الشيخ الددو: من المؤسف أن ينقطع المرء عن القرآن في رمضان

أربعاء, 06/15/2016 - 12:56

قال الشيخ محمد الحسن ولد الددو: إنه من المؤسف أن ينقطع المرء عن القرآن الكريم في شهر رمضان شهر المنافسة والسباق إلى الخيرات، داعيا إلى التشبث به قبل أن يرفع، ومتمثلا ببعض قصص السلف في ذلك، مشيرا إلى أنه أدرك أحد الصالحين كان إذا ابتدر الناس إلى الإفطار أخذ يقرأ يقرأ من القرآن يريد المنافسة في هذا الوقت الذي ينشغل فيه الناس، كما استطرد الشيخ حديثا حدثه به أحدهم أن إمام التراويح بمحظرة أحمدو ولد محمذ فال كان يقوم الليل بستة أحزاب صلاة طويلة وكان كلما انتهى تلقاه الشيوخ المسنون: (مَانَّ مالِّينْ مان مالين) لتعودهم على الطاعة، وشدد الشيخ على أن من لا يطيع الله إلا في رمضان لئيم، وأن آتيه على غفلاته عليه أن يسابق على المراكز المتقدمة ويكون حاله حال موسى ((هم أولاء على أثري وعجلت إليك رب لترضى)).

وتطرق الشيخ في محاضرة ألقاها صباح اليوم السبت 6 رمضان 1437 هجرية في ضيافة جمعية المرأة للتربية والثقافة إلى مكانة الأمة من تشريف لها بالشهادة على الناس وسبق لها يوم القيامة على سائر الأمم ومحبة خاصة لنبيها صلى الله عليه وسلم حيث لم يعط الله أحدا من رسله فضلا إلا وأعطى محمدا صلى الله عليه وسلم مثله وخيرا منه، كما استفاض الشيخ في سرد  فضل رمضان وعلى وجه التخصيص منه ليلة القدر.

وأكد الشيخ في ذلك الإطار أن الله ما أنزل على أنبيائه مما يعرف موسم نزوله إلا هذا القرآن ((إنا أنزلناه في ليلة القدر))، وأدرج الشيخ ذلك في مكانة الأمة ومكانة هذا الشهر الذي تغلق فيه النار فلا يصل من لفحها ولا بردها أي شيء إلى الناس، وتفتح فيه أبواب الجنات التي تحتوي على تسع وتسعين رحمة، واحدة من مثلها فقط هي كل ما تحتوي عليه الدنيا.

كما شرف الله هذه الأمة _يضيف الشيخ_ بالإسراء بنبيها صلى الله عليه وسلم حتى بلغ مبلغا يسمع فيه صرير أقلام العرش، مؤكدا أنه في رمضان تفتح كل الأبواب لتصل العبادات والدعوات إلى الله من العباد بدون واسطة.

ونبه الشيخ إلى أن ليلة القدر_ وهي كألف شهر_ زيادة في أعمار هذه الأمة القصار، فجعلها الله لهم بمثابة 86 سنة وستة أشهر ليقوموها ويكثروا فيها العمل فيضاعف الله لهم كل ذلك وقد يصل أجرهم بمضاعفة الله إلى مثل آلاف السنين من الطاعة، إلا أن الله أخفاها في هذا الشهر ليكون كله مظنة للخير.

وحذر الشيخ من أن الشيطان يريد أن يوئس الناس من رحمة الله ويصرف الإنسان عن الله ويشغله بالشواغل والمعاصي ويربطه بالمخلوقين، مبشرا بأن الشيطان إذا أحاط الإنسان ببناء محكم من ذلك من كل ناحية وأتت لحظة عفو الله فإنها تنسفه كله.

 وأشار الشيخ إلى أن ليلة القدر ليست هي الليلة الوحيدة المخصوصة بالفضل من رمضان، بل إن هنالك ليلة العتق وهي آخر ليلة من رمضان حين يتقبل الله من العاملين ويعتقهم من النار ويباعد بينهم وبينها، منبها إلى المقابلة التي وضعها الله بين جزاء المتقين وعقاب المجرمين في الآية الكريمة: ((يَوْمَ نَحْشُرُ المُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا وَنَسُوقُ المُجْرِمينَ إِلى جَهنَّمَ وِرْدًا))، حيث جعل وجهة المسلمين الرحمن ((بينما أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور من فوقهم... الحديث)، وليس فقط إلى الجنة، وجعل مآل المجرمين جهنم وليس الجبار أو القهار، وجعل المتقين وفدا موضحا دلالة الوفد التشريفية.

وحذر الشيخ من الشرك الذي هو أخفى من دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء على الصخرة الصماء، مبرزا منه الرياء، ومستشهدا بالحديث الذي ذكر المرائين الثلاثة ومضمونه هو فضح رجل آتاه الله علما فأظهر الصلاح وهو يريد أن يقال عالم، وذو مال أنفق ليقال: جواد، وفارس قاتل ليقال شجاع، فيتظاهرون أمام الله بما كانوا يتظاهرون به في الدنيا فيكذبهم ويكذبهم الملائكة ويبين لهم ما أرادوا وأنه قد قيل، وأشار إلى أن الحسنات إذا قلبت يوم القيامة وجدت تحت كلها شهوة، فالمرء _يضيف الشيخ_ إذا تعود على العمل صار جزءا من حياته يهواه ويذكر به في الناس، فلا بد أن يطهر نفسه من ذلك ويهذبها، خصوصا في هذا الشهر.

وقد تخللت المحاضرة مواساة من الشيخ محمد الحسن لوالدة الفقيد زيني، داعيا الله لها وله بالمغفرة، مذكرا إياها بالصبر وعاقبته على الصابرين من الله.