حول تفجير باريس/حمود ولد الفاظل

خميس, 01/08/2015 - 12:38

حضور المسلمين في الغرب اليوم،وجهودهم في التعريف بالإسلام وترميم صورته المشوهة عبر عقود من الزمن، مكسب استراتيجي مهم لصالح الإسلام،يقود في المنظور البعيد إلى التمكين لهذا الدين أكثر مما تقوم به بعض الدول التي تصف نفسها بالمسلمة،ليت البعض يفهم هذا ويستوعبه ؟
هذا الجهد المعتبر الممتد على عشرات السنين، والذي عانت في سبيله أجيال من المسلمين منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، صبرت وتحملت،وجاهدت،يتم هدمه الآن وفي لحظات معدودة من طرف شباب دفعهم الحماس المنفلت إلى الإساءة لمن اعتقدوا نصرته، صلى الله عليه وسلم.
لا داعي هنا للخلط وتحميل سياق وزر سياق آخر.

كل المسلمين ضد الإساءة لنبيهم عليه الصلاة والسلام،

ثم إنه غير خاف على أبسط شخص يفتح عينيه مرة في النهار أمام التلفاز مدى الاستهانة بدمائنا وأرواحنا التي تزهق بدم بادر ولا تجد من يدينها أبسط إدانة، هذا واقع حاصل لا ينكره أحد، بل أزيد أكثر ألما من ذلك، لقد شاهدنا قتل مئات المسلمين وحرق جثثهم في وضح النهار أمام الكامرات في ديار المسلمين، بل في أعرق بلدانهم،وبتحريض من بعض المسلمين!! ولم نجد معشار ما نجده اليوم من إدانة لهذا الهجوم،ليس فقط عالميا بل حتى بين بعض المسلمين،هذه لوثة أصابت الكثيرين، وأصابت إنسانية هذا العالم العجيب،إنسانية يدعيها كل أحد ويتشدق بها كل لسان، لكن الواقع يفضحها!
الانطلاق من مآسي هذا الواقع ورميها في واقع آخر وسياق يختلف لتقييم ما حصل، سهل ومريح نفسيا لكنه لا يفيد شيئا في البناء التراكمي لرسالة الإسلام والذي ساهمت فيه الجاليات المسلمة بجهد معتبر، كأن الأمر أصبح مجرد "تنابز" بالقتل والقتلى، تقتلوننا، فنقتلكم، لم تألموا لحالنا فلتذهب أرواحكم للجحيم، متناسين أن مسرح هذه الجريمة أرض بها مئات آلاف المسلمين يبنون ويرممون صورة مشوهة ويُراد لها أن تظل كذلك ويُراد لنا أن نسهم في ذلك من حيث لا نشعر.

إننا أولا وقبل كل شيء حملة رسالة للعالم أجمع، وإن ألصق صفة بنيبنا عليه الصلاة والسلام هي تلك التي أقرها القرآن وزرعها في عقيدة كل مسلم "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" إن أخذ هذه الاعتبارات مهم لتقييم مثل هذه الأفعال تقييما ينظر في المآلات البعيدة،ويستحضر تبعات هذا الهجوم.
صلى الله على القائل "يا أيها الناس إنما أنا رحمة مهداة" هل فقه منفذو الهجوم هذا المعنى وهل تربوا عليه ؟ وهل عرفوا مدى إساءتهم لجزء من أمته عليه الصلاة والسلام  يعاني الآن بسبب هذا الهجوم ليس فقط على نفسه وعرضه، بل على رسالة الإسلام ودعوته التي لم يبذل المهاجمون شيئا في سبيلها، ويدفع من ضحى من أجلها جريرة فعل هؤلاء الذين لاذوا بالفرار وهربوا من التبعات كعادتهم