شبهات حول الإسلام / د. الشيخ ولد الزين ولد الإمام
الأربعاء, 22 يناير 2014 17:04

altبسم الله الرحمن الرحيم صلي الله علي النبي الكريم

لقد تساءل خالد محمد خالد وحق له أن يتساءل

عن سر عظمة هذا النبي

فأي معلم كان وأي إنسان .. ؟ ؟

هذا المُتْرَعُ عظمة ، وأمانة ، وسمواً .. ؟

ألا إن الذين بهرتهم عظمته لمعذورون ..

وإن الذين افتدوه بأرواحهم لهم الرابحون .. !

التفاصيل
مقالات الملحدين (1) / سعدن ولد أحمدو ولد حمّـَينّ
الأربعاء, 15 يناير 2014 23:09

altكنت إلى وقت قريب أعزف عن الكتابة في موضوع الإلحاد والملحين، ليس خوفا من خَيْلِهم ورَجْلِهم، فهم أَوْهَنُ مقالةً من بيت العنكبوت، وأَدْحَضُ حجةً من المُحَّاجِّين في الله من بعد ما استجابت له طائفة ُ المؤمنين.

كنت أحجم عن الكتابة في هذا الموضوع، وأنا متيقن من أن الواجب على كل شخص مهما كان صغيرا أو كبيرا أن ينهض من موقعه ويدفع شُبه أولئك الذين سوَّلت لهم أنفسُهم استلابَ الدين بدعوى العلم والتعقل، واحتكارَ الدنيا باسم التقدم المادي والحداثة. لكني تركت خوض غمار الرد لإفساح الطريق لمن هم أوسع مني باعا وأعلم بخبايا خطاب القوم ومداخيله، أوَّلَا. ولأني خِلـْتُ غرسَ شجرة خبيثة على أرض طيـِّبة مثل موريتانيا مآلـُه الاجْتِثاثُ، ثانيَّا. أما وقد قدّر الله ما كان،  وبدأت أغصان تلك الشجرة تنمو شيئا فشيئا، وتمتد كل يوم شبرا، نهضت بدافع الغيرة الدينية والعقلية، للرد على ما أثمرتْ من فكر وترهات، خوفا من أن تَبْسُق أشجارٌ أُخَرْ، أخبثُ وأضرْ، وأَرْدَأُ في طلعِها وأَمَرْ. آخذا مقالات القوم أصحابِ العقول المكسورة، بالتنقيب والتدقيق، سابرا أغوارها، مبينا ما اشتملت عليه من المغالطات الجَمَّة، التي لا تَرْقُبُ في العاقل إِلًّا ولا ذِمَّة. مستعينا بالله تعالى في تتبعها ونسف شبهتها، فهو حسبي ونعم الوكيل. وقبل أن أورد هنا أولى مقالاتهم، أود الإشارة والتنبيه على حقائق ثلاث: الحقيقة الأولى: أن اللَّائِكِينَ الجدد للإلحاد، ما أتوا بجديد، فقد شهد تاريخ المسلمين موجة من المشككين في الدين أكبر وأشد شراسة، وما فتئت تضمحل وتتلاشى تحت ضربات الحجج القاطعة، والبراهين الساطعة.

الحقيقة الثانية: أن ظاهرة الإلحاد دائما ما تظهر في المجتمعات التي تشهد نهضة فكرية أو ثقافية، ولا يحسب الدارسون أنها مرتبطة فقط بالمجتمعات الدينية، بل ارتبطت أيضا بالمجتمعات التي شهدت نهضة عقلية وفلسفية كالمجتمع اليوناني. فقد ظهرت في اليونان مجموعات السفسطائيين، الذين يمكن اعتبارهم نوعا من الملحدين في القوانين العقلية السائدة  . وما لبث ألئك أن اضمحلوا ومجـّت أفكارَهم النفوس. وعلى هذا فلا تستغرب ـ أيها القارئ الكريم ـ إن سمعْتَ في قابل الأيام إلحادا على "العلم" وحقائقه، الذي كثيرا ما تشدق الملحدون باتباعه. الحقيقة الثالثة: أن مفهوم الإلحاد كما المفاهيم المرتبطة به، شابَهُ غموضٌ على مر التاريخ الإسلامي، جعله ينحصر في إطلاقين: الأول: إطلاق أولائك الذين جعلوا من محاربة الإلحاد مطيّة لمحاربة كل أنواع المخالفين سواء خالفوا في الأصول، أو الفروع، وقد لعبت السياسة دورا كبيرا في هذا الصدد، فقـُطعت رقاب ورؤوس، وعُذب أشخاص ونفوس، والتاريخ مليء بالأمثلة على ذلك وخصوصا حقبة ملوك بني العباس. الثاني: إطلاق انتهجه كثير من الناس في القديم والحديث، وهو حصر معنى الإلحاد وتقزيمه حتى لا يكاد يفهم عند إطلاقه، لدلالته عندهم على عدم، فكأن المفهوم في واد، والإطلاق في واد. فإذا أردت وصف أحد ما بأنه ألحد، صبوا عليك جام الغضب والنكير، وكأنك أتيت أمرا نكرا، وكأن لا وجود للملحدين على وجه الأرض. ولْنَعْمَد بعد التنبيه إلى الحديث عن أولى مقالات الملحدين:

