هذه كلمة عن الأسباب المادية والمعنوية المعينة على قيام الليل
معتمدة على صحيح السنة وصحيح التجربة العلمية
هي كلمات:
تقتضي مباحث فقه الإحسان أن لا أكتبها أصلا
قالَ تَعَالَى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ ﴾
وتقتضي مباحث فقه الحديث ألا أنشرها
﴿ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ﴾ .
لكن مباحث فقه الفقه تومئ إلى شيء من ذلك كما في قول مالك رحمه الله
لو لم يأمر بالمعروف وينه عن المنكر إلا من أحكم أمره كله فمن يأمر
واستئناسا بقوله عز وجل:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا70
(يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ﴾
فلعل ثلاثي
الإصلاح والفوز والمغفرة في هذه الآية
مشفوعا بما نأمل من دعوات القراء للتوفيق للعمل
يفهم شيئا من هذه الجرأة.
والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين... تلك سنة الله التي لا تتبدل وناموس الكون الذي لا يتغير، من جاهد في سبيل الخير وجدَّ في طريق الصلاح هُدي إلى طرق تحصيله، وقيام الليل كغيره من سبل الهدى له أسباب ذاتية -باعثة- وأسباب مادية - معينة- من جاهد في طريق تحصيلها هدي من ذلك إلى طريق مستقيم وقام ليله بتوفيق الله ومقتضى وعده.
وقيام الليل في حقيقته خوف من الله يملك القلب وطمع فيه يخلب اللب تترجمه وقفة إخبات بين يديه ودعوات تحملها ركعات ، إنها ساعة يقظة في نوبة نوم، ولحظة ذكر في زمن غفلة، و رفض للذة سِنة و وثارة فراش ونعومة لحاف، إيثارا لموعود الله الذي هو أزكى و أبقى.
ثم هو تحرٍّ لسماع رسالة الله بأشجى الأصوات، في أسمع الأوقات ، بأبين الآيات فكأنك تسمعه غضا طريا كما أنزل فإذا تسلحت بنبذة من صحيح شعر العرب وديوان حياتهم، نفذت من هذه الرسالة المحمدية إلى حظ عظيم إذ أن التدبر هو أصل قيام الليل ومغزاه ليعقل المسلم عن الله مراده ولهذا التدبر أسباب معينة منها تلقى لغة العرب عن العرب و تفسير الراسخين وملاحظات الصادقين.
وتنقسم أساليب المجاهدة هذه إلى قسمين ":معنوي ومادي" وسنبدأ في هذه الكلمة بالسبب المعنوي لأنه هو الأصل الذي يبني عليه والشرط الذي لابد منه فهي بواعث ذاتية تُحفِّز المسلم حين يستشعرها على قيام الليل وبذل الجهد في سبيل ذلك.
الأسباب المعنوية لقيام الليل
أولها : الإخلاص: فبحسب إخلاص المرء لله عز وجل ينشط للعبادة ويخف صعب الطاعة عليه .. ثم إن كل عمل لا إخلاص فيه هباء قال الله تعالى: " فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا.
السبب الثاني - استشعار الإجابة نعم إنه جبار السماوات ينادي هذا المخلوق الضعيف يناديك أنت من فراشك الوثير وبين أهلك وأحبائك فهو " ينزل تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له كما للبخاري ولمسلم حتى ينفجر الفجر وفي الموطأ "من يسألني من يستغفرني .
- السبب الثالث القرب من الله : وروي الترمذي وحسنه ) عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر فإن استطعت أن تكون من مَن يذكر الله في تلك الساعة فافعل ( .
- السبب الرابع : استجابة الدعاء: فقد قال صلي الله عليه وسلم من تعارَّ من الليل فقال أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال اللهم اغفر لي، أو دعا استجيب له فإن توضأ وصلى قبلت صلاته.
- السبب الخامس: منهاة عن الإثم : وقد قال تعالى : ﴿ إنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَر﴾ وفي حديث حسن رواه الترمذي عن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال"عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم ، وهو قربة إلى ربكم، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم) .
- السبب السادس : اجتناب المعاصي: فالمعصية تقعد عن الطاعة، و قد أكثر السلف القول بأنَّ المعاصي تحرم العبد من القيام وقال رجل للحسن البصري: يا أبا سعيد: إني أبيت معافى، وأحب قيام الليل، وأعد طهوري، فما بالي لا أقوم؟ فقال: " ذنوبك قيدتك. والأصل في هذا الفقه آيات قرآنية نحو (إنما استزلهم الشيطان ببعض ماكسبوا)
- السبب السابع : قيام الليل شعار الصالحين :فقد قال الله عنهم (إنهم كانوا قبل ذلك محسنين كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون وفي الأثر عليكم بقيام الليل فإنه شعار الصالحين قبلكم
- السبب الثامن : قيام الليل براءة من الغفلة: من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ومن قام بمائة آية كتب من القانتين ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين" .
