الاثنين, 26 مايو 2014 18:37 |
بقلم: د. عبد الرحمن البر (1) إِيَّاكَ والقُرْبَ من الظَّلمة الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحْبِهِ ومَنْ والاه، واهتَدَى بهداه. وبعدُ؛ فإنَّ دراسةَ التاريخِ القديمِ والحديثِ تكشفُ أنَّ من سننِ الله الجاريةِ في المجتمعاتِ: أنَّ أصدقاءَ ورُفَقاءَ وأعوانَ الظلمةِ الذين لا تَقْوَى ولا أمانةَ لهم, والذين تجمعُهم المصالحُ والنفاقُ يُسلِّطُ اللهُ بعضَهم على بعض، حتى قيل: «مَنْ أَعَانَ ظَالِماً سَلَّطَهُ اللهُ عَلَيْهِ»، وهذه حكمةٌ صحيحةٌ، ومصداقُها في القرآن قوله تعالى ﴿وكَذَلِكَ نُوَلِي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾، فقد قيل معناه: نُسَلِّط بَعْضَهم على بَعْضٍ، فَيَأخذُ من الظَّالمِ بالظَّالمِ، وقال مالكُ بن دِينار: قرأتُ في الزَّبُور: «إنِّي أنتقِمُ منَ المنافِقِ بالمنافِقِ، ثم أنتقِمُ من المنافِقين جميعًا» قال: ونظير ذلك في كتاب الله هذه الآية. وقال فُضَيْلُ بنُ عِيَاضٍ: «إذَا رأيتَ ظالِمًا ينتقِمُ من ظالمٍ فقِفْ، وانظُرْ فيه مُتَعَجِّبا!». وقال المأمونُ الخليفةُ العباسِيُّ لبعضِ وُلَاته: «لَا تَظْلِمْ لِي فَيُسَلِّطَنِي اللهُ عَلَيْكَ». |
التفاصيل
|