ثلاث كلمات عن الأدب الإسلامي الشاب في موريتانيا/ سيد محمد أحمد عيسى
الخميس, 03 أكتوبر 2013 15:31

 

 

altما هذه العجالة ببحث أكاديمي، ولا بقراءة نقدية علمية تتوخى الشروط التقليدية للقراءات النقدية، ولا هي أيضا بالمتحررة من كل المعايير النقدية، فهي تنظر في المضمون، أكثر مما تنظر في الشكل، وتهتم بالشكل بقدر ما يصدق عليه اسم شعر وأدب وفن.. من ناحية وبقدر ما يخدم المضامين التي تريد هذه العجلات التوقف عندها في كلمات ثلاث ربما تكون من أبرز ما ميز الأدب الموريتاني الشاب من نهاية تسعينات القرن الماضي وحتى اليوم.

ولعل أبرز مميزات الأدب الإسلامي الشاب في موريتانيا خلال الفترة المذكورة أعلاه، إذا ما قورن مع الأدب الإسلامي الموريتاني السابق على تلك الفترة، هي:

التفاصيل
الردة عن الحرية/الأستاذ د.محمد أحمد الراشد (السادسة)
الخميس, 03 أكتوبر 2013 14:59

الأستاذ الشيخ محمد أحمد الراشدصَدَرَ يوم العشرين من رمضان المبارك 1434هـ الموافق 29/7/2013 كتاب "الردة عن الحرية" لكاتبه الشيخ الدكتور محمد أحمد الراشد، والكاتب لا يحتاج إلى تعريف، وقد عرفته كتبه التي طبقت الآفاق، فانطلقت تجتاح العوائق رقراقة، تحدد المسار، وتوضح المنهج، وتنفث عبير الوعي وتبشر ببوارق النصر... والكتاب ككاتبه لا يحتاج تقديما، فقد كفى الكاتب كل مقدم مؤنة تقديم الكتاب حين قال فيه:  "الــرِّدَّةُ عن الحُـرِّيــَّة كتاب ينتصر للرئيس القُرآني المختَطَف محمد مرسي، وتقرير تحليلي لأَبعاد انقلاب السيسي بمصر في يوليو 2013، ووثيقة تاريخية ترسم صورة الحَدَث كاملة، ورصد لأفصح ما قال الثقات عنه في العالم، ومجموعة رؤى تفاؤلية تتوقع تحوّل السلب إلى إيجاب بحول الله تعالى، وبيان وجوه الخطأ في قرار ملوك النفط بإسناد الانقلاب".

وكنوع من الإهداء للكتاب "يقترح المؤلف إدراج كتابه هذا ضمن مناهج التطوير الدعوي وتدريسه في المدارس القيادية، مع الحرص على إيصاله لعلماء الشرع الحنيف وخطباء الجمعة والإعلاميين وضباط الجيش والشرطة، وإلى نبلاء الناس وشيوخ القبائل وأساتذة الجامعات والمعلمين والقضاة والمحامين، وإلى كل حر امتلأ قلبه بعواطف الحرية والاستعلاء الإيماني"

 

والسراج الدعوي يقدم الكتاب لقرائه الكرام هذه الحقلة عن قصة النفوذ الأمريكي في الجيش المصري

التفاصيل
الردة عن الحرية/الأستاذ د.محمد أحمد الراشد (الحلقة الخامسة)
الثلاثاء, 01 أكتوبر 2013 12:22

الشيخ محمد أحمد الراشد

صَدَرَ يوم العشرين من رمضان المبارك 1434هـ الموافق 29/7/2013 كتاب "الردة عن الحرية" لكاتبه الشيخ الدكتور محمد أحمد الراشد، والكاتب لا يحتاج إلى تعريف، وقد عرفته كتبه التي طبقت الآفاق، فانطلقت تجتاح العوائق رقراقة، تحدد المسار، وتوضح المنهج، وتنفث عبير الوعي وتبشر ببوارق النصر... والكتاب ككاتبه لا يحتاج تقديما، فقد كفى الكاتب كل مقدم مؤنة تقديم الكتاب حين قال فيه:  "الــرِّدَّةُ عن الحُـرِّيــَّة كتاب ينتصر للرئيس القُرآني المختَطَف محمد مرسي، وتقرير تحليلي لأَبعاد انقلاب السيسي بمصر في يوليو 2013، ووثيقة تاريخية ترسم صورة الحَدَث كاملة، ورصد لأفصح ما قال الثقات عنه في العالم، ومجموعة رؤى تفاؤلية تتوقع تحوّل السلب إلى إيجاب بحول الله تعالى، وبيان وجوه الخطأ في قرار ملوك النفط بإسناد الانقلاب".