- السبب التاسع : قيام الليل طرد لخبث النفس والكسل: وأخرج البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الذي استيقظ فذكر الله وتوضأ وصلى : أنه انحلت عقده وأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان (
- السبب العاشر : قيام الليل عصمة من الفتن : واسيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة وهو يقول سبحان الله ماذا أنزل من الفتنة ماذا أنزل من الخزائن من يوقظ صواحب الحجرات يا رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة فأفهم خطابه أن قيام نسائه الليل عصمة من الفتن التي أنزلت تلك الليلة.
- السبب الحادي عشر : قيام الليل هو أحب الصلاة بعد الفريضة إلى الله عز وجل كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ( ) وهي أسمع الدعاء وذكر عنده رجل نام حتى أصبح فقال ذاك رجل بال الشيطان في أذنه( وقال ) نعم الرجل عبد الله لو كان يقوم من الليل فكان لا ينام إلا قليلا( ...
- وقال في الذي رآه في المنام يثلغ رأسه : "يعمد إلى القرءان فيرفضه وينام عن المكتوبة
- وأمر به أهله حتى لقد طرق على صهره و ابنته ليأمرهم بقيام الليل(
- ونهى عن الاقتداء بمن يتركه فقال لبعض أصحابه "لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل (
- ونفر من عدم قيامه تنفيرا فقال "إن الله يبغض كل جعظري جواظ جيفة بالليل حمار بالنهار عالم بالدنيا جاهل بالآخرة (
الأسباب المادية لقيام الليل
تلك هي المعرفة الباعثة على قيام الليل وسنشرع في ذكر نبذة من الأسباب المادية المعينة على هذه العبادة العظيمة:
أولا -التبكير بالنوم وهي حكمة نبوية وعون كبير على قيام الليل وقد صح عن النبي صلى الله عيه وسلم أنه كان يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها كما في البخاري ) ولقد صدق البعض حين سمى السهر مؤامرة على صلاة الصبح .. أحرى قيام الليل.
ثانيا: القيلولة : وسواء أكانت نوما بعد الظهر أو قبله فنعم العون هي على قيام الليل وفي حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم " قيلوا فإن الشياطين لا تقيل " وقال الحسن بن عبد الله : القائلة من عمل أهل الخير مجمة للفؤاد معينة على قيام الليل وقال الحسن في رجل رآه لا يقيل:( أري ليلك ليل سوء).
ثالثا - تنظيم الوقت فبتلك العادة يضبط المرء وقت عمله وراحته وحتى لا تتكاثر الشواغل عليه فيتعب في النهار جدا فلا يستطيع قيام الليل.
رابعا تجهيز الآلة: ويكون ذلك بوضع وضوء وميضأة إلى جانب السرير الذي ينام فيه وعلى مسافة يأمن معها من أن يهريقه أو يكون في طريقه أو طريق غيره. وقالت عائشة : (كنا نُعدُّ لرسول الله طهوره وسواكه (
خامسا - القيام دفعة: فرب مستيقظ ينهض ليقوم فيسوف فيغلبه النعاس ويزداد وسنا ولذلك ينبغي أن ينهض المرء من فراشه دفعة ولا يسوف.
سادسا - استعمال المنبه : فلقد انتشر الهاتف الجوال ورخصت ساعات التنبيه وتيسر ضبطها على أية ساعة من ليل أو نهار بل وعلى أية دقيقة وهذه وسيلة أنعم الله بها علينا فمن شكرها صرفها في هذه الطاعة ولا ينبغي أن يستعين بها أهل الفساد في فسادهم ولا يستعين بها أهل الصلاح في صلاحهم.
سابعا - الإنارة : فالضوء طارد للنوم فينبغي المبادرة إلى إنارته لكن إذا كان المصباح غير كهربائي فلا يستخدم إلا باحتياط وحذر تام.
ثامنا -تجنب الفراش الوثير : فهو مدعاة للاستغراق في النوم للينه ونعومته في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم ثني فراشه ليلة فسأل عن ذلك فقالوا هو فراشك ثنيناه أربع ثنيات ، قلنا هو أوطأ لك قال:(ردوه لحالته الأولى فقد منعتني وطاءته صلاتي الليلة (
تاسعا - الوصية: وهي تجسيد للتعاون على البر والتقوى وخروج من دائرة الخسران التي حددتها سورة العصر لأنها من جملة "التواصي بالحق والصبر"
عاشرا -نضح الماء : وهو من الأسباب المشروعة وقد أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: "رحم الله رجلا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فإن أبت نضح في وجهها الماء ... رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فإن أبى نضحت في وجهه الماء
الحادى عشر - الإقلال من الطعام: فإنَّ كثرة الطعام مجلبة للنوم، ولا يخف قيام الليل إلا على من قلَّ طعامه، و بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه (
الثاني عشر - التدرج : ونعني به أمران:
أولهما التدرج في المقروء فيبدأ بربع حزب أو نصفه و لا يزيد عليه إلا بعد فترة من المواظبة ثم يبدأ يزيد رويدا رويدا و يستحسن أن يجعلها مائة آية من قصار الفواصل ، خاصة السور التي تتحدث عن التهجد كالمزمل .
