

وقيل النهي خاص بمن خشي منه الاتكال على الكتابة دون الحفظ والإذن لمن أمن منه ذلك   . "

وقد كتب الصحابة رضي الله عنهم الحديث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وكان عبد الله بن عمرو يكتب كما ثبت في الصحيح  ومن أشهر ما كتب في صدر الإسلام :

الصحيفة الصادقة لعبد الله بن عمرو العاص (ت65)وقد ضمت نحو ألف حديث ونقل الإمام أحمد محتواها في مسنده .

صحيفة جابر بن عبد الله رضي الله عنهما(ت78)وقد حفظها قتادة بن دعامة السدوسي (ت118)وكان يقول : " لأنا بصحيفة جابر بن عبد الله أحفظ مني لسورة البقرة . "

الصحيفة الصحيحة لهمام بن منبه (ت131)وقد ضمت (138)حديثا ونقلها الإمام أحمد في مسنده .

 

التدوين الرسمي

أما التدوين الرسمي الذي تبنته الدولة ورعته فقد تم في عهد عمر بن عبد العزيز حين طلب عمر بن عبد العزيز من عامله على المدينة أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم (ت117)أن يجمع الحديث فنفذ الأمر ففي صحيح البخاري في كتاب  العلم   باب كيف يقبض العلم ( 34 ) وكتب عمر بن عبد العزيز إلى أبى بكر بن حزم انظر ما كان من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاكتبه ، فإنى خفت دُروس العلم وذهابَ العلماء ، ولا تَقبلْ إلا حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ولتُفشُوا العلمَ ، ولتَجلِسُوا حتى يُعَلَّم من لا يَعْلَم ، فإن العلمَ لا يهلك حتى يكون سرا . "

السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي

منزلة السنة من القرآن

للسنة مع القرآن ثلاث حالات :

أن تكون السنة مؤكدة لما في القرآن ؟

أن تكون السنة مبينة للقرآن الكريم قال الله تعالى ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم) والسنة المبينة تفصل مجمل القرآن وتوضح مشكله وتخصص عامه وتقيد مطلقه .

أن تكون السنة زائدة على ما في القرآن مثل :  تحريم أكل لحوم الحمر الأهلية وكل ذي ناب من السباع وتحريم نكاح المرأة على عمتها أو خالتها ، وإحداد المتوفى عنها زوجها .

حجية السنة

دل القرآن الكريم والسنة المطهرة على حجية السنة :

قال الله تعالى (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون )

وقال الله تعالى (من يطع الرسول فقد أطاع الله )

و قال الله تعالى (وإن تطيعوه تهتدوا)

و قال الله تعالى فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم )

و قال الله تعالى (وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله )

وقال الله تعالى ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن تكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا )

و قال الله تعالى (ومآ آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب .

وقال الله تعالى (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا. )

وقال الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم )

أقسام الحديث من حيث القبول والرد

 أولا : الصحيح

وينقسم الصحيح إلى صحيح لذاته وصحيح لغيره

الصحيح لذاته وهو ما توفرت فيه خمسة شروط :

الأول : العدالة وهي ملكة تحمل على ملازمة التقوى  والمروءة

الثاني : الضبط التام  والضبط نوعان: ضبط صدر: وهو أن يُثبت ما سمعه، بحيث يتمكن من استحضاره متى شاء.وضبط كتاب وهو صيانته لديه منذ سمع فيه وصححه إلى أن يؤدي منه.

الثالث :اتصال السند ومعناه سلامة الإسناد من سقوط فيه بحيث يكون كل من رواته سمع ذلك المروي من شيخه .

الرابع : عدم الشذوذ  والشذوذ   مخالفة الراوي من هو أرجح منه .

الخامس : عدم العلة والعلة قادح خفي

الصحيح لغيره وهو الحسن لذاته إذا تعددت طرقه

مراتب الصحيح

تتفاوت رتب الصحيح بتفاوت الصفات المقتضية للصحة فما كان رواته في الدرجة العليا من العدالة والضبط وسائر الصفات التي توجب الترجيح كان أصح مما دونه ولذلك كانت مراتب الصحيح سبعة وهي :

ما رواه البخاري ومسلم .

ما رواه البخاري .

ما رواه مسلم .

ما كان على شرط البخاري ومسلم .و المراد بالشرط الرواة مع باقي الشروط .

ما كان على شرط البخاري .

ما كان على شرط غيرهما .

ثانيا : الحسن وينقسم إلى قسمين :

حسن لذاته وهو ما توفرت فيه شروط الصحيح إلا أن الضبط أخف أي أقل من الضبط المشترط في الصحيح

وحسن لغيره  وهو الحديث الضعيف إذا تعددت طرقه .

