سأتناول معكم بعض المفطرات المستجدة والتي يكثر التساؤل عنها . * المفطرات المعاصرة *
الحلقة اﻷولى . المفطرات هي مفسدات الصوم وهي ثلاثة أقسام - دخول داخل - وخروج خارج - وجماع . ومن المعروف لدى الفقهاء قديما أن المفطرات تنقسم إلى قسمين مفطرات وردت في النص وهي محل إجماع وهي - اﻷكل - الشرب - الجماع - الحيض - النفاس ، وأدلتها واضحة والباقي من المفطرات محل خلاف . وبما أن موضوعنا خاص بما استجد من هذه المفطرات فسنمحوره في المحاور التالية * مايدخل إلى الجسم عبر الفم * *مايدخل إلى الجسم عبر العين * *مايدخل إلى الجسم عبر اﻷنف * *مايدخل إلى الجسم عبر اﻷذن * وستكون الحلقات مرتبة على اللف والنشر المرتب . فمايدخل إلى الجسم عبر الفم ثلاثة أمور أولها وهو أكثرها انتشارا *بخاخ الربو* وهو موضوعنا في هذه الحلقة .
وساتكلم عليه من ناحيتين الناحية اﻷولى التعريف ﻷن الحكم على الشيء فرع عن تصوره والناحية الثانية الحكم . * التعريف * بخاخ الربو هو عبوة مضغوطة تحتوى على ثلاثة أمور * الماء * غاز اﻷكسجين * المواد العلاجية . والغالب أن المريض يستعمل منه في المرة بخة واحدة وغالب مافيها يذهب للجهاز التنفسي بدأ بالفم ثم البلعوم ثم القصبات الهوائية ثم الرئة وشيء يسير من هذه المواد يعلق بجدران مايسمى البلعوم ومنه ينزل إلى المعدة .
* الحكم * اختلف الفقهاء المعاصرون في بخاخ الربو على قولين - الأول أنه مفطر ولايجوز استعماله إلا في حالة الضرورة ومن استعمله يجب عليه قضاء ذلك اليوم واستدل أصحاب هذا القول باﻷدلة التالية . * عموم مفهوم قوله تعالى (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط اﻷبيض من الخيط اﻷسود من الفجر ) فإذا تبين فلا تأكلوا ولا تشربوا * حديث لقيط ابن صبرة عند الترمذي وأبي داوود وهو - وبالغ في اﻹستنشاق إلا أن تكون صائما - فالمبالغة في اﻹستنشاق كمال للسنة وإنمانهي الصائم عنها خوف وصول الماء إلى حلقه ﻷن ذلك مفسد لصومه . * الخارج من البخاخ رذاذ له جسم وليس هواء فقط وقد نقل أصحاب المذاهب المتبعة أن حقيقة الصوم هي اﻹمساك وأن هذه الحقيقة تختل بماوصل إلى الجوف ولو قطرة من ماء . - القول الثاني أنه لا يفسد الصوم واستدل أصحاب هذا القول بما يلي * قالوا : الواصل من بخاخ الربو إلى المعدة قليل جدا فلا يفسد الصوم وبيان ذلك أن كل عبوة تحتوي على 10مليلتر وهي معدة أساسا على 200 بخة فكل بخة يبلغ مقدارها 1/20 من المليلتر الواحد وأغلبه ذاهب لجهاز التنفس وجزء منه يسير ذاهب للبلعوم وعليه يكون الباقي من المضمضة واﻹستنشاق أكثر من الواصل من البخاخ . وبما أن الباقي منهما لا يفسد الصوم قاسوا البخاح عليهما فقالوا بعدم إفساده . * قالوا اليقين لا يزول بالشك واﻷصل صحة الصوم حتى نتحقق مما يفسده ووصول شيء من البخاخ إلى المعدة أمر مشكوك فيه والقاعدة أن اليقين لا يزول بالشك . * قالوا بأن الغالب في السواك أنه تتحلل أجزاء منه وتذهب مع اللعاب إلى المعدة ولم يقل أحد بحصول الفطر بها وقد أخرج البخاري تعليقا عن عامر ابن أبي ربيعة رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ما لا أحصي يستاك وهو صائم . وقد قال خليل رحمه الله وجاز - سواك - كل النهار .
* الخلاصة * أن مسألة استعمال بخاح الربو للصائم محل خلاف بين العلماء ولكلا الفريقين أدلة مسموعة ومعتبرة وعليه اﻷفضل للصائم عدم استعماله في نهار رمضان ومن اضطر إلى استعماله يستعمله ولا قضاء عليه ﻷن القائلين بهذا قد اعتبرو مقصدا من مقاصد الشريعة وهو رفع الحرج عن الناس والله أعلم .