مفهوم الحرابة في الإسلام....مقاربة تفسيرية
الأحد, 25 مايو 2014 13:35

بقلم /مختار ولد نافع بقلم /مختار ولد نافع

مما يلفت النظر في عرض القرآن الكريم للأحكام الشرعية أن القرآن تكفل بعرض الفقه الجنائي فجاءت الحدود كلها –ما عدا حد الخمر-  منصوصة في القرآن ولم توكل إلى السنة فضلا عن الاجتهاد، وقد نتج عن ذلك اتفاق العلماء على المسائل الأساسية في الحدود مثل البينة المطلوبة في الزنا (أربعة شهداء) والعقوبة المطبقة في السرقة (القطع)

التفاصيل
أحرف مبعثرة عن المساواة بين الجنسين/أحمد ميلود
الثلاثاء, 13 مايو 2014 01:22

أحمد     ميلودمن الحسن دوما ونحن نسير على طريق معين أن نبحث عن من سلكه قبلنا وأن نعرف ما آل إليه حاله. ومن الحسن في عالم مليئ بالمظاهر أن نتحقق جوهر الأشياء. عندما أستيقظ المسلمون لحال الضعف (التخلف كما وصفوه بالأمس ويصفونه اليوم) الذي يطبع حالهم في وجه ثقافة أقوى تقانة وأكثر إندفاعا للاكتشاف و التملك و السيطرة، طرحوا السؤال الوارد:

 

 

لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم؟ فبين من ركز على البعد عن شرع الله، ومن إتهم الشرع بأنه هو السبب، وبين من رأى في الرجال خورا، ومن رأى مصدر هذا الخور في معاملة النساء، حبب إلى البعض دفع هذا إلى ما هو أبعد، إلى القول بإن عدم مساواة الرجل بالمرأة عطلت نصف المجتمع و علينا أن نحرره. فكم طاقات ضيعت، وعبقريات أتلفت بسبب كبت النساء، وإضعافهن و تجهيلهن.  طبعا في هذا الكلام بعض الصحة، وله الكثير من الوجاهة، وما كان للأمة أن ترفضه عن بكرة أبيها.  وهكذا أتتب كتب قاسم أمين. تحرير المرأة و المرأة الجديدة. كان الأول كتاب فقيه، و الثاني كتاب رجل خرج لتوه من مقهى، وربما أختلطت عليه الأشربة.  جمع الكتابان الكثير من الحقائق، و الكثير من التخريف، والكثير من القراءة المهلهلة للتاريخ.  أتهم الناس محمد عبده بأنه كتب الأول وأنه إنما دفعه لتلميذه المتغرب لكي ينشره بين الناس وتبعد التهمة عن شيخ الأزهر. ثم رأوا في صياغة وأفكارالكتاب الثاني دليلا آخر على صدق تهمة الإنتحال. لشتان ما بين الكتابين في السبك ولشتان ما بينها في الإستدلال. في الكتاب الأول دعا أمين إلى تمزيق الحجاب (و المقصود يومها ليس السترة الموضوعة على الرأس)، وإنما فكرة أن يعيش النساء حياة بعيدة عن الرجال. وركز على أنه لا وجود لفكرة الحجاب في الشرع. في الثاني لم يكن للشرع دور في التوجيه، بل كانت القدوة نساء فرنسا. طبعا، كان العالم يومها محتشما مقارنة بيومنا هذا. وكانت الأوربيات في الغالب متبرقعات متلفعات مقارنة بأخواتهن من عالم اليوم. لك فقط أن تقارن بصور طالبات الجامعات حينها وطالباتها اليوم. مع كتب أمين بدأت فكرة "تحرير المرأة" بين المعارضين المتخوفين، و المعارضين المقتصدين، و المعارضين الغاضبين، و بين المؤيدين لكل ما يخرج عن الدين، و المؤيدين لكي لا يعيشون تحت وصاية الآخرين، ثم المؤيدين من أجل أن يشبهوا الأسياد في كل رخيص وثمين.  كان هذا في بداية القرن العشرين، جربت نساء، رمي غطاء الرأس و تقصير ما على الأطراف منها، ثم أتينها من تحتها ومن حولها، فضيقنها. ثم حصلت ردة عن ذلك، فبرزت من قالت ماهذا شغل حرائر وما هذا بطريق أمة جادة. وهل لنا أن ندخل في كل جحر ضب دخلوه.  هذا في الملابس، أما في الأخلاق، فقد سار الركب على مراحل، يبحث عن كل ما كان لآدم، وما يكون لحواء، هل تساويه أم تكمله؟ أي حقوق أعطى لنفسه لم يعطه الله، وأي حقوق ظن أن الله أعطاه، وما كان له أن يعطيها له، لأن الله عدل و العدل في القسمة مسألة تقرر بالعقل.  لم وربما لن يتوقف هذا النقاش. ولست هنا في معرض التقرير عن خيرية خيره ولا عن شرر شره. لكن أردت كما ذكرت أن نلقي نظرة على من ساروا في الطريق، فننظر كيف كان عاقبة سيرهم. إن المجتعات الإسكندنافية (دول كالنرويج، و السويد) هي من أكثر الدول "تقدما" في مسألة التحرر هذه، وخصوصا في المساوات الإجرائية بين الرجل و المرأة حتى لم يعد ثمة فرق إلا بالجوانب الفسيولوجية.  وهي في هذا السياق تقف بعيدا عن بقية العالم الغربي الذي خار اندفاعه ولم يصل بعد إلى ذلك المستوى. في السويد مثلا عملت الحكومات على أن يكون الرجل، و المرأة سواء بسواء، في فرص العمل و في فرص التعليم وفي الفترة التي يحق لهما، بل يتوجب عليهما أن يقضيانها مع الأطفال. وتدخلت في أخص التفاصيل. فالرجل تماما كالمرأة يجب أن ينظف الأطفال و يلعب معهم، نفس القدر بالدقائق و الثواني. فمثلا يقضي أشهرا متساوية مع الأطفال لكي تعمل الأم تماما كما تعمل الأم عندما تكون فترة شغل الرجل. وقد أصبحت هذه الأخلاقيات التي سنتها الحكومات على هوى الشعوب التي أنتخبتها جزء لا يتجزأ من البناء السيكولوجي. وأصبح من المعتاد أيضا أن يتساوى الزوجان في حق الطلاق، تطلق هي أو يطلق هولا فرق، فالزواج يبدأ بقبول الطرفين لفكرة أن لا داعي للغضب إن قرر الشريك أن يخرج من الباب أو يتصل بالهاتف ليقول لقد قررت أن أطلق و أوكلت المحامي بإنهاء الإجارات القانونية.  طبعا من الهم التنبيه إلى أنه في مجتمع السويد مثلا لا يحصل الزواج في الغالب إلا فيما بعد الثلاثين، سواء بالنسبة للإناث أو للرجال. كما لا ينجب الأبناء إلا في هذه المراحل من العمر في الغالب.  لن أخوض في الآثار البيولوجية، و الوراثية على الأطفال، ولا على الآثار النفسية التي يسببخها هذا للأجيال الصغيرة. ذلك موضوع آخر ومادة أخرى رغم أنها مرتبطة بالموضوع. كما لن أتكلم عن مظاهر الوحدة المميتة التي يعشها الآباء و الأمهات وهم يتلقون عناية مركزة من الدولة و تجاهلا و غيابا دائما من الأبناء في مراحل تقدم العمر وضعف الجوارح.  بما أن السويد مثلا من أغنى الدول، وبما أنها دولة خيرية، أي تتولى توفير كل شيئ للمواطنين، فمن المفترض أنه في عالم المساواة هذا يعيش الناس عالما من السعادة الغامرة. الأرقام تقول غير ذلك. السويد هي الأولى من حيث نسية الطلاق، وقد تربعت على عرش نسب الطلاق في عالم ٢٠١٣ بنسبة ٥٥٪، ومع أنها ليست على قمة معدلات الإنتحار فإنها تعرف نسبة إنتحار كبيرة، تزيد على ١٢ في الألف. طبعا المساواة التامة بين الرجال و النساء، خلقت بعض المعضلات النفسية، المضحكة، لكلا الجنسين. فالرجال الذين يرغبون في إظهار رجولتهم يتوجب عليهم إظهارها بتقمص دور المساواة مع المرأة و المرأة التي تريد التساوي مع الرجل تبحث عن ما يميزه كرجل. ولذا يبقى بين وضع الرجل ورفعها مهابط ومصاعد للمشاعر و الهرمونات.  السياق العالمي: في العالم الذي يتزايد فيه التحرر يزداد الإنتحار عالميا بمعدل ٦٠٪ في الخمسة و الأربعين سنة الماضية. ثم إن محاولات الإنتحارات تبعا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية تفوق بواحد وعشرين ضعفا أعداد الناس الذي نجحوا فعلا في الإنتحار. أي أن أعداد الراغبين في الخروج من العالم المتحضر يفوق بأضعاف مضاعفة عدد الراغبين في البقاء فيه. وإذا ضفت إلى هذا من لم أبقوا محاولات إنتحاراهم أو تفكيرهم في الإنتحار سرا، فإنك أمام عدد هائل. وعلى أي حال فإن المعدل العالمي لمن ينجح في الإنحار كل سنة هو مليون. وهذا أكبر من ضحايا أي حرب في عام واحد، منذ الحرب العالمية الثانية وإلى يومنا هذا.  لا يوجد تفسير للانتحار: الدراسات التي أجريت على ما سميت عقدة السعادة و الإنتحار، أي كثرة الإنتحار في مواطن تعرف بالسعادة المادية، تظهر أن المسألة لا علاقة لها بما كان الناس يعتقدون سابقا من أن للظلام وقلة الشمس في بعض البلاد الغنية يد في الأمر. فنفس العلاقة بين السعادة المادية و الإنتحار توجد في بلد مثلا كالولايات المتحدة التي تتمتع في معظم أجزائها بقدر معتبر من الضوء في معظم أيام السنة. وقد وضع الباحثون فرضية أخرى أن الناس الذي لا يشعرون بالسعادة يعيشون بجنب أناس أكثر سعادة وهو ما يدفعهم إلى المزيد من الإكتئاب و إلى التفكير في التخلص من حياتهم. 