المقالة الأولى: "لا نبوة ولا نبي". هذه المقالة تشكل إحدى ركائز الإلحاد، بل المنطلق الأساس الذي نشأ عنه الإلحاد العربي، كما يرى الدكتور عبد الرحمن بدوي، رحمه الله وعفى عنه . إن فهم كل ما يجري من سب وتنقص من مقام النبوة صلى الله على صاحب المقام وسلم، مرتبط شديدًا بفهم الأصل الذي بني عليه، ومعرفة أسسه وأسبابه. وإن نقض عروة من عرى ذلك الأصل لكفيلة بنقض ما ترتب عنه من تفريعات. إذا علمت هذا، فاعلم أن أول من قال بهذه المقالة، هم المبراهمة، وتعلقت بمقالتهم طائفة من الملحدين ظهروأ في تاريخ الأمة الإسلامية، وعلى رأسهم: ابن المقفع، وأبو نواس، وابن الريوندي، وأبو بكر محمد بن زكرياء الرازي ـ الطبيب والكيميائي المعروف ـ  وغيرهم ممن تراوحت مواقفه في الإلحاد بين الجحود والصدع. وكان الرازي من أكبر المنظرين لنفي النبوة مُحيلا وجودَها وإمكانَها، بأدلة ـ زعم ـ عقلية وواقعية، تقوم على أسس وأركان، أوردها د / عبد الرحمن بدوي، أطنب في إيرادها وأسهب، ثم لخصها في أسس ثلاث: الأساس الأول: العقل يكفي وحده لمعرفة الخير والشر، والضار والنافع في حياة الإنسان، وكافٍ وحده لمعرفة أسرار الألوهية، وكاف كذلك وحده لتدبير أمور المعاش وطلب العلوم والصنائع، فما الحاجة بعد إلى قوم يُختصون بهداية الناس إلى هذا كله؟ الأساس الثاني: لا معنى لتفضيل بعض الناس واختصاص الله إياهم بإرشاد الناس جميعا، إذ الكل يولدون وهم متساوون في العقول والفِطَن، والتفاوت ليس.. في المواهب الفطرية والاستعدادات، وإنما هو في تنمية هذه المواهب وتوجيهها وتنشئتها. الأساس الثالث: الأنبياء متناقضون في بينهم، وما دام مصدرهم واحدا، وهو الله في ما يقولون، فإنهم لا ينطقون عن الحق، والنبوة بالتالي باطلة . تلك هي الأسس التي بنى عليه الرازي مذهبه، هو ومن تقدمه وتبعه، وسأختصر الرد على كل أساس لضيق المقام. فأما الأساس الأول فظاهر التهافت والبطلان، وذلك أن إدراك العقل لكل الأشياء على حقيقتها، ومن ثم إدراك حسنها وقبحها، أصل غير سليم، لأن العقل يمكن خداعه، والتلاعب به. فهب أن شخصا نام ـ على طريقة حجة الإسلام الغزالي في الاستدلال ـ ثم رأى رؤيا، فهو في حال نومه لا تراوده الشكوك في أن ما يراه حقا، فإذا استيقظ وظهر له غير ما ظن، عرف أن ما كان فيه حلما. فالعقل إذا يمكن خداعه والتلاعب به، وليس إدراكه لكل الأشياء على إطلاقه. وهب أن شخصا صالحا لجأ إليك من عدو يلاحقه فسترته، فجاء العدو يسأل عنه، فهل الأحسن أن تريهم مكانه؟ أم تكذب عليهم؟ فإن أبنت مكانه فعلت فعلا يستهجنه العقل، وإن كذبت عليهم فعلت فعلا يستهجنه العقل أيضا. فليس إذا مجرد العقل كاف ٍ لإدراك حسن كل الأشياء وقبحها، بل من الأشياء ما يدرك حسنه بالعقل وقبحه، ومنها ما يحتاج إلى بينة أخرى. وما اختلاف العادات والميولات والطباع إلا مثال على ذلك. وأما الأساس الثاني: فهو في غاية السفسطة، وذلك لأنا لا نقر لك ولا نسلم أن الناس ولدوا سواسية في الإدراكات وفهم المدركات، وإن سلمنا أنهم يولدون بقابلية الإدراك. فإن قلت: بلى، لقد ولدوا كافة بنفس الإدراك إلا أنهم يختلفون في الاستعداد والتهيئة للمعرفة وقبول الأدلة؟ قلنا: ألا يعد هذا اختلافا أيضا؟ وأما الأساس الثالث: فغير سليم أيضا لوجوه كثيرة ليس هذا موضع نشرها. لكن هب جدلا أنهم متناقضون، فهل هذا ينفي الحقيقة، بمعنى هل إذا تناقض لديك زيد وعمرو في مسألة ما، هل هذا وحده كافٍ لنسف المسألة المدعاة من الأساس؟ أم لا بد من قرائن أخرى تثبت صدق أحدها. فإن قلت تناقضهما كاف ٍ، فأنت غير عاقل، وإن قلت لا بد من قرينة أخرى قلنا لك: هذه القرينة هي التي نريد وهي التي نطلق نحن عليها: المعجرة، واطلق عليها أنت ما شئت، حتى يكول لذلك موضع آخر. ولكل مقام مقال.

