أنباء عروضية/ بقلم: محمد عبد الله ولد اعليَّ
الثلاثاء, 12 أغسطس 2014 16:56

محمد عبد الله ولد اعليالسراج الدعوي - نواكشوط.
لعله من أهم الكتب المؤلفة في فن العروض كتاب :" مجدد العوافي من رسمي العروض والقوافي "لمؤلفه : سيد محمد بن سيد عبدو الله بن الحاج إبراهيم العلوي فقد أحاط المؤلف رحمه الله بالكليات  والجزئيات, بأوجز العبارات فهو يقول في بداية نظمه البالغ  197 بيتا  :
وبعد فالعروض من خير الأرب      لأنه نظام أشعار العرب
وتلك ءالة علــوم الشـــــــرع      فشرف الفرع ففرع الفرع
وقد رأيت الخزرجي قد ذهب   له فصاغ فيه نظما من ذهب
قصيــدة بديعــــة المثـــال         لكنـــها بعــيدة المنــــــــــال
يكاد لفظــــها يكون لغزا        ولا  يرى الكلام  إلا رمــزا
فجئت إذ ذاك بترجـمان       يبو ح بالمكنون  في الجنان
ورغم أنه كسائر العروضيين يقتدون بإمام الفن  ومخترعه :الخليل ابن أحمد الفراهدي والذى كان في البداية يدرس النحو في البصرة  حيث تتلمذ عليه سيبويه الذى استطاع بذكائه تحصيل كل ما عند الخليل من مسائل نحوية ,ثم أصبح فيما بعد  رئيس المدرسة البصرية  وأفقد بذالك  الخليل مكانته العلمية .
ومما يروى أن سيبويه سأل الخليل  عن قوله تعالى :" رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين  "كيف نصب الفعل  :( أصدق) وجزم " أكن" وهما متعاطفان فأجابه الخليل :هـذا مثل قول عمـر ابن معد يكرب :  دعني فأذهب جانبا     يوما  وأكفك جانبـا   
وقول الشاعر :بدالي أني لست مدرك مامضي    ولا سابق شيئا إذا كان جائيا   
فقد جزم " أكفك " وهو معطوف على "أذهب " وهو منصوب لاتصاله بالفاءلكنه كان مجزوم المحل لكونه جواب الأمر ,وكذالك جر  "سابق "على توهم أن الباء لحقت خبر ليس  "مدرك " .
وقد اكتشف الخليل  خمسة عشر بحرا  وجاء تلميذه الأخفش فوضع المتدارك وقد أوردها سيد محمد بن سيدعبدو الله بن الحاج ابراهيم   موزعـة  على خمس دوائر  كل دائر ة تحتوى على مجموعـة من البحور وقـد نظمت تلك الدوائر بالقول  :
دوا ئر العروض خمس تحسب        (مختلف) (ملتفها) (المجتلب)
سدس بها (المشتبه )(اتفـــاقـــا)       بحورها  (وي )ترى طبــــاقا
فدوائر العروض الخمس هي :
1) دائرة المختلف :وتضم ثلاثـة بحـور :
*الطويل :فعولن مفاعيل :ثماني مرات
*المديد :فاعلاتـن فاعلن  ثماني مرات
البسيط :مستفعلن  فاعلن  :ثمانى مرات 
2) دائرة الملتف، وتضم الوافر والكامل  

*الوافر : مفاعلتن  ثلاث مرات في كل شطر 
الكامـل  :متفاعلن  ثلاث مرات في كل شطر 
3) المجتلب :
*الهزج :مفاعيلن  ست مرات  
*الرجز : مستفعلن ست مرات 
* الرمل : فاعلاتن 
4) المشتبه : 
*) السريع : مستفعلن مستفعلن مفعولات  في كل شطر  
*)المنسرح  : مستفعلن مفعولات مستفعلن  في كل شطر 
*)الخفيف :  فاعلاتن مستفعلن  فاعلاتن في كل شطر
*)المضارع  : مفاعيلن فاعلاتن  مفاعيلن 
*) المقتضب  : مفعولاتن مستفعلن  مستفعلن 
*) المجتث  : مستفعلن  فاعلاتن  فاعلاتن  
5) المتفق  :
*) المتقارب :    فعولن ثماني مرات  
*) المتـدارك : فاعلن  ثماني مرات 
وهـذه البحور لاتستعمل  كلها تامة  بل تتعرض للجزو  :وهـو حذف الجزء الذى هو التفعيلة  من شطريها الأول والثاني  ,والشطر : وهو حذف الشطر كله  والنهك وهو حذف الشطر والجزء معا . 
وتجزأ خمسة منها وجوبا فلا ترى تامة  وهي  :
وجزو خمس من بحو ر العرب      مديدها هزجها المقتضب 
مجتثها ا لمضارع الكل وجب      جزو لها فاعرف بذا ولا تهب
وقد تعرض المؤلف رحمه الله  إلى الزحافات والعلل وغيرها من مسائل العرض وفصلها
فما على المهتمين  بهـذ المجال سوى  الرجوع إلى  تأليفه المذكور  .
 

