الثلاثاء, 10 سبتمبر 2013 16:56 |
من يتتبع موجة الشك عبر عصورها الغابرة؛ يجد أنّ مزاعمها التشكيكية يجمعها أمرٌ كليٌّ يكْمن في جعل الإنسان نفسه مركزاً للمعرفة يُتحاكم إليه. وقد صيّغت هذه الفكرة في عبارة كبيرهم[1] الذي تزعم موجة الشك في هذه الحقبة، حيث يقول: «الإنسان مقياس كل شيء، فهو مقياس أنّ الأشياء الموجودة موجودة، وأن الأشياء غير الموجودة غير موجودة»[2]. وفي معنى ملازمة الشك لتلك النوعيّة من التفلسف، يقول زكي نجيب محمود: «بملاحظة تاريخ الفلسفة يتبيّن لنا أنّ نوع الفلسفة الذي يعتمد التفكير الذاتي، أعني: تفكير الإنسان في نفسه وعقله فقط يعقبه دائماً الشك؛ ذلك لأنّ المعرفة هي علاقة بين العقل والشيء الخارجي، فإذا اقتصر الباحث على النظر إلى عقله ونفسه مهملاً ما في الخارج؛ أدّاه ذلك إلى إنكار ما في الخارج من حقائق»[3]. |
التفاصيل
|