التبيين لتهافت مراجع البنتاكون والعلمانيين (نقاش لأدلة حد الردة) / محمدن بن الرباني
الثلاثاء, 14 يناير 2014 18:12

altما إن تلقف الغرب مشعل الريادة الحضارية للبشر، حتى انطلق يغزو بقية الشعوب، ولم يكن حظ العالم الإسلامي من الغزو الغربي أبخس الحظوظ، وهو غزو طال مختلف جوانب الحياة، وتلونت أشكاله، وكان الغزو الفكري أشد أنواعها استفحالا وتأثيرا

 وامتدادا، حتى رأينا في العالم العربي الإسلامي من يجاهر بضرورة التخلي عن القيم الموروثة والتحلي بالقيم الغربية بقضها وقضيضها، لنعيش تقدما وازدهارا كما نظر لذلك طه حسين في مستقبل الثقافة العربية بمصر، وحتى وجد من يردد أقوال أشد المستشرقين حنقا على الإسلام وكأنها مسلمات ضرورية من التفاهة والبدائية نكرانها، وظهر من يعتبر القرآن وثيقة تاريخية، يقول نصر حامد أبو زيد: "الواقع إذن هو الأصل ولا سبيل لإهداره، من الواقع تكون النص، ومن لغته وثقافته صيغت مفاهيهمه، ومن خلال حركته بفاعلية البشر تتجدد دلالته، فالواقع أولا، والواقع ثانيًا، والواقع أخيرًا، وإهدار الواقع لحساب نص جامد ثابت المعنى والدلالة يحول كليهما إلى أسطورة" (الخطاب الديني)

التفاصيل
الفقيه والمجتمع في الحواضر الصحراوية : محمد يحيى "الفقيه" ومجتمع «ولاتة» نموذجا
الثلاثاء, 14 يناير 2014 00:19

altالحواضر الصحراوية:

شهدت منطقة الغرب الإفريقي ظاهرة "الحواضر الصحراوية"، أو "مدن القوافل" في مرحلة مبكرة من تاريخ التواصل الصحراوي السوداني.  ولعل النموذج الأولي لهذا النمط العمراني بأبعاده الاقتصادية والثقافية كان حاضرة "غانة" نفسها التي كانت تنقسم إلى مدينتين: مدينة الملك ومدينة التجار المسلمين. في المدينة الأخيرة كان للفقهاء دور كبير في إقامة الشعائر الدينية وتقنين المعاملات التجارية، بمراعاة أحكام الشريعة الإسلامية، دون تدخل من سلطات غانة الوثنية.    تعرضت دولة غانة في منتصف القرن الهجري الخامس لأزمة متعددة الأبعاد أدت إلى تقويض النموذج الثقافي الغاني القائم على التعايش والاختلاط بين الأديان (الإسلام والوثنية)، والمذاهب (السنة والشيعة) والأعراق (السودان والبربر والعرب) والإثنيات ( صنهاجة وزناتة).   وتجسد رد الفعل المعارض لهذا النموذج في حركة طهرية إسلامية هي حركة المرابطين التي هاجمت أطراف الدولة الشمالية فحطمت أودغست كبرى مدن التجار المسلمين، حيث يذكر البكري أن المرابطين "استباح(وا...) حريمها وجعلوا جميع ما أصابوا فيها فيئا (...)، وإنما نقموا عليهم أنهم كانوا تحت طاعة صاحب غانة وحكمه"[[1]]url:#_ftn1 .   وبالمقابل، نشأت في جنوبي الدولة الهرمة حركة طهرية مضادة ذات منزع وثني، هي حركة الصوصو المناوئة للسياسة الغانية المنفتحة على المسلمين. والمفترض أن الصوصو هم من أخضع غانا الوثنية وحطم مدينة غانا الإسلامية. 