قد لا يكون للطلاق و الانتحار علاقات مباشرة بواقع المساواة أو بطلبها أو بطبيعة النظرة التي ينظر بها العالم اليوم لعلاقات الرجال و النساء، إلا أن مجرد المساواة لا يخلق لا أسرا أكثر أستقرارا ولا مجتمعا أكثر سعادة.  إن مظاهر التحرر اليوم أكثر، ومظاهر السعادة اليوم أعم، لكن العالم يفتقد إلى جوهر هذين.

 

 

نقلا عن صفحة الكاتب..

أكذوبة حقن الدماء/ماهر إبراهيم جعوان
الخميس, 01 مايو 2014 01:50

altأيدتم الانقلاب حقنا للدماءناصرتم الحاكم المتغلب وما هو بمتغلب حقنا للدماءبينما تنازلتم عن الحاكم الشرعي حقنا للدماءباركتم قتل المعتصمين حقنا للدماءصمتم عن فرية جهاد النكاح حقنا للدماءبينما سترتم الزاني والزانية بثيابكم حقنا للدماءدافعتم عن جهاد الكارتيه حقنا للدماء

التفاصيل
تبييض الأموال وتبيض الانقلابات/د.أحمد الريسوني
الثلاثاء, 22 أبريل 2014 20:39

د.أحمد الريسونيتبييض الأموال، أو غسل الأموال، ويقال غسيل الأموال، يراد به نقل الأموال المكتسبة بطرق غير مشروعة، من صفتها اللا شرعية واللا قانونية، إلى حالات واستعمالات تؤدي إلى طمس صفتها الأصلية، والتوصل إلى إكسابها الصفةَ الشرعية والوضع القانوني السوي.

