تناول الفقيه والإمام محمد ولد عبد الرحمن المقلب "ولد فتى" في منبر الجمعة لهذا الأسبوع شرح الحديث عن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه قال: (قلت: يا رسول الله! دلني على عمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار. قال: لقد سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله عليه: تعبد الله لا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت. ثم قال: ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جُنّة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل من جوف الليل. ثم تلا: "تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ حتى بلغ:"يَعْمَلُونَ ثم قال: ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد. ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت: بلى يا رسول الله. قال: فأخذ بلسانه وقال: كف عليك هذا. قلت: يا نبي الله! وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ ! وهل يكب الناس في النار على وجوههم -أو قال: على مناخرهم- إلا حصائد ألسنتهم؟) رواه الترمذي ، وقال: حديث حسن صحيح ].
حيث أوضح المحاضر إن السؤال يدل على علو الهمة وكمال الإيمان فهو يريد المباعدة من النار وعدم الاقتراب منها والذي هو نوع من العذاب مضيفا "أن التعبير بعظيم ثو بعد ذلك يسير على من يسره الله عليه ليحصل التوكل على الله تعالى ، وكان البدء بعبادة الله وحده وتحقيق التوحيد باعتبارهما مهمة كل الرسل وهو ما نزلت من أجله الكتب السماوية ثم التعبير بإقامة الصلاة للاجتهاد في أدائها ، ثم أداء حق المال وهو الزكاة ثم الصيام الذي هو جنة أي كالترس والمجن الذي يقي صاحبه فالصوم يحول دون دخول النار وغضب الله ، ثم الحث على الصدقة وبيان فضلها ثم قيام الليل لما فيه من دلائل الخشية والخوف والرجاء والبعد من الرياء.
وبين المحاضر أن كلمة الأمر تطلق على معان منها الخلق ويوم القيامة والدين وهو المراد هنا ،أما الذروة فهي ما يكون فوق السنام من الشحم المكتنز فالاسلام هو الانقايد والاستسلام لأمر الله مضيفا أن في التعبير بالحصائد استعارة لما يتلفظ به الانسان من قول وفيه التحذير من الغيبة والنميمة التي يتساهل المجتمع الموريتاني فيها كثيرا رغم خطورتها وما تثير من شحناء وبغضاء وتنافر بين أفراد المجتمع.