إسلام رباني لا إسلام سعودي/ بقلم: عبد العزيز كحيل
الأحد, 10 أغسطس 2014 10:39

إسلام رباني لا إسلام سعودي/ بقلم: عبد العزيز كحيل السراج الدعوي - نواكشوط.
عمل حكّام السعودية – بعد الملك فيصل رحمه الله - على تأسيس إسلام على مقاسّهم يتميّز بالتركيز على التديّن الفردي وتغييب الأمة عن المساهمة في الحياة السياسية وصنع القرار ، ووطّدوا من أجل ذلك علاقتهم بالمؤسسة الدينية الرسمية فتركوا لها المجال واسعا لنشر الفكر الوهابي المتشدّد في المسائل الفرعية – العقدية منها والفقهية – مقابل التأصيل للحكم الفردي المطلق والاستبداد السياسي وخنق الحريات وإنكار الحقوق ، كلّ ذلك باسم الاسلام.

التفاصيل
غزة ترسم النصر من وسط الركام
السبت, 09 أغسطس 2014 13:30

بقلم: غسان مصطفى الشاميالسراج الدعوي - نواكشوط.
بقلم: غسان مصطفى الشامي
تكتب غزة العتيدة في هذه الأيام ملامح النصر وبشائر التحرير وخارطة الطريق لدحر الاحتلال عن أرض فلسطين، وترسم غزة الصامدة بسواعد رجالها ومقاومتها الباسلة ترسم أسمى معاني التحدي والمواجهة لطغيان هذا العدو المتغطرس، الذي يحتل أرضنا منذ أكثر من ستين عاما دون أن يقف في وجهه أحدا من الزعامات والقامات العربية؛ ولكن اليوم غيّرت المقاومة الفلسطينية موازين الرعب لدى العدو الصهيوني وغيّرت موازين الصراع التاريخي، وغيّرت المقاومة المعادلة لدى كل القوى العالمية، ليصبح قطاع غزة الصامد صغير المساحة محط انظار العالم، وهو يمثل بوابة الدفاع عن شرف الأمة العربية والإسلامية ومواجهة طغيان وتغول العدو الصهيوني على أرض فلسطين.

التفاصيل
وصمدت غزة /بقلم: إياد القرا
الجمعة, 08 أغسطس 2014 16:13

وصمدت غزة /بقلم: إياد القراوصمدت غزة /بقلم: إياد القرا
السراج الدعوي – نواكشوط.
النصر والصمود هما قدر غزة ومقاومتها، ليس لأنها دولة عظمى أو كيان كامل السيادة لكن لأن قدرها أن تقاتل دائماً لوحدها وتطيح بكافة المخططات والأجندة التي وضعها الاحتلال للنيل من مقاومتها، وما الحرب الحالية إلا جزء من ثمن صمودها وإفشال المخططات الصهيونية تجاه الشعب الفلسطيني والشعوب العربية.

مفهوم النصر والصمود تقابله الهزيمة والفشل في الكيان الصهيوني ولعل "تل أبيب" تعلن حداداً لأن جيشها خرج من غزة مذموماً مدحوراً يجر أذيال الخيبة وهو أقل وصف عبر عنه الإعلام العبري والمحللون السياسيون والعسكريون ولعل بعضهم ممن يحسبون على الحكومة أو جيش الاحتلال الذي بدأ يتبادل الاتهامات حول الفشل الذي نتج عن صمود غزة.

غزة بصمودها استطاعت أن تفرض معادلة جديدة قائمة على أن أي اعتداء صهيوني يعني تلقائياً هزيمة وفشل للاحتلال ولمن قدم له دعماً ولو كان صامتاً كما مارسته العديد من الأنظمة العربية والمؤسسات الدولية خلال الأيام الأخيرة.

النتائج التي ما زالت في موضع التحقق لما حدث في غزة وبنظرة سريعة يمكن حصرها بمجموعة من النتائج الأساسية، لعل أهمها: إفشال الأهداف التي وضعها الاحتلال والقائمة على ما أسماه بإنهاء ظاهرة الأنفاق، وإعادة الهدوء، وردع حماس، وتدمير البنية التحتية لها.

وكما الحال في الحرب على غزة 2008-2009، جاءت النتائج ليس كما كان مخططاً لها وخاصة إذا ما أضيف لها الدعم الإقليمي الذي حظي به نتنياهو في الحرب الحالية، وهو ما حاول تصويره على أنه إنجاز على الرغم من أن الفشل هو الابن الشرعي لنتنياهو وحلفائه الإقليميين الذين كانوا ينتظرون أن تهزم غزة أو تستسلم لإتمام التحالف الاقليمي بينهم مع نتنياهو.

حماس التي قادت المواجهة وقاتلت بشراسة معززة بدعم وغطاء جماهيري حققت ما وعدت به، وقد أعدت له الكثير وسجلت العديد من الإنجازات ليس أقلها بقاء المقاومة واستمرارها وهو الهدف الإقليمي الذي سعى الجميع لتحقيقه.

