في منبر الجمعة : وكذلك جعلناكم أمة وسطا

أحد, 01/25/2015 - 09:25

 قال الأستاذ محمد جميل ولد منصور إن مفهوم الوسطية تعرضر مؤخرا لكثير من التشويه والخلط والتمييع وهو ما يسميه البعض "التسمم الدلالي" وإن المفهوم  يحتاج  إلى من يحرره من كل أشكال الميوعة والالتباس ..فقد عقدت مؤتمرات حول الوسطية وصلت في المضمون لحد النيل من الثوابت ! فهناك من يبرر ظلم الطغاة واستبداد المستبدين وتطفيف المطففين تحت شعار الوسطية ..لذالك فإن اﻷمة محتاجة إلى تحرير المفهوم الوسطي من حالة الميوعة التي أدخله البعض فيها.

لقي مفهوم الوسطية الكثير من اﻹلتباس والرفض والتردد لدى كثير من شباب الصحوة لشدة ماتعرض له من توظيف في الغلو والتفريط لذالك لابد من تحريره لتعود له قيمته الوسطية 

وأضاف ولد منصور الذي كان يتحدث في منبر الجمعة بمسجد الذكر قائلا :

تتجسد الوسطية في المعنى الوارد في سورة الفاتحة «اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين» اﻵيات
فإفراط وتفريط اليهود والنصارى في المادية والروحية كان سببا في غضب الله على اليهود وضلال النصارى .
لذالك كانت الوسطية تتجلى في حياة الناس من خلال الجمع بين هذا وذاك فلاهي مادية ولاهي روحية ..

 

مذكرا بالوسطية في سلوك النبي صلى الله عليه وسلم وتربيته لأصحابه و رده على الغلاة [أما أنا فأصوم وأفطر وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني)
واصفا أهل  الوسطية أيضا بأنهم الطائفة  الموصوفة في الحديث [..فكان منهم طائفة قبلت الماء وأنبتت العشب الكثير)

وأضاف ولد منصور في مرحلة من مراحل التاريخ رأى البعض أشكال التطور عند الغرب فأخذتهم موجة الانبهار ومالوا إلى التفريط ..وفي مرحلة لاحقة رأى آخرون أن الواقع يتطلب حزما وجدا فمالوا إلى الغلو فصارت الوسطية بين هذين تدفع ضريبة ذالك بالصبر والثبات على المنهج الوسط 

الدعوة الوسطية التي نحاول تقديمها للناس تعاني من ثالوث "الطغاة والغلاة والغزاة" ومع تفاوتهم في حجم الخطر على اﻷمة ووسطيتها إلا أن كلا منهم يقدم خدمات جليلة للآخر ..

الوسطية مع الغزاة والمحتلين هي المقاومة والجهاد ومع اﻷهل والمجتمع والوطن دعوة بالحكمة والموعظة الحسنة