التفاصيل
لا تاخذكم بــ"المتطاول" و"المرتد" رأفة في دين الله / محمد ولد بتار ولد الطلبة
الاثنين, 13 يناير 2014 23:42

altبسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على نبيه الكريم وبعد 

فقد أجمع الصحابة رضوان الله عليهم والتابعون ومن بعدهم من علماء الأمة رحمهم الله تعالى على أن من سب النبي صلى الله عليه وسلم أو آذى تصريحا أو تعريضا يتعين قتله.

وهذه نصوص العلماء في ذلك :

التفاصيل
الردة: بين الخروج من الإسلام والخروج عليه/د.عبد الله ولد بمب
الاثنين, 13 يناير 2014 03:22

د.عبد الله ولد بنبفي خضم موجات الغضب التي تشهدها موريتانيا ضمن ما يعرف بالمقال المسيء، يبرز من جديد موضوع «حد الردة» هذا الحد الذي عمت البلوى بقراءاته الخاطئة، بما في ذلك التوظيف السياسي للحد لتصفية الخصوم السياسيين فكرياً وبدنياً أو هما معاً بحجة الردة «وفتنة القول بخلق القرآن» خير مثال على ذلك، ففي دور سيطرة المعتزلة تمت تصفية خصومهم من السنة وعلى رأسهم علماء كبار أجلاء من أمثال أحمد بن نصر الخزاعي لتقوم الضحية بعد ذلك هي الأخرى بتصفية خصومها بنفس «الحجة» فيقتل محمد بن عبد الملك بن الزيات الذي سعى في قتل أحمد بن نصر الخزاعي وفي الأندلس والغرب الإسلامي لن تعدم ضحايا هذا الحد من أمثال ابن الأبار القضاعي صاحب كتاب "التكملة" لكتاب الصلة لابن بشكوال، وكاد سيف الردة أن يعصف برأس شيخ المالكية ابن زرقون صاحب كتاب المعلى في الرد على المحلى.

 

فكيف يمكن فهم هذا الحد وتطبيقه انطلاقاً من الشريعة، واستلهاماً لروح الحرية الدينية التي كرسها الإسلام، بعيداً عن المطامح والأهواء السياسية.

 

بداية نحن لا نهدف من هذا المقال إلى نفي هذا الحد جملة وتفصيلاً، ولا نستطيع ذلك، ولا نقره وإنما نسعى إلى قراءة مقاصدية تجمع بين الأدلة التي قد تبدوا للبعض متضاربة، في حين أن الجمع بينها الأدلة هو الذي يعطينا رؤية واضحة وقراءة شرعية «للحد»، بحيث لا يبقى مطية للأهواء والأغراض السياسية أياً كانت، فالجمع بين مختلف الأدلة، والسياقات التاريخية لها، هو فيصل التفرقة بين الردة التى توجب القتل حداً وإلى الردة التى لا توجب ذلك، بمعنى الردة التي يعتبر صاحبها مفسداً في الأرض ومحارباً يهدد كيان المجتمع الإسلامي ووجوده، وبين المرتد غير المفسد الذي تقتصر ردته على اعتقاده الشخصي دون أن يخرج على وحدة الجماعة المسلمة، أو يرفع السلاح عليها محارباً، أو قاطعاً للطريق، أو داعياً لفكر من شأنه هدم المجتمع الإسلامي وتقويضه .

 

القرآن والحرية الدينية

في القرآن الكريم آيات كثيرة لا تعد ولا تحصى تدور كلها حول حق الإنسان في الحرية الدينية، وعلى أنه لا سبيل لبعض الناس على بعض في الاعتداء على هذا الحق المقدس، قال تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}.   سورة النحل: 125.

 

وقال تعالى: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} سورة العنكبوت: 46، وقال تعالى:{وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ} سورة يونس: 99، والاستفهام في قوله تعالى: {أفأنت}، للانكار، والإنكار معناه النفي، فهو لنفي الإكراه على الايمان، لأنَّ الدين لا يكون بالإكراه.

 

وقوله تعالى: {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا} سورة الكهف: 29، وهي صريحة في ترك الإيمان والكفر لمشيئة الإنسان، وليس عليه عقاب دنيوي يكره عليه، لأنه ليس له على الكفر إلا ما أعده الله له في الآخرة من العذاب .

 

وقوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} آل عمران: 177، وقوله تعالى: {لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم} سورة البقرة: 256، وقد قيل إنها نزلت في رجل من الأنصار من بني سالم بن عوف يقال له الحصين، كان له ابنان نصرانيان، وكان هو مسلماً  فقال للنبي صلي الله عليه وسلم ألا أستكرههما، فإنهما أبيا إلا النصرانية، فأنزل الله الآية، وقيل إن النساء كن في الجاهلية ينذرن تهويد أولادهن ليعيشوا، فلما أسلم أهل المدينة أراد من لهم منهم أولاد على دين أهل الكتاب أن يكرهوهم على الإسلام فنزلت الآية، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "لقد خير الله أصحابكم، فإن اختاروكم فهم منكم، وإن اختاروهم فهم منهم".