الصمود في حرب الإبادة التي شُنت على غزة هو انتصار فلسطيني في وجه الاحتلال الذي سيفكر كثيراً قبل أي عدوان على غزة وأن الدعم الاقليمي لن يفيده بشيء، لأن الخسارة مباشرة في صفوف الاحتلال سواء المعنوية المرتبطة بهزيمة الجيش الذي لا يقهر والتأثير السلبي على صورته وخاصة بعد الفيديو الذي يظهر عناصر من النخبة في كتائب القسام يقتلون جنوده من النقطة صفر، وعلى الصعيد المادي فقد تكبد خسائر بشرية كبيرة جعلت أحد قادة الجيش السابقين يقول بأن حماس أسست جيشاً نوعياً وقوياً ومثيراً للانطباع.

هذا الجيش تم بناؤه في ظروف غاية من الصعوبة وشح الإمكانيات لكنه استطاع أن يحقق صموداً يرتقي للنصر بما أنه أفشل المخطط الصهيوني والإقليمي بالتخلص من المقاومة الفلسطينية التي ستخرج أكثر قوة وعنفواناً.
 

حتمية زوال إسرائيل...المسلَّمَات والمدَعِّمات / الشيخ أحمد بن البان
الثلاثاء, 05 أغسطس 2014 10:56

الشيخ أحمد ولد البان شاعر وأديب موريتانيالسراج الدعوي- نواكشوط.
يرى المفكر المصري الراحل عبد الوهاب المسيري أن هجرة اليهود إلى أرض فلسطين في بداية القرن التاسع عشر في جوهرها تصدير من الدول الأوروبية لإحدى مشاكلها الاجتماعية المزمنة (المسألة اليهودية) إلى الشرق، قد تبدو الفكرة صادمة لأول وهلة، وذلك حين يفهم منها تحييد البعد الديني عن الصراع، أي أنه وُظِّف لاحقا ولم يكن الدافع الأول. ـ مع أن فكر المسيري قائم على عكس ذلك ـ.