التفاصيل
مَشاهد مُثيرة ومؤثِّرة/آلاَّ بن محمدن بن منيه
الاثنين, 21 أبريل 2014 20:46

alt

 

طالعتنا بعض وسائل الإعلام بصورة لآثار دمار وخراب ألحقه العدو الصهيوني الغاصب بالمسجد الأقصى.

"وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ" المائدة: 64 (المعنى هو: اليهود)

التفاصيل
منكر إغلاق جمعية المستقبل/الإمام أحمد ولد أحمد طالب
الاثنين, 21 أبريل 2014 07:09

الإمام أحمد ولد أحمد طالب

الحمد لله الذي ميز المؤمنين عن الكفار، وفضل القائم على حدود الله على الواقع فيها من العصاة والجار، وأشهد أن لا إله إلا الله الذي يكور النهار على الليل ويكور الليل على النهار، الذي جعل حق المعروف أن يعرف وحق المنكر الإنكار، وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله الذي تصدى للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بكل حزم وإصرار، صلى الله ليه وعلى آله وصحبه ما تعاقب الليل والنهار.

التفاصيل
شهادة الأرقاء.. وجهة نظر/د.التراد ولد محمدو
الاثنين, 14 أبريل 2014 14:41

د.التراد ولد محمدو

في هذه المعالجة سأتوقف عند مسألة مثيرة اشتهرت في المتون الفقهية واعتمدها الكثيرون دون مراجعة لتأصيلها النصي ، وهذه القضية ما يعرف بشهادة الأرقاء في القضايا، وهي قضية يبدو أنها صارت مسلمة فقهية لا تخضع للمساءلة النقدية والمراجعة الاجتهادية، على ضوء الأدلة الشرعية والمقاصد العامة للدين الإسلامي، لاشيء فيما أعتقد يمنع من غربلة التراث الإسلامي وقضاياه الفقهية والتاريخية وتوضيح بعض الإشكالات والتصوارت الموروثة فقهيا دون سند شرعي، ولعل القضية المطروحة حاليا للمساءلة النقدية أوضح مثال على الحاجة الماسة للمراجعة التراثية، وهذه مساهمة لإثارة النقاش، أجملها في ملاحظات أساسية:

التفاصيل
شذا البيطار لقتل من سب سيد الأخيار/ المصطفى ولد إدوم
الأحد, 13 أبريل 2014 15:49

المصطفى ولد إدوم

بسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله على نبيه الكريم                    

{ رب اشرح لي صدري * و يسر لي أمري * و احلل عقدة من لساني يفقهوا قولي }  

{ سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم } 

الحمد لله القائل { قل أبالله و آياته و رسوله كنتم تستهزئون ، لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم } و صلى الله على النبي الحبيب خاتم النبيئين و إمام المرسلين و قائد الغر المحجلين القائل : [ الدين النصيحة " قلنا لمن يا رسول الله ، قال : " لله و لكتابه و لرسوله و لأئمة المسلمين و عامتهم " ] حديث مشهور مشتهر صحيح بدأ بصيغة حصر : " الدين النصيحة " و قد بين ذلك إمام علم البلاغة عبد القاهر الجرجاني حيث بين ذلك في أسرار البلاغة  ، و كذلك هو الحال عند الأصوليين .

