بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:
هذه الحوافظ تنفع بإذن الله إذا سبقها توحيد خالص.. وإنما نذكرها هنا لسببين:
أولاً: لزيادة الحسنات، والثاني: لحفظ النفس من شياطين الإنس والجن وكذا لحفظ الأعمال الصالحة.
وهذه الحوافظ هي:
1- الصلوات المكتوبة: والأدلة على وجوب صلاة الجماعة والصلاة على وقتها كثيرة منها قوله تعالى: {وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ}(سورة البقرة : ٤٣) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له إلا عن عذر)) (رواه الترمذي وغيره وصححه الالباني) والعذر خوف أو مرض.
وأتى ابن أم مكتوم وهو أعمى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إنه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرخص له فيصلي في بيته فرخص له، فلما ولّى دعاه فقال: ((هل تسمع النداء بالصلاة)) فقال: نعم، قال: ((فأجب))(رواه مسلم).
بل إن النبي صلى الله عليه وسلم همّ بفعل أمر عظيم مع المتخلفين عن أداء صلاة الجماعة حيث قال: ((لينتهين رجال عن ترك الجماعة أو لأحرقن بيوتهم)) (رواه ابن ماجه وصححه الالباني).
قال الحسن البصري رحمه الله: إذا أردت أن تعرف قدرك عند الله فانظر إلى قدر الصلاة عندك، وقال سعيد بن المسيب رحمه الله: من حافظ على الصلوات الخمس مع جماعة المسلمين فقد ملأ البر والبحر عبادة.
2- الأذكار بعد الصلاة وأذكار الصباح والمساء.
3- صلاة ركعتين قبل الخروج وعند الدخول: قال صلى الله عليه وسلم: ((إذا خرجت من منزلك فصلِّ ركعتين تمنعانك مخرج السوء, وإذا دخلت إلى منزلك فصل ركعتين تمنعانك مدخل السوء))(رواه البزار وحسنه الالباني).
4- دعاء الخروج من المنزل ودخوله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا خرج الرجل من بيته فقال: بسم الله، توكلت على الله،لا حول ولا قوة إلا بالله يقال له: كفيت ووقيت وتنحى عنه الشيطان) (صحيح أخرجه النسائي وأبو داوود وابن حبان).
وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: ما خرج النبي -صلى الله عليهوسلم- من بيتي قط إلا رفع طرفه إلى السماء فقال: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُبِكَ أَنْ أَضِلَّ أَوْ أُضَلَّ أَوْ أَزِلَّ أَوْ أُزَلَّ أَوْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ أَوْ أَجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عَلَيّ))(رواه أبو داوود وصححه الالباني).
5- صلاة الأوابين : قال النووي رحمه الله: قَوْلُه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِوَسَلَّمَ : ((صلاة الأوابين حين ترمض الفصال))(رواه مسلم) أَيْ حِين يَحْتَرِق أَخْفَاف الْفِصَال، وَهِيَ الصِّغَار مِنْ أَوْلَاد الْإِبِل - جَمْع فَصِيل - مِنْ شِدَّة حَرّ الرَّمَل، وَالْأَوَّاب: الْمُطِيع ا. هـ(شرح صحيح مسلم(٣٠/٦). قال بعض أهل العلم: سمي أوّاب لقلّة من يصلي في هذه الساعة.
ومن ذلك المحافظة على السنن الرواتب؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ((من صلى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بني له بهن بيت في الجنة))(رواه مسلم) وهذا يفيد فضل المواظبة على السنن الرواتب.
6- قراءة جزء من القرآن أو أقل أو أكثر ويكون وردا يوميا : والأدلة على فضل تلاوة القرآن والتحذير من هجره كثيرة منها: قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}(سورة الإسراء:٩) وقد حذر الله من هجره فقال تعالى: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورا}(سورة الفرقان:٣٠) وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((اقرؤوا القرآن؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه))(رواه مسلم) فحال المؤمن مع القرآن أولاً التعلم ثم التلاوة: {وَرَتِّلِالْقُرْآنَ تَرْتِيلاً}(سورةالمزمل:٤) ثم التدبرثم العمل: { أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ}(سورة النساء:٨٢).
7- أكل سبع تمرات: حيث ورد في صحيح البخاري عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((من تصبّح كل يوم سبع تمرات عجوة لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر))(رواه البحاري ومسلم) قال الشيخ ابن باز رحمه الله: "وهذا في جميع أنواع التمر".
كما أن الرقية الشرعية سنة حسنة حيث رقى الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه ورقى بعض أصحابه أنفسهم، فعن عائشة رضي الله عنها أنرسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذاتوينفث فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح بيده رجاء بركتها(رواه البخاري(٤٧٢٨)ومسلم(٢١٩٢).
8- الدعاء: قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}(سورة غافر:٦٠) وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن ربكم تبارك وتعالى حييّ كريم يستحي من عبده إذا رفع يداه إليه أن يردهما صفراً خائبين))(رواه أبو داوود والترمذي وصححه الالباني).
ومنه الاستغفار: قال تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا*يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا}(سورة نوح:١٠-١٢).
9- الأخلاق النبوية: فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق، وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم و الصلاة))(رواه الترمذي وصححه الالباني).
10- الوتر: صلاة الوتر فضلها عظيم، وأعظم ما يدل على ذلك أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يدعها في حضر ولا سفر، وهذا دليل واضح على أهميتها، ويضاف إليها أذكار ما قبل النوم وأذكار ما بعد الاستيقاظ من النوم: قال البخاري: باب التعوذ والقراءة عند المنام.
عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه نفث في يديه وقرأ بالمعوذات ومسح بهما جسده(رواه البخاري). وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: وكَّلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام، فأخذته، فقلت: لأرفعنّك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث - فقال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((صدقك وهو كذوب، ذاك شيطان))(رواه البخاري).
وفي الختام نذكر بقول النبي صلى الله عليه وسلم (احفظ الله يحفظك) وقوله :( اتق المحارم تكن أعبد الناس)، فالحفظ يكون بفعل الخيرات وترك المنكرات
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
عبدالرحمن بن عبدالله الطريف