التفاصيل
الحرب الفاضحة / الأستاذ محمدن بن الرباني
الأربعاء, 30 يوليو 2014 21:10

الأستاذ محمذن ولد الربانيالسراج الدعوي- نواكشوط.  
أطلق بعض السلف رحمة الله عليهم اسم الفاضحة على سورة التوبة وهي سورة نزلت بالسيف فلم تستأنف بالبسملة لأنها أمان والسورة سورة حرب، وإنما سميت الفاضحة لفضحها المنافقين وتتبعها صفاتهم صفة صفة كلما أنهت تعيين طائفة بصفاتهم عمدت إلى طائفة أخرى بقولها ومنهم...،
ومنهم...، ومنهم.....
ولن يجد المرء لحرب العصف المأكول التي تدفع بها غزة اليوم عدوان الكيان الصهيوني اسما أدق ولا أعمق من اسم الفاضحة لتتماهى هذه الحرب مع تلك السورة اسما ووسما فهي معركة حربية بامتياز ونرجو أن يتوب الله على مجاهديها ومن نبس في نصرتهم ببنت شفة وهي فاضحة لطوائف شتى من الناس.
1- فأول المفضوحين بحرب العصف المأكول المقدسة هو الكيان الصهيوني عسكريا واقتصاديا ووجوديا:
- فعلى المستوى العسكري حولت الحرب الكيان الصهيوني من مالك الجيش الذي لا يقهر إلى مالك أجبن جيش وأضعفه عقيدة قتالية، فأضحى المجاهدون يتبخترون تبختر أبي دجانة بسيف النبي صلى الله عليه وسلم على أنغام آهات وعويل الجنود في مباغتاتهم في عمليات الإصعاد من الأرض التي اعتاض بها المجاهدون عن الإنزال من الجو، وهي عمليات نوعية بكل المقاييس، وهل الشريط الذي بث بعد خطاب القائد العام لكتائب القسام لعملية اقتحام  البرج العسكري في ماناحل عوز إلا أكبر دليل على هشاشة هذا الجيش وانعدام عقيدته القتالية وتحلي أفراد المقاومة بمستوى من الشجاعة والمهارة لا وجود له إلا في عالم الخدع السينمائية.
ولم تستطع إسرائيل رغم التعتيم الإعلامي الصارم إلا أن تعترف بأسر شاؤول آرون بعد طول تلكؤ، كما اعترفت بقتل أكثر من خمسين عسكريا من بينهم خيرة الضباط والقادة ومئات الجرحى أما المقاومة فتدعي مصدقة قتل أكثر من 100 عسكري صهيوني.
وقد أظهرت الحرب هشاشة القبة  الحديدية التي لم تعترض أكثر من 15% من مجموع صواريخ المقاومة، فتناقلت وسائل الإعلام الصهاينة يزفون زف الظليم قبل الظلام إلى الملاجئ آناء الليل وأطراف النهار في عموم إسرائيل.
ولم تستطع إسرائيل أن تحقق هدفا واحد من الأهداف المعلنة فلا قضاء على الصواريخ ولا الأنفاق ولا وصول إلى قادة حماس ولا احتلال لغزة وإنما حصد الاحتلال أكثر من 1200 قتيل مدني بينهم حوالي 300 طفل وأكثر من 7000 جريح. وهذه النسبة الخيالية من الضحايا المدنيين تدل على العشوائية والارتباك والاعتماد على مبدأ النكاية والانتقام دون ضابط، من أجل الضغط على المقاومة، لكن الواضح أن الشعب الفلسطيني قرر ألا يكون أول المتألمين في عملية عض الأصابع رغم قسوة الألم وهو يريد لهذه الحرب أن تكون بداية حياته الكريمة الطبيعية، ومنطلق العد التنازلي للكيان المسمى إسرائيل وفي سبيل ذلك تهون كل التضحيات.
أما قادة إسرائيل فيشعرون نفس الشعور لذلك أصبحوا يتحدثون بشيء من الجراءة عن شراسة الخصم وضرورة الصبر وصعوبة الوضع وضرورة التضحيات غير أن صمود القيادتين بقدر صمود الشعبين ولا مجال للمقارنة مما يعني حتمية انتصار المقاومة بإذن الله تعالى، فاليهودي الذي هو أحرص الناس على حياة لن يصابر وهو يذكر مراتع الصبا أو حكايا الجدات عن نيويورك أو باريس أو لندن أو غيرها من بلاده الأصلية التي ما زال يحمل نسيتها وهكذا يهرب في مثل هذه الظروف الآلاف من بيوتهم لغزة معلقين عليها "للبيع".
- وعلى المستوى الاقتصادي تقدر خسائر إسرائيل بمليارات الدولار الأمريكي، وهو مبلغ رغم ضخامته لا يمثل رقما مهما مقارنة بالناتج القومي للكيان الغاصب، لكن استمرار العمليات النوعية للمقاومة ووصول صواريخها إلى أغلب أرض فلسطين المحتلة وتأثر حركة الطيران وعدم قدرة الملايين على الابتعاد عن الملاجئ، وتزايد دعوات المقاطعة إضافة إلى الكلفة الطبيعية لمعدات الحرب، كلها عوامل تجعل الخسارة الاقتصادية في طريقها إلى التفاقم مع استمرار الحرب مما قد تصل معه إلى حد الأزمة بالفعل.
- وعلى المستوى الوجودي أظهرت الحرب أن دولة قامت على احتلال أرض سكانها مرتبطون بها أعمق الارتباط ولم يكن لتلك الدولة من منطق إلا منطق القوة ستنهار بانهيار المنطق الذي قامت عليه وها هو هذا المنطق ينكسر اليوم ويتهافت أمام مقاومة في شريط لا يبلغ 2% من عموم الأراضي الفلسطينية  رغم حصار تجاوز 8 سنوات ما يعني أن أي مجهود جماعي جاد من أعداء هذه الدولة في المنطقة كفيل بإزالتها من المنطقة فضلا عن هزيمتها وتقزيمها.
