ناقش علماء موريتانيون حقوق الأخوة وواجباتها وسبل تعزيز بين كل المكونات الوطنية وذلك ضمن فعاليات موسم الأخوة الثالث المنظم من طرف جمعية يدا بيد للعمل الثقافي والاجتماعي، وهكذا كانت انطلاقة الموسم بندوة عن حقوق الأخوة ترأسها العلامة محمد عبد الرحمن ولد أحمد الملقب "ولد فتى"، وشارك فيها الأئمة والمشاييخ فودي ماريكا، والشيخ موسى صار، والشيخ شريف جا، والشيخ عابدين ولد السالم، حيث اكدوا محورية الأخوة في الشريعة الإسلامية، وضمن المقاصد الشرعية.
وتحدث العلماء أمام المئات من الجماهير الذين غصت به قاعات دار الشباب والخيم المضروبة في باحتها عن المؤاخاة التي ضرب بها الرعيل الأول المثل في الوحدة وقوة الترابط وكان أساسها الولاء للمؤمنين، بعد الولاء لله ولرسوله، وتقديم ذلك على كل المعايير الأخرى الأرضية، سواء كانت عرقية، أو لونية، أو لغوية.
ودعا المتدخلون إلى أهمية المجاهدة لإقامة هذه الأخوة على أسس سليمة، لأن طريقها مليء بالأشواك والمطبات، مبشرين بأن نتيجتها وثمرتها، هي نيل حلاوة الإيمان، بالمحبة في الله تعالى، والبغض فيه، والموالاة فيه، والمعاداة فيه.
ورأوا أن لها أساسين هما المحبة الدافعة للتعاون والإيثار، والنصيحة المؤدية لأداء الحق في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، منبهين على ضرورة العمل على إعادة الأخوة الإسلامية بين الشعوب، في ظل النزعات المتعددة التي تعصف بها.
وفي منبر الذكر تحدث الاستاذ والداعية أحمد جدو ولد أحمد باهي عن خوارم الأخوة مؤكدا ضرورة التعرف عليها لنعمل على تجنبها وسيرا على هدي الآية " ولتستبين سبيل المجرمين" وحديث حذيفة بن اليمان عندما كان يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الشر مخافة أن يقع فيه
وعدد الإمام ولد أحمد جدو من هذه الخوارم :نقص فقه الأخوة -وعدم إدارك مكانتها في الإسلام -مع كثرة التفريط في حقوقها ووجباتها والغفلة عن وجوب تحققها في المشاعر والأحاسيس وترسخها في الوجدان وكذلك انتشار الاعتداءات والتجاوزات المدمرة لهذه الأخوة من قبيل العبودية والطبقية والنظرة الدونية والتهميش والظلم وضعف المرجعية الاسلامية في تسيير الدولة وأكل المال العام والغبن ...الخ من خوارمها كذلك كثرة الانتماءات غير المتقيدة بتقديم هذه الأخوة الايمانية على غيرها وذلك من قبيل الانتماءات العرقية والقبيلة والعنصرية والجهوية ..الخ مؤكدا أن المقصود بهذه الانتماءات معانيها العقدية المتحكمة في المواقف والسلوك.
من ذلك عمق الجراحات التاريخية المتجاهلة للعبودية ومخلفاتها ثم في قلة الجهود والمؤسسات الخادمة للأخوة وعدم استيعاب تكريم الله تعاى لبني آدم وما ذكرة من وحدة الأصل فما كرمه الله تعالى كان المؤمنون أولى بتكريمه وفق الشيخ ولد أحمد باهي.
أما الإمام والداعية محمد ولد إنله فركز في مداخلته على شرح الحديث السلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ..." وغيرها من أحاديث تطرق لنواقض الأخوة كالغش والنجش والحسد والظلم والاحتقار والخذلان ومحارم اللسان وسوء الظن والمزاح غير المنضبط بقواعد الشرع
وقد شارك في الندوة الإمام عبد الله صار والداعية سليمان جلو الذين أكدوا في مداخلاتهم على هذه المعاني.
ويعرف "موسم الأخوة الثالث" والذي انطلق مساء الجمعة الماضي عدة ندوات وحلقات نقاش، وأماس وسهرات ثقافية، إضافة لمسيرة للأطفال لتعزيز التعايش بين مكونات الشعب الموريتاني، ودعم وحدته الوطنية.
وتستمر فعاليات الموسم أربعة أيام، ويشارك فيه بشكل مستمر 200 شاب موريتاني من مختلف الولايات، فيما تفتح ندواته وأماسيه، وسهراته أمام عموم الجمهور.