نظمت جمعية المستقبل للدعوة والثقافة والتعليم يوم أم الثلاثاء02-07-2013 بثانوية الجديدة بمقاطعة لكصر محاضرة تحت عنون: "رمضان وفرصة تغيير النفوس". وقد قدم المحاضر الشيخ محفوظ ولد إبراهيم فال إمام مسجد أسامة بعرفات. واستعرض خلالها مجموعة من الفرص التي على المؤمن أن يغتنمها قبل فوات الأوان. مواسم الخير المحاضر محفوظ ولد إبراهيم فال قال في حديثه عن موضوع المحاضرة إن الله جل وعلا جعل مواسم ومحطات للخير ومن أفضل هذه المواسم وأكثرها أجرا موسم رمضان المبارك. وقال ولد إبراهيم فال إن الإنسان بطبعه لا يمل مواسم الخير، ففي المواسم لا يشعر الناس بالتعب لأهميته ، فالإنسان كلما ضاق عليه الوقت عرف أهميته. وقال ولد إبراهيم فال إن لكل قوم موسمهم، فللطلاب موسهم، وللتجار موسهم، أما رمضان فموسم للعباد جميعا للتزود من الخيرات، فهو موسم التجارة التي لا تبور. ثورة على الروتين: وقل ولد إبراهيم فال إن رمضان ثورة على الروتين، والإنسان بحاجة إلى أن يأتي لرمضان وهو يريد التغيير، لذا عليه أن يحاول ترويض نفسه على امتثال أوامر الله تعالى في كل شيء.. غض البصر وحفظ اللسان عن كل ما لا يرضي الله تعالى. كما أكد أن المؤمن في رمضان عليه أن يزيد من معدل حسناته، فمن كان يحضر الصلاة عليه أن لا تفوته تكبيرة الإحرام ومن كانت لا تفوته تكبيرة الإحرام عليه أن يواظب على الإتيان للمجسد مبكرا كي يزيد من أجره وحسناته. فالأعمال في رمضان مضاعفة. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم إن من أمضى أربعين يوما لا تفوته تكبيرة الإحرام "كتبت له براءتان: براءة من النار وبراءة من النفاق"..صحيح البخاري. فرص التغيير: واستعرض ولد إبراهيم فال مجموعة من الفرص التي ينبغي للمؤمن أن يستغلها في شهر رمضان ليغير نفسه ويروضها على طاعة الله واتباع سنته. ومن هذه الفرص ما يلي: 1- تجديد الإيمان: وفيها قال الشيخ إن شهر رمضان هو شهر العبادة الذي يمكن من خلاله أن يجدد المؤمن إيمانه، فهو الذي يؤدي إلى راحة البال وطمأنينة القلب والثقة بالله وأنسه بالعبادة. فالسعادة الحقيقية تكمن في انشراح الصدر قال تعالى أفمن شرح الله صدر للإسلام فهو على نور من ربه، وهذه السعادة لا توجد إلا من خلال الإيمان وتجديده. أما من منع انشراح الصدر-والعياذ بالله- فإن الله تعالى يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء، وهذه صفة الذين حجبتهم ذنوبهم عن فعل الخيرات والأعمال الصالحة. 2- العتق من النيران: أما بخصوص العتق من النيران في رمضان فقد قال ولد إبراهيم فال إن أكبر خطر يهدد الإنسان هو أن يقال له: "وامتازوا اليوم أيها المجرمون ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبد الشيطان إنه لكم عدو مبين".. وقال ولد إبراهيم فال إن في كل ليلة من ليالي رمضان عتق، فمن الناس من يعتق في كل ليلة ومنهم من يعتق في مرة واحدة ومنهم من لا يعتق -والعياذ بالله-. فالعتق في رمضان بقدر القرب من الله تعالى والإقبال عليه في لحظات البكاء والخشوع في ليل رمضان. وقال ولد إبراهيم فال إن من علامات العتق من النار أن يحل بين المرء وفعل الأعمال التي لا ترضي الله تعالى والتي تؤدي إلى النيران. 3- تجديد الصلة بالقرآن: أما الفرصة الثالثة التي دعا الشيخ إلى اغتنامها فهي فرصة تجديد الصلة بالقرآن الكريم، فرمضان شهر القرآن وشهر الهداية. وأعظم نعمة أنعم الله بها على عباده هي أنه أنزل عليهم كتابه، فلم يكتف بكلام الذي لا ينطق عن الهوى. بل أنزل عليهم كلامه جلا وعلا. وقال ولد إبراهيم إن المؤمن عليه أن يقرأ القرآن على مكث كما أمره الله تعالى: "وقرآنا فرقناه على مكث ونزلناه تنزيلا". فعلى الإنسان أن يحذر من أن يأتي للقرآن وهو يريد نهاية السورة كما يفعل الذين لا يعطون القرآن حق قدره، فمن جاء للقرآن وهو يريد نهاية السورة لا يفتح له بابه. وقال ولد إبراهيم فال إن الله تعالى تكفل بأن لا يشقى من أحسن علاقته بالقرآن الكريم. لذا على المؤمن أن يحافظ على حسن العلاقة مع القرآن في رمضان وغير رمضان وأن لا يكون من الذين يهجرونه. واستعرض ولد إبراهيم فال نماذج من حياة الصحابة وعلاقتهم بالقرآن وقال إنهم كانوا يحسنون العلاقة به ويحبونه حبا لا يوصف. وذكر منهم عثمان ابن عفان. ربيع القلوب وفي إطار الحديث عن القرآن الكريم وعلاقة المؤمن به في رمضان وغير رمضان، قال الشيخ إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو الله تعالى أن يجعل القرآن ربيع قلبه "اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلبي....". وشبه الشيخ ما يفعله المطر بالأرض بما يفعل القرآن للقلوب، وقال إن القرآن يزرع في القلوب محبة الله تعالى. فالذي يحيي الأرض بعد موتها يحيي القلوب بالقرآن، فقسوة القلب مثل الأرض اليابسة لا بد لها من المطر، كما أن القلب القاسي لا بد له من القرآن. |