2- ثاني المفضوحين هم حكام الدول العربية والإسلامية وكان السيسي إمام المفضوحين الذين بدت فضيحتهم هذه المرة لا تتعلق بالعجز والخوف والتخاذل بل تجلت تآمرا مكشوفا مهما حاولت اللغات الدبلوماسية من جميع الأطراف تهذيبه فبدا السيسي وحزبه العربي يدافع عن الكياني الصهيوني دفاع الأصيل لا الوكيل، وأضحى الكيان الصهيوني سعيدا لأنه مكفى بالسيسي وحزبه فلم يجد حرجا سياسيا ولا دبلوماسيا في رفض مبادرة أهم حلفائه: الولايات المتحدة الأمريكية لأنها كانت أرحم بالفلسطينيين إنسانيا من مبادرة حزب السيسي.
أما من توقف نضالهم عند حفظ أرقام قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة من صناع أوسلو فكانوا من المفضوحين في أكثر من موقف: يوم صرح محمود عباس باستغرابه رفض حماس لمبادرة السيسي مدعيا أنه هو من أغراه بها، ويوم تراجع معلنا تأييد الفصائل في مطالبها ثم لم يحرك ساكنا في سبيل ذلك حتى المصادقة على اتفاقية روما التي تسمح بمحاكمة قادة الاحتلال على جرائمهم ليظل بذلك مفضوحا في الحرب الفاضحة.
أما بشار الأسد الذي كان يمتاز عن القادة العرب في مثل هذه الظروف بجميل الأقوال الذي لا يدعمه كبير الأفعال، فإنه اليوم يجد من اللحم والدم السوري ما يبرز فيه أسديته سترا على أرنبيته في وجه محتل الجولان.
ولم يجد الرئيس الذي فاخر يوما بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني حرجا في أن يجيب في ظروف الحرب الفاضحة بلغة دبلوماسية حريرية ناعمة على سؤال حول احتمال قبول الكيان عضوا مراقبا في الاتحاد الإفريقي ولولا حتمية الفضيحة لأمكن للرئيس عدم الإجابة على السؤال أو المراوغة فيه أو استخدام لغة غامضة كما هو شأن السياسيين في الأمور التي لا يريدون بيان موقف واضح منها لكنها الحرب الفاضحة.
3- ثالث المفضوحين حزب الله اللبناني الذي تغنينا به في حرب لبنان وطالما قيل إن نطق نصر الله أصاخت الدنيا فأبى الله إلا أن يفضحه بفاضحة العصف المأكول فصمت دهرا ثم لم يصدر للعدو نهيا ولا لجنوده أمرا لأنه ألجم بدماء السوريين الذين أصبح قتالهم أولوية جهادية في عقيدته الطائفية، أما الكيان الصهيوني فقد صارت عداوته معه على نهج العداء الأمريكي الإيراني: الصفق السياسي سجال، والهجوم بالدبلوماسية واللسان، لا بالقنابل والنيران.
4- رابع المفضوحين في حرب العصف المأكول الحركات الموسومة ظلما بالجهاد كداعش ومن على نهجها، فبدوا غير معنيين إلا بتهجير المسيحيين وحرق السجائر وهدم المراقد والخفاض الإجباري إلى غير ذلك مما تتعمد فيه الإساءة إلى الإسلام عن وعي خبيث أو غي كثيث. رحم الله أسامة بن لادن فقد كانت فلسطين محورا مكينا في خطبه واهتمامه وهو ما لا يمكن أن ينكره إلا مكابر، ومن ينسى قسمه الشهير: "بالله الذي لا إله إلا هو لن تنعم أمريكا بالسلام حتى ينعم به أهلونا في فلسطين" أما هؤلاء فلا يرون أنفسهم معنيين بما يجري في فلسطين رغم أنهم يدعون الخلافة الإسلامية، إنهم نبتة غريبة في الإسلام يظلم الخوارج كثيرا من ينسبهم إليهم وكفى بذلك ذاما.
5- خامس المفضوحين في حرب العصف المأكول هي تلك الثلة المسماة نخبة بغض النظر عن يساريتهم من يمينيتهم، وجل هؤلاء كان ممن انكشفت في الانقلاب السيسي، لكنهم اليوم تعروا بالكامل فأبصرهم أعمى البصر لا البصيرة وهم يلعقون البيادة العسكرية ويمجدون الخنوع للاستبداد والركوع للعدو والتخلي عن كل القيم، فعجت صفحات التواصل الاجتماعي بالتدوينات المتشفية بغزة ومقاومتها، وكتبت مقالات في تحميل المقاومة مسؤولية الدم الفلسطيني والمتاجرة به، ولم يقف الأمر عند التغطية الإعلامية المشبوهة في قنوات خليجية كالعربية واسكاي انيوز ولا عند مواقف لأمثال توفيق عكاشة وعزة سامي من إعلاميي السيسي ولا عند مقالات كتاب أمثال عبد العزيز الهزاني كاتبة مقال "قميص غزة" المنشور بالشرق الأوسط أو سليمان الدوسري كاتب مقال "مأساة في غزة" من العربية السعودية ممن لا يتورعون عن اتهام حماس بالمتاجرة بدماء الشعب الفلسطيني صراحة، بل تجاوز ذلك إلى قامات كبيرة منها قامة وطنية نحترم لها مكانتها الفلسفية فكان مقال "مأزق الحروب العادلة" مقاربة فلسفية لنزع القداسة عن حرب المقاومة الفلسطينية خلص فيه كاتبه إلى ربط مريب بين النزاعات الداخلية في البلاد الإسلامية والقضية الفلسطينية قائلا: "وحاصل الأمر، أن مواجهة الاستبداد السياسي، وقمع الحكم في الدول التي بدأت تتفكك وتنهار (ما هو شأن العراق وسوريا) لن يكون فعالاً ومجدياً سياسياً إلا بمنطق العمل النضالي السلمي، كما أن حروب المقاومة التحررية لن تستفيد شيئاً من قاموس الحرب الدينية، الذي يسيطر بقوة على جانب واسع من