ولد إسلم: درَّسنا ولد المختار الحسن تفسر القرآن كله في مسجد مصعب

ثلاثاء, 12/09/2014 - 16:06

قال  الإمام خالد ولد إسلم إن الشيخ محمد يحظيه ولد المختار الحسن درسه تفسير القرآن كاملا في مسجد مصعب بتيارت، في دروس استغرقت سنوات، وتحدث ولد إسلم في الجزء الثاني من مقابلته مع السراج الدعوي عن تجربته مع طلب العلم في نواكشوط، خلال الثمانينات والتسعينات، وأهم المشايخ الذين أخذ عنهم، وعن رؤيته للصفات المطلوبة في العالم حتى يكون داعية..

نص المقابة:...........

السراج الدعوي: حبذا لو حدثتمونا عن مراحل التعليم؟

بداية المشوار الدراسي كانت طبعا في المحظرة حيث تعلمت القرآن وحفظته على شيخ فاضل صالح مرب، هو شيخي وأستاذي سيدي محمد بن صالح الملقب حم، وكان شيخا مربيا ذا علم وأخلاق.

 

إذا ما العلم لابس حسن خلق
فرج لأهله خيرا كثيرا
كان هذا الشيخ يعلمنا يحفظنا كتاب الله، ومع ذلك يرشدنا ويوجهنا للخير، وينهانا عن الشر وأهله، تعلمت عليه علوم القرآن كالرسم والمقرأ..
ودرست بعض المتون الأخرى، وجالست بعض المشايخ،خاصة بداه ولد البصيري فقد كنت أدرس عليه بلوغ المرام، وكذلك الشيخ الأستاذ محمد احيد ولد عبد القادر ولد أوجة، كان يدرسنا في الجامعة، وكان أحد أكابر الدعاة في زمانه، وكذا حضرت بعض الدروس مع التي ولد محمد عبد الله رحمه الله، والشيخ محمد ولد سيدي يحي، كما أخذت عن الشيخ محمدن ولد المختار الحسن، وأخيه القاضي محمد يحظيه ولد المختار الحسن، وكذا الشيخ الأستاذ الحمد ولد المختار درسنا عليه بعض الدراسة.
وطبعا مشايخ وآخرون كثر.
ومن مشايخنا أيضا الأستاذ محمد الحبيب ولد أحمد فقد كان يقدم لنا محاضرات جميلة ومفيدة، وكذا الأستاذ محمد جميل ولد منصور، فقد كان محاضرا في الجانب الفكري والثقافي استفدت منه كثيرا

السراج: وهل كان جميل يُدَرِّس المعارف الشرعية؟

الإمام: لا، وإنما كان يفيدنا في المجالات الفكرية والثقافية، لكن نظرا لكبير الفائدة التي تلقيناها منه، ذكرته فيمن أفدت منهم.
وما سواه من المشايخ كان إفاداتهم كلها في المعارف الشرعية.

السراج: متى جلستم أول مرة للإمام بداه ولد البصيري؟

الإمام: كان أول جلوس لي إلى الإمام بداه ولد البصيري عليه رحمة الله في حدود سنة 1991، أو1992م، وجلست إليه حوالي ثلاث سنوات.

السراج: ما هي أبرز المعارف التي أخذتم عن هؤلاء المشايخ؟

الإمام: كان من أهم من أفدت منهم محظرة شيخي الشيخ سيدي محمد ولد صالح الملقب حم، وكانت محظرته تقع غرب مسجد مصعب، على بعد 800 متر تقريبا، وكانت محظرته عبارة عن أكواخ يسكن فيها الشيخ رحمة الله عليه، وقد درست عليه القرآن وبعض علومه، والشيخ بداه درست عليه أساسا بعض بلوغ المرام، وكنت أحضر بعض دروسه وإجاباته على الأسئلة وإفاداته الكبيرة.
والشيخ التقي ولد محمد عبد الله استفدت منه في مجال الحديث، والأخذ بالسنة، فكنت أحضر دروسه في الحديث.
والشيخ محمدأحيد ولد عبد القادر، هو أستاذ جامعي متضلع من المعارف الشرعية، درست عليه بعض تفسير القرآن الكريم.
والشيخ محمدن ولد المختار الحسن حضرت بعض دروسه في التفسير واللغة والفقه، وأخوه محمد يحظيه أخذت عنه أساسا التفسير، وقد درَّسنا القرآن كله تفسيرا في مسجد مصعب، وكذا الشيخ محمد أحيد فقد قام بمثل ذلك، وإن كان محمد أحيد يضيف دروسا تطبيقية في التجويد.

السراج: هل مر على القرآن كله كلمة كلمة؟

الإمام: نعم، وإن كان هذا على فترات ، مر على القرآن كله في دروس التفسير هذه.

السراج: كم من الزمن استغرق هذا العمل؟

الإمام: أظنه استغرق حوالي ثلاث سنوات، وكانت دروسه مفيدة ونافعة، والشيخ محمد أحيد قارب أن يكمل القرآن ولكنه توفي قبل الإكمال.
وهذا المسجد أظنه –رغم بضاعتي المزجاة- من معاقل الدعوة والعلم والخير الكبيرة في تلك الفترة.

السراج: مشايخ من مشارب شتى.. أيهم كان أكثر تأثيرا فيكم؟

الإمام: التأثير الأكبر كان للدعاة منهم على منهج الإخوان المسلمين، لأني كنت حينها قد انتميت للدعوة واعتنقت فكر الإخوان، فكنت أستفيد أكثر من المنتمين للدعوة، وأحضر دروس الآخرين وأستفيد منها كل في مجاله، وإن كان العلماء الدعاة، والأساتذة الدعاة والفقهاء الدعاة أكثر تأثيرا، والاستفادة الكبرى من هؤلاء.

السراج: وأين تصنفون الإمام بداه؟

الإمام: الشيخ بداه كان يصنف من العلماء الدعاة، لأن دروسه ذات صبغة دعوية، وهذا يميز ببساطة حتى الآن، فإذا استمعت إلى أي أستاذ أو فقيه أو عالم ستتبين ذلك، فالذي يمارس الدعوة يتميز شرحه عن غيره، ستميز هل هو داعية، أم فقيه تقليدي محظري، فالصبغة الدعوية والتوجيهية التي تصاحب الدروس وتطبعها هي العلامة المميزة، وقد كانت ذات تأثير كبير في الشباب حينها.

السراج: كيف يكون العالم داعية؟

الإمام: يكون العالم داعية بحمله لهموم الأمة والإسلام، وكونه ذا حرقة واضحة على واقع المسلمين، وربطه لعلمه بواقع الناس، ويقدم الإسلام حلا لمشاكل الناس، ويرى فيه الناس الآمر بالمعروف الناهي عن المنكر، ويرون في سيرته وأخلاقه ما يقتدى به، وإذا كان أيضا يقف مواقف في نصرة الحق، فأعتقد أن هذه الصفات وهذه الأخلاق –بإذن الله تعالى- من أهم ما يجعل العالم داعية.