 

فالدين هداية اختيارية للناس، تعرض عليهم مؤيدة بالآيات والبينات ، والرسل رضوان الله عليهم لم يبعثوا جبارين ولا مسيطرين وإنما مبشرين ومنذرين، والإيمان وهو أصل الدين إذعان النفس وخضوعها، ويستحيل أن يكون بالإكراه، وإنما يكون بالبيان والبرهان، وعلماء الإسلام قد أجمعوا على أن إيمان المكره باطل لا يصح.

 

حكاية الإجماع على قتل المرتد

رواية الإجماع على قتل المرتد: قال ابن عبد البر في التمهيد (5/306) في الكلام على حديث "من بدل دينه فاقتلوه" وفقه هذا الحديث أن من ارتد عن دينه حل دمه وضربت عنقه، والأمة مجمعة على ذلك، وإنما اختلفوا في استتابته وفي قتل المرتدة.

 

والحقيقة أن رواية الإجماع هنا ضعيفة لوجود المخالف لها من مختلف العصور فقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا يقول بقتل المرتد حسب الروايات المروية عنه وإنما يقول باستتابته وحبسه من ذلك ما ذكره ابن عبد البر نفسه في التمهيد (5/308) عن أنس بن مالك أن نفرا من بكر بن وائل ارتدوا عن الإسلام يوم تستر، ولحقوا بالمشركين فلما فتحت قتلوا في القتال، قال: فأتيت عمر بفتحها فقال: ما فعل النفر من بكر بن وائل؟ فعرضت في حديث لأشغله عن ذكرهم، فقال: ما فعل النفر من بكر بن وائل؟ قلت: قتلوا، قال: لأن أكون أخذتهم سلماً أحب إلي مما طلعت عليه الشمس من صفراء وبيضاء، قلت: وهل كان سبيلهم إلا القتل، ارتدوا عن الإسلام ولحقوا بالمشركين؟ قال: كنت أعرض عليهم أن يدخلوا في الباب الذي خرجوا منه، فإن فعلوا قبلت منهم، وإلا استودعتهم السجن، وقد استعرض الخلاف في هذا الموضوع العلامة ابن حزم قال في المحلى بالآثار: (2/108- 109) كل من صح عنه أنه كان مسلماً متبرئاً من كل دين - حاش دين الإسلام ثم ثبت عنه أنه ارتد عن الإسلام، وخرج إلى دين كتابي، أو غير كتابي، أو إلى غير دين  فإن الناس اختلفوا في حكمه؟ فقالت طائفة: لا يستتاب - وقالت طائفة: يستتاب، وفرقت طائفة بين من أسر ردته وبين من أعلنها - وفرقت طائفة بين من ولد في الإسلام ثم ارتد  وبين من أسلم بعد كفره ثم ارتد، ونحن ذاكرون - إن شاء الله تعالى - ما يسر الله تعالى لذكره: فأما من قال: لا يستتابون فانقسموا قسمين: فقالت طائفة: يقتل المرتد، تاب أو لم يتب، راجع الإسلام أو لم يراجع، وقالت طائفة إن بادر فتاب قبلت منه توبته، وسقط عنه القتل، وإن لم تظهر توبته أنفذ عليه القتل، وأما من قال يستتاب، فإنهم انقسموا أقساماً فطائفة قالت نستتيبه مرة فإن تاب وإلا قتلناه، وبعد أن عدد الكثير من الأقوال قال: وطائفة قالت: يستتاب أبدا، ولا يقتل. والقول بالاستتابة الدائمة وعدم القتل هو المروي عن إبراهيم النخعي وكذلك سفيان الثوري، كما أن الحنفية يقررون أن المرتدة لا تقتل بلا خلاف بينهم كما يقولون بأن الصبي العاقل تصح ردته ولكن لا يقتل بل يحبس فقط (الكاساني /بدائع الصنائع: (7/134).

 

إمكانية الجمع بين الأدلة

والمتتبع لأدلة الفقهاء الفقهاء المجمعين على قتل المرتد يلاحظ اعتمادهم بشكل كامل على أدلة السنة النبوية، لا على النص القرآني، الذي أنذر المرتد بعذاب أليم في الدنيا والآخرة، وقد ترك طبيعة هذا العذاب الدنيوي مبهمة دون تفصيل، قال تعالى: {يَحْلِفُونَ بِاللهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ فَإِن يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَّهُمْ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الأَرْضِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} التوبة: 74.