ثالثا : الضعيف وهو ما فقد شرطا من شروط الصحيح أو الحسن وهو أنواع ومنه :

المرسل وهو ما أضافه التابعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير .وهو ضعيف عند الشافعي وجمهور المحدثين للجهل بحال المحذوف هل هو صحابي أو غير صحابي وإذا كان غير صحابي فهل هو ثقة أم لا ؟وهكذا .

قال العراقي في ألفيته :

ورده جماهر النقاد للجهل بالساقط في الإسناد

وصاحب التمهيد عنهم نقله ومسلم صدر الكتاب أصلهصلهأصله

 

 وقد احتج به أبوحنيفة ومالك وأحمد بل قال ابن جرير : " أجمع التابعون بأسرهم على قبول المرسل ولم يأت عنهم إنكاره ولا عن أحد من الأئمة بعدهم إلى رأس المائتين . "

المعلق ما كان السقط فيه من أول الإسناد سواء أكان الساقط واحدا أم أكثر .

 المنقطع هو ما سقط منه راو واحد قبل الصحابي وهو ينقسم إلى منقطع جلي ويعرف بعدم التلاقي بين الراوي وشيخه لكونه لم يدرك عصره  أما إذا أدرك عصره ولم يجتمعا فهو المنقطع الخفي والفرق بين المدلَّس والمرسل الخفي  : " أن التدليس يختص بمن روى عمن عرف لقاؤه  إياه فأما إن عاصره ولم يعرف أنه لقيه فهو المرسل الخفي . "

المعضل وهو ما سقط من إسناده اثنان فأكثر بشرط التوالي .

المضطرب وهو ما روي على أوجه مختلفة متقاربة ولم تترجح رواية على رواية . والاضطراب يوجب ضعف الحديث لإشعاره بعدم الضبط .

 وهو ما وجد فيه قادح خفي ويتم اكتشاف ذلك بكثرة التتبع وجمع الطرق . والعلل " من أغمض أنواع علوم الحديث وأدقها ولا يقوم بها إلا من رزقه الله تعالى فهما ثاقبا وحفظا واسعا ومعرفة تامة بمراتب الرواة وملكة قوية بالأسانيد والمتون ولهذا لم يتكلم فيه إلا قليل من أهل هذا الشأن . "

المدلَّس

كلمة التدليس تعني الإخفاء والتدليس في البيع هو إخفاء ما في البيع من عيب والتدليس أنواع :

تدليس الإسناد وهو أن يروي عمن عاصره ما لم يسمع منه بصيغة تحتمل اللقاء مثل عن وقال . ويعرف عدم اللقاء بإخباره عن نفسه بذلك أو بجزم إمام مطلع .

ما حكم من ثبت عنه التدليس ؟

وحكم من ثبت عنه التدليس إذا كان عدلا أن لا يقبل منه إلا ما صرح فيه بالتحديث .وفي ذلك يقول الشيخ سيدي عبد الله :

إسقاط راو وارتقا لمن علا   مــــــعــاصرا بعن وشبهه اجتلي

تدليسَ الاسناد فمن به وسم    حديثه بالرد مطلقا علم

لكن قبولُـــــــــه هو المرجَّح      إذا بوصله الثقات صرحوا

تدليس التسوية وهو إسقاط الضعيف بين الثقتين وهو من أسوإ أنواع التدليس

تدليس الشيوخ ومعناه : أن يسمي شيخه أو يكنيه أو ينسبه أو يصفه بما لا يعرف به ويختلف حكمه بحسب الغرض الحامل على ذلك .

 العنعنة ونحوها

الإسناد  المعنعن هو ما قيل فيه فلان عن فلان ويعتبر المعنعن متصلا إذا توفرت الشروط الآتية :

أن لا يكون المعنعِن مدلِّسا فالمدلس لا يُقبَل منه إلا ما صرح فيه بالتحديث .

أن يكون معاصرا لمن عنعن عنه .

واشترط البخاري وابن المديني ثبوت اللقاء بين المعنعِن ومن عنعن عنه .

ومنهم من اشترط طول الصحبة .

ومنهم من اشترط أن يعرف بالرواية عمن عنعن عنه .

الغريب والعزيز والمشهور

الغريب ما انفرد بروايته شخص واحد في أي موضع من السند .

العزيز هو الحديث الذي لا يرويه أقل من اثنين عن اثنين زسمي بذلك لقلة وجوده أو من عز بمعنى قوي .

