من الهدي النبوي في صلاة التراويح

خميس, 06/16/2016 - 11:05
د. أحمد عبد العال

كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي التراويح بخشوع وخضوع وتأمل وتدبر، فكان إذا مر بآية عذاب استعاذ بالله، وإذا مر بآية رحمة سأل الله من فضله. وتقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تصف صلاته بالليل: كان يصلي أربعا لا تسل عن طولهن وحسنهن" رواه البخاري.

وقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث ليال إلى المسجد فلما رأى اجتماع الناس امتنع عن الخروج خشية أن تفرض عليهم. ولما جاء عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ورأى الناس يصلون أوزاعا (متفرقون) جمعهم على أُبي بن كعب رضي الله عنه، ثم لما رآهم مرة أخرى قال: "نعم البدعة هذه" وأراد بها البدعة اللغوية، أي: أنه أعاد الناس الى ما كان عليه الحال في أول الأمر.

واختلف العلماء هل لصلاة التراويح عدد معين أم لا؟، والوارد في حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره عن ثلاثة عشر ركعة"، أي: مع صلاة الوتر.

واختلفت الرواية في صلاتها في عصر عمر بن الخطاب، فقد روي أنهم كانوا يصلونها ثلاث عشرة ركعة، وروي أنهم يصلونها عشرين ركعة، ولا تنافي بينها فهي صلاة تطوع وليس فيها تخصيص بعدد محدد. فالمسلم يصلي ما يستطيعه من الركعات عددا وطولا مثنى مثنى.

فالمسالة محتملة للاجتهاد فلا ينبغي تشديد الإنكار على المخالف، وكأنه ترك السنة أو ترك واجبا.

وإذا نظرنا إلى أقوال علماء المذاهب المعتبرة نجد أن الأمر في هذا واسع والحمد لله، وأنه لا حرج في الزيادة على أحد عشر ركعة.

قال الإمام السرخسي رحمه الله – وهو من أئمة الأحناف: إنها عشرون ركعة سوى الوتر عندنا" المبسوط 2/145.

وقال ابن قدامة الحنبلي: والمختار عند الإمام أحمد رحمه الله عشرون ركعة. وبه قال الثوري وأبو حنيفة والشافعي رحمهم الله.

وقال الإمام مالك رحمه الله: صلاة التراويح ست وثلاثون ركعة.

وأخيرا نسأل الله الكريم أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، والحمد لله رب العالمين.