 

ولا نريد في هذا المقال البسيط والمتواضع الدخول في جدل عقيم من قبيل اعتبار حديث "من بدل دينه فاقتلوه" حديث آحاد وإشكالية هل يفيد حديث الآحاد العلم أو العمل؟، ولا فيما قيل عن عكرمة مولى ابن عباس من ضعف وتجريح؟ ولا في هل السنة ناسخة للقرآن أم لأ؟ لأننا لن نخرج بطائل في هذه القضايا في ضوء الدليل، والدليل المضاد وفي حلقة مفرغة لا تؤسس لمعرفة وعلم ولا يمكن الخروج منها برأي حاسم.

 

فنحن نسلم بحديث "من بدل دينه فاقتلوه" ولكن في إطار عرضه على غيره من الأدلة الأخرى والتوفيق بينها سواء كانت أدلة قرآنية أو سنة عملية أو قولية، وكذلك عرضه على السياق التاريخي واللغوي، لإدراك الحكمة المعقولة المعنى التي قصدها الشارع بسن هذا الحد.

 

ونحن عندما نراجع الأدلة التي تساق من السنة بالإضافة للحديث السابق "من بدل دينه فاقتلوه" حديث عبد الله بن مسعود: "لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث النفس بالنفس، والثيب الزاني، والمارق من الدين التارك للجماعة"، وكذلك حديث أنس رضي الله عنه عن عكل وعرينة، لا نعدم عليها بعض المآخذ التي تطعن في الاحتجاج بها في قتل المرتد عموماً، فحديث ابن عباس: "من بدل دينه فاقتلوه" لا يمكن الجمع بينه وبين كثير من الآيات القرآنية التي أشرنا إليها في بداية المقال فيما يتعلق بالحرية الدينية وذلك من قبيل قوله تعالى: {لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي} سورة البقرة: 256، وقوله تعالى: {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًاأحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بيس الشراب وساءت مرفقتا} سورة الكهف: 29، وقوله تعالى: {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ} سورة يونس: 99.

 

إذن فمن خلال الجمع والمقارنة بين الأحاديث يمكن الخروج برؤية واضحة تؤسس لحكم شرعي مشترك يجمع الأحاديث، وينسجم مع هيمنة وحاكمية القرآن ومؤيد كذلك بالسياق اللغوي والتاريخي.

 

على أن حديث: "من بدل دينه فاقتلوه" ليس على عمومه عند كثير من الفقهاء، فقد استثنى منه الحنفية المرأة إذا ارتدت، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم مر على امرأة مقتولة فأنكر قتلها وقال: "ما كانت هذه لتقاتل" وحينئذ يكون عدم قتل المرتدة عند الحنفية لأنها لا تقاتل، فيكون قتل المرتد عندهم لأنه يقاتل، ولا يكون السبب في قتله ارتداده بل قتاله، وعلى هذا يمكن تخصيص هذا الحديث: "من بدل دينه فاقتلوه" بالمرتدين المقاتلين، فيكون قتلهم جزاء على قتالهم لا على ارتدادهم.

 

 وعبارة: "المارق من الدين التارك للجماعة" في حديث عبد الله بن مسعود السابق تصبح أكثر وضوحاً من خلال سنن أبي داود عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إلـه إلا الله وأن محمدا رسول الله إلا بإحدى ثلاث: رجل زنى بعد إحصان فإنه يرجم، ورجل خرج محاربا لله ورسوله، فإنه يُقتل أو يصلب أو ينفى من الأرض، أو يَقتل نفسا فيُقتل بها"، وعليه يصبح جلياً من السياق أن الردة المجردة من مفارقة الجماعة والحرابة لم تكن وحدها سببا لإقامة الحد الموجب للقتل، لكونها لا تهدد كيان المجتمع، ولا تعمل على هدم مقوماته، بحيث تكون عقوبتها تعزيرية موكولة إلى الإمام، والعكس صحيح، ويؤيد هذا الطرح كذلك حديث أنس رضي الله عنه عن عكل وعرينة، فلم تكن الردة السبب الوحيد في قتل الرسول صلى الله عليه وسلم لهم، بل لأنهم بقتل راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم وطردهم الإبل صاروا محاربين وقطاع طريق، فطبق عليهم حد الحرابة.

                                      

والمتأمل في السياق اللغوي يلاحظ أن عبارة: "ترك الدين" وردت بشكل مطلق،و خُصِّصت بمفارقة الجماعة وسيقت بعد: "التارك لدينه" بدون واو العطف، ولنا أن نتصور الجملة مع واو العطف لتصبح كالتالي: "التارك لدينه والمفارق للجماعة" عندها سيتمحض لدينا الدليل بأن من ترك الدين وحده عد سبباً قائماً لقتله حداً، وهو ما لا يفهم قطعاً من الحديث لعدم وجود العاطف، والقاعدة الأصولية أن المطلق يحمل على المقيد، مثلما أن العام يحمل على مُخصصه، وعليه فحتى السياق والدلالات اللغوية تؤيد كون المرتد الذي يقام عليه الحد هو المرتد الذي تقترن ردته بالفساد ومحاربة الأمة والخروج عليها.

