المولد النبوي ...../الشيخ محمد ولد حمين

اثنين, 01/05/2015 - 13:50

يشهد الخطاب الدعوي، في أرض المنارة والرباط تطورا ، تدريجيا ، ملحوظا ، اتجاه كثير من الإشكالات الشرعية ، والفكرية ، التي كانت محل تباين، وما زالت عند كثير من الناس

ولعل منها إشكال ( ذكرى المولد ) :

فقد نشأت مدرستان متباينتان حياله منذ سنوات

الاولى :

أقرب إلى التصوف في مشاربها وتأثرها 
وفيها جهابذة موقرون

وهي ترى في المولد عيدا شرعيا يقارن بالأعياد التوقيفية الشرعية ، المعروفة

وتنكر على من لا يرى ذالك الرأي ، مع تفاوت في الأتباع إفراطا ، وتفريطا حيال هذه النظرة
وتستدل بفعل بعض أهل العلم في القرون المتأخرة

والثانية:

أقرب الى المذهب الظاهري الأثري ، وتتبنى الرأي القائل:

إن الأعياد من الشعائر التوقيفية التي لا مجال فيها لتحسين العقول والعواطف

مع سد للباب سدا مطلقا ً،ويستدل أصحابها 
بجملة من النصوص الشرعية العامة المحذرة من الابتداع

ويعتبرون ( الترك ) دليل منع
و يعتمدون على عدم رواية هذا الامر عن القرون المزكاة

مستصحبين حساسية إمام دار الهجرة حيال الهدي الاول

حيث كان يقول :

هذا الذي أدركت عليه الناس وأهل العلم بيلدنا " وهو يعني عمل أهل المدينة

واذكر من جهابذة هذه المدرسة

الشيخ (بداه ) والعلامة (عدود )- رحمهم الله-
ومن بينهم الى سنوات قريبة علامة المنكب البرزخي( الددو)

ولكن نظرة فقهية جديدة ظهرت قبل سنوات

تميل في سمتها الإصلاحي العام ، لمزيد من الجمع ، والترجيح غير الجارح

مع استيعاب دقيق لمواطن الخلاف ، ومداركه ، وأسبابه

تأخذ على الاولى :

توصيف المولد عيدا شرعيا كبقية الأعياد، دون دليل، توقيفي، صحيح ، صريح

مع ما في ذالك من فتح للباب أمام العامة في ممارسة مسلكيات يتفق الجميع على عدم شرعيتها

وتأخذ على الثانية :

التعميم والإطلاق ، في مفهوم البدعة مع الاضطراب ، والتباين الحاصل ، بين أهل العلم في تعريفها

كما تأخذ عليها الاستدلال ( بالترك ) على المنع 
وهو استدلال يحتاج مزيد بحث وتأمل على بساط الإنصاف والتجرد

وترى المدرسة الجديدة :

أن اعتبار المولد ذكرى مباركة، كذكرى بدر، والهجرة ، والإسراء ، أقرب إلى المسلك الشرعي المنصف

فهي فرصة لاستنهاض الهمم والتذكير بضرورة البذل والعطاء للرسالة ، حتى لا ينقطع سند المكارم والمعالي

دون أن يكون ذالك سنة مأثورة ينكر على من لا يراها