و لقد تقززت كثيرا من دعاوي بعض الفقهاء الذين بدلا من أن ينصروا الرسول المعصوم الحبيب الشفيع صلى الله عليه و سلم دعوا إلى الوهن تحت ذريعة ضرورة تعطيل الأحكام محتجين بأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم يقطع يد سارق عام الرمادة و كذلك تركوا نفي الزاني الأعزب بسبب تنصر من نفي من قبل فزعموا أن الحكام لا يمكنهم تطبيق الحدود بسبب الضغوط الدولية و حقوق الإنسان و إني أرى خطر هؤلاء أخطر على المجتمعات الإسلامية من منظمات حقوق الإنسان و الدول الكفرية و ذلك لأن زلتهم أكبر من زلات العدو الكافر و قد حذر منها قديما فقهاء الأمصار .

و لقد فرض مني الواقع المعاش تحرير هذه السطور لأبرأ إلى الله مما روجته وسائل الأنباء من فتاوى هؤلاء الفقهاء فإن وزنهم يخف أمام مخالفتهم لمسائل الإجماع المدعمة بالوقائع المعاشة و تقرير منظمة العفو الدولية في الصادر في ابريل سنة 2014  و الموجود في بريدنا الألكتروني .

فالمسلمون عبارة عن جسم واحد يتألم بما يتألم منه عضو من أعضائه ويترنم إذا عاش الرخاء واتباع الشرع والوفاء لذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم «لا يتم إيمان أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه». هكذا ينبغي أن يكون المسلم يرتاح إذا سمع ما يسره عن إخوانه المسلمين ويتألم إذا سمع عنهم ما يؤلم أو يحسر؛ كما ينبغي أن يتألم أكثر فأكثر إذا سمع عن جماعة من المسلمين ما يخالف الشرع  أو ما فيه ضرر أكبر للمسلمين انطلاقا من قوله صلى الله عليه وسلم «انصر أخاك ظالما أو مظلوما» رواه أنس، وجابر، وابن عمر ونص الحديث من رواية جابر رضي الله عنهما قال «اقتتل غلامان: غلام من المهاجرين، وغلام من الأنصار فنادى المهاجري يا للمهاجرون، ونادى الأنصاري يا للأنصار، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «ما هذا؟ دعوى أهل الجاهلية؟» قالوا: لا، يا رسول الله إلا أن غلامين اقتتلا، فكسح أحدهما الآخر، قال: « فلا بأس، ولينصر الرجل أخاه ظالما أو مظلوما، إن كان ظالما فلينهه، فإنه له نصر، وإن كان مظلوما فلينصره» أخرجه أحمد ومسلم والدارمي، وفي رواية أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أنصر أخاك ظالما أو مظلوما» فقال رجل، يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوما، أرأيت إن كان ظالما كيف أنصره؟ قال: «تحجزه أو تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره» أخرجه البخاري والترمذي وفيه «تكفه عن الظلم فذاك نصرك إياه» وقال الترمذي حسن صحيح .

 و إن من سب نبينا و حبيبنا و شفيعنا لا يمكنه أن يفلت من العقاب الذي نص عليه الإجماع المتيقن فقد نقل ابن فرحون في تبصرته  الموسومة " تبصرة الحكام بأصول الأقضية و مناهج الأحكام " حيث قال في ( فصل ) : " و كذلك الحكم في سب الأنبياء

 عليهم الصلاة و السلام : " قال القاضي عياض : " من سب النبي صلى الله عليه و آله و سلم أو عابه أو ألحق به نقصا في نفسه أو نسبه أو دينه أو خصلة من خصاله أو عرض به أو شبهه بشيء على طريق السب و الإزدراء عليه ، أو النقص لشأنه أو الغض منه و العيب له فهو ساب تلويحا كان أو تصريحا ، و كذلك من لعنه أو دعا عليه أو تمنى مضرة له ، أو نسب إليه ما لا يليق بمنصبه  على طريق الذم أو عبث في جهته العزيزة يستخف من الكلام أو بشيء مما جرى من البلاء و المحنة عليه ، أو غمصه بشيء من العوارض البشرية الجائزة و المعهودة لديه قتل ، قال : و هذا كله إجماع من العلماء و أئمة الفتوى من لدن الصحابة رضوان الله تعالى عليهم إلى هلم جرا . "

