سلطة الفتوى في المذهب المالكي/الشيخ محمد ولد حمين

ثلاثاء, 12/23/2014 - 11:21

إن ما يحدث اليوم في أرض المنارة والرباط من انتهاك لحرمات الشرع ، وتدنيس لقيمه ومقدساته ، في ظل صمت مطبق من قبل مؤسسات تنتسب (لإمام دار الهجرة ) علما و وفتوى ، وتلبس رداء السلطة ،ورفع المظالم

لأمر مؤذن بالخراب إن لم يتدارك الالباء الصلحاء سفينة المجتمع قبل الغرق

إن التأسي بمذهب مالك ليس بالادعاء وتفصيل مقاس الفتاوى وفق نزوات ذوي الاهواء 
وتلك هي رسالة عياض في (ترتيب المدارك ) 
حين يروي لك هذه الحروف الذهبية ليحصل لك شرف التأسي والاقتداء بالأصبحي ( مالك )

(قال عبد الجبار بن عمر :

حضرت مالكاً وقد أحضره الوالي في جماعة من أهل العلم ، فسألهم عن رجل عدى على أخيه حتى إذا أدركه دفعه في بئر وأخذ رداءه

وأبوا الغلامين حاضران ، فقال جماعة من أهل العلم الخيار للأبوين في العفو أو القصاص.

فقال مالك : " أرى أن تضرب عنقه الساعة."

فقال الأبوان : ليقتل ابن بالأمس ، ونفجع في الآخر اليوم؟

نحن أولياء الدم وقد عفونا.

فقال الوالي : يا أبا عبد الله ليس ثم طالب غيرهما.
وقد عفوا.

فقال مالك:

"والله الذي لا إله إلا هو لا تكلمت في العلم أبداً ، أو تضرب عنقه، وسكت."

وكلم فلم يتكلم فارتجت المدينة وصاح الناس إذا سكت مالك فمن يسأل ومن يجيب؟

وكثر اللغط وقالوا لا أحد بمصر من الأمصار مثله، ولا يقوم مقامه في العلم والفضل.

فلما رأى الوالي عزمه على السكوت ، قدم الغلام فضرب عنقه ،فلما سقط رأسه

التفت مالك إلى من حضر وقال:

" إنما قتلته بالحرابة حين أخذ ثوب أخيه ، ولم أقتله قوداً إذ عفا أبواه،

فانصرف الناس وقد طابت نفوسهم حين رأوه بر في يمينه إذ كان يعلم أنه لا يحنث ) .