                           

فالاستدلال به وبالأحاديث السابقة على القتل لمجرد الردة فقط استدلال في غير  محله  ويمكن الجمع بين الأحاديث السابقة بما فيها حديث: "من بدل دينه فاقتلوه" على إباحة قتل المرتد تعزيرًا.

 

وفي هذا السياق يقول الشيخ محمود شلتوت (الإسلام عقيدة وشريعة: 281) "إن الكفر بنفسه ليس مبيحا للدم، وإنما المبيح هو محاربة المسلمين والعدوان عليهم ومحاولة فتنتهم عن دينهم، وأن ظواهر القرآن الكريم في كثير من الآيات تأبى الإكراه في الدين".

 

ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قتل مرتداً، قال الإمام الشافعي: (البيهقي معرفة السنن والآثار: 12/251) "وقد آمن بعض الناس ثم ارتد، ثم أظهر الإيمان، فلم يقتله رسول الله صلي الله عليه وسلم"، وقال ابن الطلاع: (عمدة القاري شرح صحيح البخاري: 11/235)" لم يقع في شيء من المصنفات المشهورة أنه صلي الله عليه وسلم قتل مرتداً ولا زنديقاً والذين قتلهم صلي الله عليه وسلم لم يقتلهم لكونهم ارتدوا فقط، وإنما لكونهم صاروا محاربين .

 

يقول ابن تيمية في هذا الخصوص: (الصارم المسلول على شاتم الرسول: 333) "وأما ابن سرح وابن خطل ومقيس بن صبابة فإنه كانت لهم جرائم زائدة على الردة، وكذلك العرنيون، فإن أكثر هؤلاء قتلوا مع الردة وأخذوا الأموال، فصاروا قطاع طريق محاربين لله ورسوله".

 

وعندما نعرج على حروب الردة التى يحتج بها دعاة إقامة الحد مطلقاً، فهي للمتأمل والدارس لسياقها التاريخي، حرب ضد متمردين أعلنوا خروجهم على النظام العام للدولة وحاولوا تقويضها وتهديد كيانها الوليد، والحكم عليهم بالردة ليس لأنهم غيروا معتقدهم، بل لكونهم تحولوا إلى لصوص محاربين، خرجوا على الشرعية السياسية للوطن.

 

ومن خلال الجمع الذي تعرضنا له بين الأدلة والدراسة التاريخية لسياقها، يصبح جلياً أن المرتد يقتل فقط عندما يتلازم مع الردة خروج على الجماعة، ومحاربتها، أما المرتد الفرد الذي لا يترتب على ردته فساد، ولا تهديد للمجتمع ووحدته وكيانه، فحرية الاعتقاد مكفولة له في الإسلام، ما دامت في حدود معتقد الفرد الشخصي بينه وبين خالقه.

وغني عن القول إن المرتد الذي يروج للردة بأي وسيلة كانت ومن أخطرها القلم، ناشراً لكفره وحرابته على مواقع الانترنت محاولاً المس من أقدس قيمة للمجتمع المسلم "محمد صلى الله عليه وسلم" لا يعتبر كافراً بالإسلام فحسب بل هو محارب لله والرسول والأمة ينبغي أن يطبق عليه حد الحرابة بلا رحمة وقد قدر عليه.

 

ذلك أن الحكم يدور مع علته وجودًا وعدمًا، فمتى تدثرت الردة برداء الحرابة والخيانة وموالاة الأعداء الخروج على الإسلام وتهديد الثوابت الإسلامية طبق على صاحبها حد الردة وهو القتل، ومتى لم يترتب عليها فساد من خروج على الجماعة ودعوة لها "الردة" بحيث بقيت معتقداً شخصيا الخروج من الإسلام لا يتعدى الشخص المرتد للمجتمع فحسابه على ربه، وبهذا يمكن الجمع بين مختلف الأدلة بحيث لا تتنافر بل تتآلف .