و بعدما بينا حكم من سب النبي صلى الله عليه و سلم و أنه محل إجماع لا يحتاج لرأي فقيه فأين الخوف أو التخويف من منظمات حقوق الإنسان أو ضغوط الحكام الغربيين و قد توصلنا بآخر تقرير حول الأحكام بالإعدام في العالم من منظمة العفو الدولية في نشرة إبريل 2014 م حيث بينت أنه تم تنفيذ الإعدام سنة 2013 في 778 إنسانا موزعة كالتالي : 1/ إيران : أعدمت 369 ، تليها  2/ العراق حيث أعدمت 169 ، تليها 3/ المملكة العربية السعودية حيث أعدمت 79 ، تليها 4/ الولايات المتحدة الأمريكية حيث أعدمت 39 تليها 5/ الصومال حيث أعدمت 34 ثم 15 ، تليها 6/ الجمهورية السودانية حيث أعدمت 21 ، تليها 7/الجمهورية اليمنية حيث أعدمت 13 ، تليها 8/ اليابان أعدمت 8 ، تليها 9/ الكويت حيث أعدمت 5 ، تليها 10 / تيوان حيث أعدمت 6 ، تليها 11/ جنوب السودان حيث أعدم 4 ، تليها 12/ السلطة الفلسطينية حيث أعدمت 3 ، ثم 13 و 14 و 15 / ماليزيا و أفغانستان و بانغلادش كل واحدة منها أعدمت 2 ، الخ ...

و خلاصة القول إذا كانت منظمة العفو الدولية تدعو هذه الدول إلى القضاء على الإعدام ، فإن السيادة الوطنية تقتضي من كل دولة أن تقوم بتطبيق و تنفيذ قوانينها لأن الكل تحت القانون يجب أن يطبق عليه بما في ذلك القضاة أنفسهم . و إن مسألتنا و هي سب قدوتنا و حبيبنا و شفيعنا المبلغ عن الله الشرع القويم الهادي إلى الصراط المستقيم محل إجماع متيقن فلا نحتاج إلى فقيه و لا متفقه ليبين لنا حكمها ، بل صخرة يتحطم عليها كل من خالف الإجماع لاتباع هوى أو غرض ما ، نسأل الله السلامة و التقيد بالشرع و خاصة مسائل الإجماع ، لذلك ألفنا كتاب " الإشعاع و الإقناع بمسائل الإجماع " مع أدلته من الكتاب و السنة في ثلاث مجلدات نخضع له اجتهادات من ادعى الاجتهاد ، فما خالفها ضربنا به عرض الحائط لأن فتياه مترددة بين الردة و الحرام و هما خصلتا سوء نسأل الله السلامة ، قال القاضي محمد بن محمد بن عاصم في نظمه " مرتقى الأصول إلى علم الأصول " :

وإن الإجماع لأصل متبع  *   في كل حين وبحيث ما وقع *

وإن يخالف من له اعتبار  *  فما لإجماع  به استقرار*

إلى أن قال في : فصل في التصويب والتخطئة :

وإنه لمخطئ إجماعا    *    مكفر إذ خالف الإجماعا *

وبعض ما لم ندره ضروره  *   وهو من المسائل المشهوره *

قد أجمعوا عليه في الأمصار  *  في سائر البلاد والأقطار*

فالمتصدي لاجتهاد مخطئ   *   مفسق بمثله لا يعبأ *

وسائر الفروع وهو ما اختلف  *  فيه والاجتهاد فيها قد ألف *

و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار .

كتبه العبد الفقير إلى الله : المصطفى ولد إدوم داعية مستقل و باحث في العلوم الشرعية

<< البداية < السابق 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 التالي > النهاية >>

الصفحة 9 من 22

السراج TV