الشارع الإسرائيلي بما فيه المجموعات الحاكمة، فلا يمكن أن نستميل الرأي العام العالمي، ونضمن حقوقنا الشرعية، إلا بلغة القانون والمرجعية التشريعية الكونية التي تكفل حق المقاومة المشروعة العادلة" وبذلك فهو يقرر بلغة تناسب مكانته الفكرية خطأ ما تقوم به المقاومة وتجنبها الطريقة المثلى التي هي حفظ أرقام قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة على منهج محمود عباس لنستميل الرأي العام العالمي لأن ما سوى ذلك قد يؤدي إلى "نمط من الحروب الدينية والطائفية، التي تغطي على حقيقة الأوضاع السياسية الفعلية، التي هي احتلال استيطاني عنصري، وأنظمة قمع تستخدم الأدوات الطائفية ذريعة لإحكام قبضتها وتمزيق شعوبها وبلدانها" حسب الفيلسوف الكبير..
وليس بعيدا من موقف تلك النخبة الصمت المدهش لمجلس حكماء المسلمين وكأن الكلام في القضية ليس من الحكمة ولا من شؤون المسلمين.
6- سادس المفضوحين هم أولئك المنهزمون المشككون في فاعلية الإنسان العربي المسلم المراهنون على أن الضعف والتخلف والهوان صار ضربة لازب على هذه الأمة فكشفت حرب العصف المأكول أن الإنسان العربي المسلم يصنع في ظروف الشدة والضنك قريبا مما يصنع الإنسان الآري بوسائل خيالية التطور في أوفر الظروف رخاء.
لقد صنع القساميون أنماطا عديدة من الصواريخ المحلية والتي من أهمها:
- صاروخ الجعبري (J80)  وهو صاروخ محلي الصنع يصل إلى مدى 80 كم يصل تل الربيع (تل أبيب) وسط الكيان،ويحمل اسم االقائد أحمد الجعبري نائب قائد كتائب القسام والذي اغتالته إسرائيل في نوفمبر 2012..
- صاروخ المقادمة (M75)  وهو صاروخ فلسطيني الصنع يبلغ مداه 75 كم يصل تل الربيع والقدس يحمل اسم القائد الحمساوي إبراهيم المقادمة ويعرف بإسم "الصاروخ اللغز"، وفاجأ الجيش الإسرائيلي.
- صاروخ عبد العزيز الرنتيسي (R160) يحمل اسم الشهيد الرنتيسي ويصل مداه 160 كم ليصل أكثر المناطق بعدا من غزة كحيفا والخضيرة.
- كما صنعوا حسب بيان لهم وهم الذين لم يجرب عليهم الكذب بعكس الكيان الغاصب طائرةA1A  ذات المهام الاستطلاعية. وطائرة A1B  ذات المهام الهجومية-الإلقائية وطائرة A1C ذات المهام الهجومية-الانتحارية.
كل ذلك وهم في حصار منذ أكثر من 8 سنين فكيف بالأمر لو كانوا في ظروف طبيعية ويتوفرون على الوسائل والمعدات، فالمشكلة العربية الإسلامية في القيادة لا في الفرد فحين تكون القيادة إفرازا طبيعيا للمجتمع يحدث ما يشبه الطفرة .
إنما يحدث في غزة من نصر لا بد أن يعطي دفعا جديدا للربيع العربي لأن الشعوب ستدرك بعمق أنما يمنعها من الرقي بالأمة إلى الوضع الحضاري المناسب لها إنما هو القيادات الفاشلة وانتشار العملاء وهو ما يجب التخلص منه سلميا بأي ثمن فمنذ سيطرة حماس على قطاع غزة استطاعت المقاومة أن تتحول إلى هذه القوة التي يعترف بها العدو قبل الصديق فالرئيس الأمريكي أوباما يصرخ عاليا في وجه نتتنياهو لا بد من التعامل مع المبادرة القطرية التركية لأن إسرائيل ليست في وضع يمكنها من اختيار الوسطاء.
ليت شاعر فلسطين العظيم محمود درويش كان حيا ليعلم أنه ما كان يهذي يوم قال :
سقط القناع عن القناع..
قد أخسر الدنيا.. نعم
لكني أقول الآن...... لا..
إلى آخر الطلقات..... لا
إلى ماتبقى من هواء الأرض .....لا
ماتبقى من حطام الروح .......لا
بــــــــيـــــــــــــروت ..........لا
بــــــــيـــــــــــــروت ..........لا
حاصر حصارك لا مفر ... اضرب عدوك لا مفر
حاصر حصارك لا مفر ... اضرب عدوك لا مفر
سقطت ذراعك فالتقطها ...وسقطت قربك فالتقطني
واضرب عدوك بي
فأنت الآن..حرٌّ.. وحرٌّ.. وحرٌّ
حـــــــــــــــــــــــــرٌّ
حاصر حصارك لا مفر ... اضرب عدوك لا مفر
حاصر حصارك لا مفر ... اضرب عدوك لا مفر
سقطت ذراعك فالتقطها ...وسقطت قربك فالتقطني
قتلاك أو جرحاك
قتلاك أو جرحاك...... فيك ذخيرة
فاضرب بها
اضرب بها
اضرب بها
عدوك.
فأنت الآن..
حرٌّ.. وحرٌّ.. وحرٌّ
حاصر حصارك لا مفر ... اضرب عدوك لا مفر
حاصر حصارك لا مفر ... اضرب عدوك لا مفر
سقطت ذراعك فالتقطها ...وسقطت قربك فالتقطني
واضرب عدوك بي
فأنت الآن..حرٌّ.. وحرٌّ.. وحرٌّ
حـــــــــــــــــــــــــرٌّ
حاصر حصارك
بالجنود و بالجنون
ذهب اللذين تحبهم
آه... ذهبوا
فإما أن تكون...أن تكون... أن تكون.....
او لا تــــــــــكــــــــون
حاصر حصارك لا مفر ... اضرب عدوك لا مفر
حاصر حصارك لا مفر ... اضرب عدوك لا مفر
سقطت ذراعك فالتقطها ...وسقطت قربك فالتقطني
واضرب عدوك بي
فأنت الآن..حرٌّ.. وحرٌّ.. وحرٌّ
حـــــــــــــــــــــــــرٌّ