المشهور هو ما رواه ثلاثة فأكثر ومنه المتواتر فكل متواتر مشهور ولا عكس . والمتواتر هو ما رواه عدد كثير تحيل العادة تواطؤهم وتوافقهم على الكذب رووا ذلك عن مثلهم من الابتداء إلى الانتهاء وكان مستند انتهائهم الحسر وانضاف إلى ذلك أن يصحب خبرهم إفادة العلم لسامعه . والمتواتر لا يبحث عن صحته فهو مقطوع به

واقطع بصدق خبر التواتر وسو بين مسلم وكافر

أما الغريب والعزيز والمشهور فيمكن أن يكون كل واحد من الثلاثة صحيحا وأن يكون ضعيفا .

 

الموضوع

هو المكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم واتفق العلماء على أن تعمد الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم من الكبائر وبالغ أبو محمد الجويني فكفر به . واتفق العلماء على تحريم رواية الموضوع إلا مقرونا ببيان أنه موضوع .

أسباب الوضع :

الزندقة قال حماد بن زيد: وضعت الزنادقة على النبي صلى الله عليه وسلم أربعة عشر ألف حديث.

وقال ابن عدي في عبد الكريم بن أبي العوجاء: -لما أخذ وأتي به محمد بن سليمان بن علي فأمر بضرب عنقه- قال: "والله لقد وضعت فيكم أربعة آلاف حديث أحرم فيها الحلال، وأحل فيها الحرام"

غلبة الجهل كبعض المتعبدين قيل لأبي عصمة نوح ابن أبي مريم من أين لك عن عكرمة عن ابن عباس في فضائل القرآن سورة سورة وليس عند أصحاب عكرمة هذا فقال إني رأيت الناس قد أعرضوا عن القرآن واشتغلوا بفقه أبي حنيفة ومغازي ابن إسحاق فوضعت هذه الأحاديث حسبة

العصبية والتقليد

التقرب إلى الأمراء  كما حصل مع غياث بن إبراهيم حين دخل على المهدي وكان المهدي يحب الحمام ويلعب به، فإذا قدامه حمام فقيل لغياث حدث أمير المؤمنين فقال: حدثنا فلان عن فلان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا سبق إلا في نصل أو خف أو حافر أو جناح"، فأدخل فيه قوله: "أو جناح". فأمر له المهدي ببدرة، فلما قام قال: أشهد أن قفاك قفا كذاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم قال المهدي: أنا حملته على ذلك. ثم أمر بذبح الحمام، ورفض ما كان فيه.

الإغراب لقصد الاشتهار .

بم يعرف الوضع ؟

يعرف الوضع

باعتراف الراوي بالكذب .

وجود قرائن تقوم مقام الاعتراف مثل أ ن يكون مناقضا لنص القرآن أو السنة المتواترة أو الإجماع القطعي ، أو صريح العقل حيث لا يقبل شيء من ذلك التأويل قال السبكي في جمع الجوامع : " كل خبر أوهم باطلا ولم يقبل التأويل فمكذوب أو نقص منه ما يزيل الوهم . "

ركاكة الألفاظ

فساد المعنى .

جهود العلماء في مقاومة الوضع :

بذل المحدثون جهودا كبيرة في مقاومة الوضع  واتخذوا الوسائل الناجحة لذلك ومن تلك الوسائل :

الاهتمام بالإسناد قال عبدالله بن المبارك: الإسناد من الدين لو لا الإسناد لقال من شاء ما شاء. رواه مسلم في مقدمة صحيحه . وقال شعبة : كل حديث ليس فيه حدثنا أخبرنا فهو خل وبقل وقال سفيان الثوري : " الإسناد سلاح المؤمن فإذا لم يكن معه سلاح ، فبأي شيء يقاتل ؟

 تتبع الكذبة وفضحهم ونشر أسمائهم وقد تضمن كتاب تنزيه الشريعة أكثر من ألف وسبعمائة كذاب مرتبين على حروف المعجم .

تأليف الكتب في الموضوعات ومنها الموضوعات الكبرى لابن الجوزي واللألئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للسيوطي وتنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة لابن عراق المتوفى سنة (963)حاديث الشنيعة

من تقبل روايته

يشترط فيمن تقبل روايته أن يكون عدلا ضابطا بأن يكون مسلما بالغا عاقلا سليما من أسباب الفسق وخوارم المروءة متيقظا حافظا إن حدث من حفظه ضابطا لكتابه إن حدث منه عالما بما يحيل المعاني إن روى بالمعنى

وتثبت العدالة بتنصيص عالمين عليها أو بالاستفاضة فمن اشتهرت عدالته من أهل العلم وشاع الثناء عليه بها كفى .

ويعرف الضبط بموافقة الضابطين                                                      ولا تضر المخالفة النادرة .

يقبل التعديل من غير ذكر سببه على الصحيح ولا يقبل الجرح إلا مبين السبب .