والثاني التدرج في عدد الركعات فيبدأ بأربع حتى يتدرب عليها ويصدق فيها عزمُه ثم يبدأ يزيد إلى أن يصل إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وهو ثلاثة عشر أو إحدى عشر فذلك هو السنة ( فإذا أضاف التدرج في الوقت فحسن، فيصلى الناشئة ثم ينتقل إلى الثلث الثاني ثم ينتهي وتره إلى السحر.
الثالث عشر - التدبر: فالترتيل والتدبر ينقل المرء من تحمل عبء القراءة إلى العيش داخلها فتخف عليه وتسهل ويفهم هذا من قوله تعالى : ( وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين )
الرابع عشر - قضاء التهجد : ولذلك هدفان أولا أن تفطم النفس وتيأس من تركه فإن هو فات في الليل علمت النفس أنه يقضى في النهار بالليل والثاني أن يكتب له أجر التهجد فمن نام عن حزبه وقضاه ما بين طلوع الفجر وصلاة الظهر كتب كأنما صلاه من الليل(. كما في مسلم .
الخامس عشر - مراجعة المقروء نهارا: فمراجعة ما يريد المرء أن يقوم به في النهار لها أثر كبير في خفة لسانه به وهو أبعد عن التتعتع والارتباك وله طريقتان إحداهما مراجعة الجزء كاملا والثانية مراجعة "أثمانه" و"أرباعه" وكان بن عمر يراجع حزبه الذي سيقوم به .
جمل وآداب:
هذه جمل دلت عليها سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وحكم بها هديه، تنير لمن أراد أن يأخذ حظا من من شعار الصالحين وصفة المحسنين الطريق:
كان إذا قام من الليل مسح النوم عن وجهه وقرأ العشر الخواتيم من آل عمران (
كان يقوم إذا سمع الصارخ ) صياح الديكة (
كان صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك ويتوضأ مسبغا (
كان يفتتح قيام الليل بركعتين خفيفتين " وهي نشاط واستعداد بل أمر بذلك كما في مسلم ج 6 ص 54
كان يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثا وقال صلاه الليل مثنى مثنى متفق عليه
كان صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يتهجد قال: "اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن و لك الحمد أنت قيم السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت الحق ووعدك حق ولقاؤك حق الجنة حق والنار حق والساعة حق و النبيون حق ومحمد حق اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت و إليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت (
كان يرتل السورة حتى تكون أطول من أطول منها كما في مسلم و كان يقرأ كل ليلة بسورة الملك و الإسراء و السجدة" (.
من كل الليل أوتر صلى الله عليه وسلم أوله ووسطه وانتهى وتره إلى السحر (
نهى أبا هريرة أن ينام قبل أن يوتر وفي الحديث:" ما أصبح رجل على غير وتر إلا أصبح على رأسه جرير قدر سبعين ذراعا(
)نهى عن الوتر بثلاث فقال (لا توتروا بثلاث تشبهوا بالمغرب) كما صحح الحاكم وكان وتره بسبع وتسع وإحدى عشر كما في البخاري(
لم يستكمل قيام ليلة وقال لابن عمر إنك إن فعلت ذلك هجمت عينك ونفهت نفسك (
قام حتى تفطرت قدماه فقيل له فقال أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا (
أمر بحل حبل مدته أم المؤمنين زينب بنت جحش تستند إليه و قال :ليصل أحدكم نشاطه فإذا فتر فليقعد(
كان إذا مر بآية عذاب استعاذ وإذا مر بآية رحمة سأل .
مر بعمر يرفع صوته في التهجد وبأبي بكر يخافت به فأمر عمر أن يخفض وأبا بكر أن يرفع كما في باب رفع الصوت من أبي داوود
كان يجهر ويسر أحيانا.
ولم يرخص أن يقرأ القرءان في أقل من ثلاث ليال.
قال لأسيد بن حضير حين رأى أمثال القناديل المعلقة في السماء :" اقرأ يا ابن حضير تلك السكينة تنرلت لقراءة القرءان ولو قرأت لأصبحت يتراءاها الناس
كان الصحابة يكرهون قطع سورة افتتحوها.. وصبر أحدهم لرشق السهام كراهية أن يقطع السورة.
كان صلى الله عليه وسلم يسجد في التهجد بقدر قراءة خمسين آية
كان يقول في سجود صلاة الليل" سبحانك لا إله إلا أنت .
كان أول ما تكلم به حين دخل المدينة:
« يَا أيُّهَا النَّاسُ، أفْشُوا السَّلاَمَ، وَأطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الأرْحَامَ، وَصَلُّوا والنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الجَنَّةَ بِسَلاَم »
تلك قبسات من هدي خير المرسلين وقيامه بكتاب رب العالمين، ونعم الهادي هي لمن أراد أن يلتحق بركب القانتين الذي يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون. اللهم أقم بهذه السطور ليلنا ابتغاء مرضاتك وليل من وصلته من عبادك وبارك لنا وله فيها ...آمين
قرية التيسير بولاية اترارزة سنة 1422
الكاتب والشاعر محمد عبد الله ولد الشيباني ادفال
من صفحته على الفيس بوك