رسالة إلى الجيوش العربية والاسلامية
الأربعاء, 30 يوليو 2014 20:58

الداعية والامام محفوظ ولد ابراهيم فالالسراج الدعوي - نواكشوط.  
من هو الجيش العربي المسلم ؟
من هو الجيش العربي المسلم الذي حمى المبادئ و لم يحرس الكراسي ؟
من الجيش العربي المسلم الذي حمى الحريم ولم يحم الزعيم ؟
من الجيش العربي المسلم الذي لم يتلق تدريبا في باريس و لا واشنطن ؟
من الجيش العربي المسلم الذي لم يتلق قادته غسل الدماغ في موسكو و لا لندن .؟
من الجيش العربي المسلم الذي لا تعرف لقادته حسابات و لا فنادق و لا فيلل و لا شركات ؟
من هو الجيش العربي المسلم الذي لم تُفقِر جُيوبُه شعوبَه و لا تلطخت أياديه بدماء بنيه ؟
من هو الجيش العربي المسلم الذي يخشاه الأعداء و يعدون له الاعداد ؟
من هو الجيش العربي المسلم الذي يثق به أبناء أمته و يعلقون عليه الآمال ؟
من هو الجيش العربي المسلم الذي لم يقاتل على السلطة و أخر الأمة الدهور و جعلها في الذيل لا في الصدور ؟
من هو الجيش العربي المسلم الذي تحقق بعزة المسلم العظيم و نجدة العربي الأصيل و لسان حاله :
ومن لا يمت تحت السيوف مكرما     يعش ويقاس الذل غير مكرم
ذل من يغبط الذليل بعيش       رب عيش أخف منه الحِمام
من يهـــــن يسهل الهوان عليه     ما لجرح بميت إيلام

إنه  (  و لا فخر ) جيش فلسطين  المقدام إنه كتائب عز الدين القسام وسائل أفراد الألوية  العظام من المجاهدين الكرام إنهم من ننشد فيهم بحق :
أولئك آبائي فجئني بمثلهم     إذا جمعتنا يا جرير المجامع

قالت فلا كذبت شجاعتُه    أقدم فنفسك ما لها أجل
فهو النهاية إن جرى مَثلٌ     أو قيل يومَ وغى مَن البطل
ألقت إليك دِما صهيون طاعتَها      فلو دعوت بلا ضرب أجاب دم

يسابق القتلُ فيهم كلَ حادثة    فما يصيبهم موت ولا هرم

إن السيوف مع الذي قلوبهم     كقلوبهن إذا التقى الجمعان

لكم الله من رجال و قرت أعينكم من أبطال أعزكم الله كما أعززتم أمة محمد صلى الله عليه وسلم و شفا صدوركم كما شفيتم صدور قوم مؤمنين و أذهب غيظ قلوبكم  حفظكم الله من بين أيديكم و من خلفكم و عن أيمانكم و عن شمائلكم و من فوقكم  وأعاذكم بعظمته أن تغتالوا من تحتكم .

ألا فليخرس الجبناء و ليخسإ الأذلاء و ليصمت العملاء كفى كفى كفى يا جيوب العرب حق لأمتكم أن تقول فيكم
أيها السائل عنهم و عني     لست من قيس و لا قيس مني

ألا فليخف من فيه مثقال ذرة من إيمان قول الله تعالى  { وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَٰكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ }

 

 

غزّة بين الدَّفع والنَّفع / آلاَّ بن محمدن بن منيه
الجمعة, 25 يوليو 2014 22:16

السراج الدعوي- نواكشوط. 