حذار فمنظومتنا الأخلاقية تتهاوى / عبد الله محمدن أمون
الاثنين, 13 يناير 2014 03:11

لست أدرى ما ذا حل ببلاد شنقيط, بلاد الرباط والفتح. بلاد أحفاد يوسف بن تاشفين, بلاد العلم والعلماء وجامعات الصحراء المتنقلة

أيعقل أنه في سنوات تعد على الأصابع يحدث كل هذا التغير الجذري غير المسبوق؟

قد يقول البعض إن الأمر نتاج تراكمات طويلة من التخمر عبر السنين ولكن ألا تتطلب عادات وتقاليد المجتمع عقودا طويلة لكي تتبدل ؟ ألا تتطلب أخلاق الشعوب أزمانا لكي تتغير؟ ألا تقتضي طبيعة الأشياء أن يحدث نوع من التدرج الزمني في عملية التغير والتبدل ذاتها ؟ لم تناسلت وتكاثرت كل تلك النطف النجسة وخرجت إلى النور أجنة مشوهة في شكل أخلاق غريبة وعادات غير مألوفة وكل ذلك في أقل من نصف عقد من الزمن ؟

هل سمع أحدكم قبل خمس سنوات بأن موريتانيا مات منتحرا؟

في السنوات الخمس الأخيرة لا يكاد يمر أسبوع إلا وتطالعنا المواقع الإخبارية بأن فتاة إنتحرت لأنها لم تتزوج ممن أحبت مثلا وأن شابا قتل نفسه لأن أباه عنفه وأغلظ عليه القول أو أن مسنا وضع حدا لحياته لأن أسرته لم تعد تعتني به, وكلها أسباب تافهة كانت تحل فيما مضي بجلسة صلح قصيرة.

هل شاع قبل الخمسية الأخيرة أن جاهر أحد الموريتانيين بالإلحاد ؟

لقد تحولت ظاهرة الإلحاد والمجاهرة بالكفر البواح أو ما يقتضيه أمرا عاديا في بلد المنارة والرباط فرأينا الشباب يعلنون على الملأ – ناشرين صورهم وأسماءهم الحقيقية – ما يخرج صراحة من الملة, ولن أعلق على الملحدين الستترين وراء أسماء افتراضية أو صور مزيفة والذين ينتشرون كنبتة شيطانية على ضفاف مواقع التواصل الإجتماعي.

هل تصور أحدكم أن تتعري بنات شنقيط – برضاهن - أمام تجار اللحوم البشرية؟

نعم لقد إنتشرت الفيديوهات الماجنة التي تظهر فتيات موريتانيات من مختلف الإثنيات والألوان وهن شبه عرايا – على الشاطئ أو حتي في غرف النوم - يبتسمن للكامرا في استهزاء وتحد واضح لكل قيم وأعراف هذا المجتمع الذي ظل لقرون يحافظ – رغم كل الزوابع – على بقية أخلاق وشيئ من التقوى , ولن أعلق أيضا على ما يتندر به البعض من أن (الخلوة غير الشرعية) عبر الإنترنت شهدت ازدهارا غير مسبوق مع تطور وسائل الإتصال وتوفرها في كل بيت .

متى كانت المطالبة بالحقوق سببا لإزدراء العلماء وحرق أمهات الكتب ؟

نعم لقد عمد بعض من يرفعون شعار الحرية والمساواة إلى الإساءة إلى علماء ربانيين أفنوا أعمارهم في التبليغ عن ربهم مخلصين له الدين فهددوا بالتبول على قبور من قضى نحبه ومنهم وتوعدوا بالويل والثبور من ما زال ينظر وأطعموا النار أنفس ما كتب جهابذة علماء السلف لأنه لا يوافق أهواءهم .

إن المنظومة الأخلاقية تتحلل وتتفكك بسرعة غريبة ومثيرة للخوف وإذا لم نتحرك بسرعة – وعلى جميع الصعد- لتداركها فلنقل على مجتمعنا السلام

 
الشناقطة والتشيع كيف يلتقيان ؟! / محمد سالم بن دودو
الأحد, 12 يناير 2014 11:33

altسأحرص وأنا أكتب هذه السطور على المبالغة في إنصاف الشيعة والتشيع من خلال تجليين أساسيين؛

أولهما: أن لا أنقل في عقائدهم إلا عن أكابر علمائهم المتبوعين في أكثر مؤلفاتهم شهرة ومحورية لديهم، وأزيد في هذه النقطة بأن لا أعقب على أقوالهم طيلة المقال بأي رد من ردود خصومهم.

وثانيهما: أن أكبت مشاعري وانطباعاتي تجاههم واحتفظ بها لنفسي ولا أشرك فيها القارئ، وأستثني من ذلك ما تمليه علي عقيدتي من الترضي ونحوه عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيثما ذكرتهم، دون أن أدرجه في نقولي عنهم. تاركا بذلك الفرصة للقارئ ليحكم بنفسه على الشيعة والتشيع سلبا أو إيجابا بناء على ما يروجون به لأنفسهم، لا على ما يلمزهم به خصومهم، ودون محاولة التأثير عليه بما يحلو لي شخصيا نعتهم به من فظيع الأوصاف وسيئ الألقاب.

التفاصيل
<< البداية < السابق 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 التالي > النهاية >>

الصفحة 13 من 22

السراج TV