إذا تعارض الجرح المفسر والتعديل قدم الجرح .

 

هل تقبل رواية المبتدع ؟

قيل لا يحتج بالمبتدع مطلقا لأنه فاسق ببدعته وإن كان متأولا ولأن في الرواية عنه ترويجا لمذهبه وروي عن مالك .

وقيل يحتج به إن لم يكن ممن يستحل الكذب في نصرة مذهبه أو لأهل مذهبه وروي هذا القول عن الشافعي فقد قال : " أقبل شهادة أهل الأهواء إلا الخطابية لأنهم يرون الشهادة بالزور لموافقيهم

وقيل يحتج به إن لم يكن داعية إلى بدعته ولا يحتج به إن كان داعية إليها لأن تزيين بدعته قد يحمله على تحريف الروايات وتسويتها على ما يقتضي مذهبه

واختار النووي في التقريب هذا الرأي وقال هو الأظهر الأعدل وإلى هذا أشار صاحب طلعة الأنوار بقوله :

هل يقبل البدعي أولا يقبل  أو غير من دعا وهذا الأمثل

المجهول

رواية المجهول مردودة لأن شرط قبول الخبر عدالة رواته وهو نوعان :

مجهول العين وهو من لم يرو عنه إلا واحد ولم يوثق .

مجهول الحال وهو المستور وهو من روى اثنان ولم يوثق .

أسباب الجهالة :

كثرة نعوت الراوي فيذكر بغير ما اشتهر به لغرض من الأغراض فيظن أنه آخر .

وقد يكون الراوي مُقلا فلا يكثر الأخذ عنه .

وقد لا يسمى الراوي اختصارا مثل أخبرني فلان .

الرواية بالمعنى

تجوز الرواية بالمعنى عند أكثر العلماء للعالم بمدلولات الألفاظ وبما يحيل المعاني مع أن الأولى إيراد الحديث بألفاظه دون التصرف فيه . قال القاضي عياض : "ينبغي سد باب الرواية بالمعنى لئلا يتسلط من لا يحسن ممن يظن أنه يحسن كما وقع لكثير من الرواة قديما وحديثا وفي هذا يقول محمد مولود بن أحمد فال

راوي  أحاديث جوامع الكلم     أو التعبد بمعناها أثم

قي الغير للداري بمدلولات الالفاظ أن يروي بالمعناة

و في الختام هذه قصيدة في فضل الحديث

قال أبو بكر حميد القرطبي

نور الحديث مبين فادن واقتبس
 

واحد الركاب له نحو الرضا الندس
 

 

واطلبه بالصين فهو العلم إن رفعت
 

أعلامه برباها ياابن أندلس
 

ولا تضع في سوى تقييد شارده
 

 

عمرا يفوتك بين اللحظ والنفس
 

وخل سمعك عن بلوى أخي جدل
 

شغل اللبيب بها ضرب من الهوس
 

ما إن سمت بأبي بكر ولا عمر
 

ولا أتت عن أبي هر ولا أنس
 

إلا هوى وخصومات ملفقة 
 

ليست برطب إذا عدت ولا يبس
 

فلا يغرك من أربابها هذر
 

أجدى وجدك منها نغمة الجرس
 

أعرهم أذنا صما إذا نطقوا
 

وكن إذا سألوا تعزى إلى خرس
 

ما العلم إلا كتاب الله أو أثر
 

نور لمقتبس ، خير لملتمس
 

يجلو بنور هداه كل ملتبس
 

نور لمقتبس خير لملتمس
 

حمى لمحترس نعمى لمبتئس
 

فاعكف ببابهما على طلابهما
 

 

تمحو العمى بهما عن كل ملتمس
 

ورد بقلبك عذبا من حياضهما
 

تغسل بماء الهدى ما فيه من دنس
 

واقف النبي وأتباع النبي وكن
 

من هديهم أبدا تدنو إلى قبس
 

والزم مَجالسهم واحفظ مُجالسهم
 

واندب مدارسهم في الأربع الدرس
 

واسلك طريقهم واتبع فريقهم
 

تكن رفيقهم في حضرة القدس
 

تلك السعادة إن تلمم بساحتها 
 

فحط رحلك قد عوفيت من تعس
 

إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري( مطبعة بولاق – القاهرة 1304)(1/5-6)

 

 

 

  المراجع :

نزهة النظر شرح نخبة الفكر لابن حجر العسقلاني .

ألفية العراقي

تدريب الراوي شرح تقريب النواوي للسيوطي

طلعة الأنوار للشيخ سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم العلوي

المختصر الوجيز في علوم الحديث للدكتور محمد عجاج الخطيب .

منهج النقد عند أهل الحديث .للدكتور نور الدين عتر