غزّة بين الدَّفع والنَّفع / آلاَّ بن محمدن بن منيه
الفارق بين[الدّفع] و[النّفع] فى المبنى ضئيل جدا، حيث ينحصر فى مجرد إبدال حرف واحد لينقلب [الدّفع] إلى [النّفع] أو العكس .. رغم شساعة ما قد يحصل بينهما من فارق فى المعنى، ضمن عموم وخصوص جامع.
ونتيجة لعدم وضوح الرؤية فى هذا الفارقـ عند البعضـ غاب عن ملحمة [غزة الجهادية] صرير أقلام ألفناها سيالة فى جليل وحقير المناسبات، وعلى صفحات الجرائد والمجلات، وفى المواقع الألكترونية، وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعية ...
أدباء ، وشعراء ، وخطباء ، وساسة ، وبلغاء ، وحكماء .. لم ير لهم أدب ولاشعر ، ولم تسمع خطب ، ولا ريئت سياسة ، ولم تلف بلاغة أو حكمة !!
خرست حناجر اعتدناها صوالة جوالة ، متّع الله أصحابها بألسنة حداد قوّالة ، يصم زئيرها الآذان عند كل مأدبة ، أومناسبة مدرارة .. لاتجد غضاضة أن تكون بوقا لكل من يدفع أكثر ـ مهما كان الغرض ـ فالغاية عندها تبرر الوسيلة.
كما أدى الخلط فى التصور للفرق بين[الدّفع] و[النّفع] إلى أن راهنت على خلاف نتائج نصر[غزة الإباء] (المذهل) أنظمة وحكومات ، وأحزاب ومنظمات ، وساسة وقيادات .. لاتزال كلها لفرط سكرة ذهولها تعْمَه فى غيّها ، [فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ] الحج : 46.
صحيح أن [غزة الشّرف] هي الأحوج ـ حالا ـ لأن ينالها [النّفع] ممن فيهم بقية أخلاق وشيء من التقوى .. بيد أنه عند إبدال نون [النّفع] دالا ، يصير الكل عالة على [غزة المجد].
فــــ[الدّفع] الذى زلزلت به [غزة العزة] ، مستوطنات العدو، خرّت لراجماته راسيات المستوطنات هدّا ، ونالت به من معاقل العدو خسفا ، وسامت عقول قادته وساسته مسخا .. تاج على جبين الأمة لم تكن لتحلم به فى تاريخها المعاصر على الأقل.
فقيمة [الدّفع] قيمة عظيمة ، يهون دونها كل [النّفع] ، لقوله تعالى: [وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ]البقرة : 251.
وقوله جل من قائل:[ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ] الحج : 40.
وللمخالف أن يقول: ليس كل نفع مذموما ، مستدلا بما فى قوله تعالى فى: سورة النحل ، الآية: 5 ، و الحج ، الآية: 28 و33 ، والمؤمنون ، الآية: 21 ، ويس ، الآية: 73 ، وغافر ، الآية: 80 ، والحديد ، الآية: 25 ...
فأقول : الاعتراض وارد ، والاستشهاد صحيح لو أن السياق أفاد الاطلاق .. فـــ[النّفع] المخصَّص ـ هنا ـ ماكان غير شريف ، أو كانت وسيلته كذلك ، وحتى لوفرضناه فى أحسن حالاته (شريفا) ، فإنه حين يكون على حساب [الدّفع] يستحيل إلى ضده (مذموما) ، فهذا المقصود...
العجب ـ وما أكثر دواعيه فى هذه النازلة ـ أن يطلّ علينا من الشرق والغرب مسلمون عرب (متصهينون)!! ، يجاهرون دفاعا عن الجلاّد (الكيان الصهيوني) ، بكل وقاحة وصلف! .. يرفعون عقيرتهم بباطلهم دون خجل أو وجل أو ذرة من حياء!!.
وفى المقابل لايخش الكثيرون منا أن تكون قلوبهم آثمة لكتمانهم شهادة الحق ـ وهم يعلمون ـ دون مسوغ شرعي ، أو مبرر عقلي!!.
ليس سرا أن الدافع ـ فى الغالب ـ عند هؤلاء هو الخوف على [النّفع] الحاضر أو المؤمَّل .. ما ثبّطهم وجعلهم من المخلّفين عن مؤازرة [غزة الشهامة] فى واجب [الدّفع] عن الدِّين والعرض والوطن والأمة.
ربما بسبب تعطّل حاسة التقدير لديهم ، حين تصوروا [الدّفع] ـ فى هذه الحالة ـ يدفع [النّفع] ، ولم يميّزوا ـ للأسف الشديد ـ الفرق بين [الدّفع] و[النّفع].
أو أنهم ميّزوا [وَلَـكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ] ،لأنهم [لَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً] التوبة : 46.
فكانت النتيجة فى كلتا الحالتين هي هي ، بمعنى أن أثر انعدام إرادة الخروج يساوى نفس النتيجة الحاصلة بسبب الجهل للفارق بين [الدَّفع] و[النَّفع].
ووحدها [غزة الشموخ] من وفّق فاهتدى لتسطير أروع صور الالتحام والانسجام بين [الدَّفع] و[النَّفع] ، لتشرف ببصماتها الطاهرة الناصعة ـ كاللؤلؤ المكنون ـ صفحات تاريخ النبل والشجاعة والإباء.
فطوبى لمن كانوا على مستوى الحدث ، فتشرفوا بأن ضمّهم موكب [غزة الشرف] ، وياضيعة الجبناء والحريصين المتخاذلين ..
أما عار الغدر وذل الهزيمة بعد خسران المعركة فلاشريك فيه لأعداء الأمة والملة ، وأزلامهم من المتآمرين الذين آثروا تتبع وضيع [النّفع] العاجل الآنى ، على شرف [الدّفع] ذى [النفع] الأدوم الأبقى.

<< البداية < السابق 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 التالي > النهاية >>

الصفحة 6 من 22

السراج TV