وكنوع من الإهداء للكتاب "يقترح المؤلف إدراج كتابه هذا ضمن مناهج التطوير الدعوي وتدريسه في المدارس القيادية، مع الحرص على إيصاله لعلماء الشرع الحنيف وخطباء الجمعة والإعلاميين وضباط الجيش والشرطة، وإلى نبلاء الناس وشيوخ القبائل وأساتذة الجامعات والمعلمين والقضاة والمحامين، وإلى كل حر امتلأ قلبه بعواطف الحرية والاستعلاء الإيماني"

والسراج الدعوي يقدم الكتاب لقرائه الكرام الوجه الأميركي لانـقلاب السـيـسي ودأب أميركا في ضرب الطموح الإسلامي

 

 

الوجه الأميركي لانـقلاب السـيـسي ودأب أميركا في ضرب الطموح الإسلامي

 وكنا نظن الرئيس أوباما أعقل من الرؤساء الذين سبقوه، وأن الأثر الإسلامي والإفريقي في دمه سـيمنعه من العدوان ويـسـمح للحرية أن تـنـتـعش في بلادنا، فإنه عنصر مثقف أميز من بوش بكثير، ويميل إلى الواقعية والتزام المبادئ، ولكنه خيّب ظننا وسمح لمخابراته وحكومته بالعودة إلى العادة القديمة في كبت تطلعات الشعوب وصنع الانقلابات على رجال الحرية، فكان الانقلاب الإجرامي بمصر وأعطى الإذن للجاهل السـيـسي أن يكون دكتاتوراً جديداً بمصر يعيدها إلى وظيفة حراسة آل سعود وآل نهيان وآل الصباح، وحراسة إسرائيل، ومنع التـنـمية، وأوباما في فعلته هذه يـبرهن على أنه يسلك السلوك المصلحي البعيد عن الالتزام الأخلاقي المعرفي، لأن الذي يـترجح عندنا أنه يعرف جيداً أن الحق مع الإخوان والإسلاميـين ومرسي والأحرار، ولكنه يخضع لضغوط اللوبي اللصهيوني الذي يرى تحقيق أمن إسرائيل من خلال هذا الانقلاب، ويقال أن المخابرات ووزارة الدفاع دبّرتا الانقلاب، وأن وزارة الخارجية الأميركية لها رأي مخالف، ولكن سياق الأحداث يـشـير إلى ضلوع الخارجية في المؤامرة، لأن السفيرة باترسيون هي التي قامت بإنذار الرئيس مرسي وطلبت منه الخنوع فرفض، وهذا مثار اسـتغراب آخر، لأن وزير الخارجية (كيري) أحاطته هالة إعلامية حين تـسلّم منصبه زعمت أنه ضد السـياسة الإسرائـيلية، وضد التدخل في العراق والأفغان، ويرى تعميم الحرية، ولكن الشواهد تدل على ضد ذلك، وأن جميع ساسة أميركا يـنـتـهجون سياسة عدم تمكين الإسلاميـيـن من نيل السلطة.

وكان الأستاذ البلتاجي، القيادي في حزب الحرية والعدالة، قد أوضح يوم الانقلاب أن السفيرة باترسيون، سفيرة أميركا إلى القاهرة: قد زارت الرئـيس المخطوف مرسي قبل ساعات من الانقلاب، وبصحبـتها جنرال من الجيش المصري ووزير خارجية دولة خليجية، ولعله الإماراتي، فطلبت منه أن يكون رئـيسا رمزياً فقط، وأن ينقل سلطاته لرئيس وزراء جديد يعيـنه الجيش، ويوافق على حل البرلمان وإلغاء الدستور، فلما رفض أنذرته بأنه سـيُخلع بالقوة، وطلبت منه أن يقبل معونـتها له عند اعتقاله، فرفض متوكلاً على الله تعالى.

وهذه الزيارة هي الدليل الحاسم على أن الانقلاب هو قرار أميركي، وما حصل من رفض أوباما وحكومته وصف ما جرى بأنه انقلاب فيه دليل آخر قاطع على اسـتمرار رضاها عما حدث على الرغم من جنوح الانقلاب نحو الدموية وارتكاب المجازر ومقتل أكثر من ثلاثمائة مواطن في المظاهرات السلمية وجرح أكثر من ستة آلاف، وعدم الامتعاض من الكذب الصريح الذي فاه به جنرالات الجيش في زعمهم بأن إطلاق النار حدث دفاعاً عن النفس مع أن الروايات مجمعة على أن القتلى والجرحى كانوا يؤدون صلاة الفجر في مذبحة الحرس بخاصة وأن الرصاص أصاب ظهورهم وليس صدورهم، مما ينفي أي وضع هجومي، ولكن هكذا هي عادة أميركا، تـسـتعمل الجنرالات حين يضيق أمرُها ويَضعف مكرُها، وهو دأبٌ اسـتعملته في أميركا اللاتـيـنـية كثيرا وبطريقة مفضوحة ومخزية لها، واسـتـعملته في إفريقيا وآسيا وبعض البلاد العربية سابقاً، وفي تركيا كانت تحرك الجنرالات للانـقلاب مراراً قبل أن يُنهي أردوغان نفوذهم بعد تمهيدات من أربكان ثم طورغود أوزال.

·ونموذج الانقلاب الأميركي معروف، فإنها تجمع غوغاء الناس والسَفَلة وعصابات الإجرام ومافيا المخدرات، وتغدق عليهم الأموال، وتأمرهم أن ينزلوا إلى الشوارع في صورة معارضة سـياسـية، فيأتي انقلاب الجيش وكأنه اسـتجابة لرغبة شعبية، وللتمويه الإعلامي في ذلك دورٌ رئـيـس، ثم تنهال الهبات المالية الدولية والقروض من صندوق النقد الدولي لتمكين الانقلابـيـين من إرضاء الشعب ببعض الترف الوقتي السريع الزوال من خلال صرف نصف المليارات الواردة، ثم ذهاب النصف الآخر للحسابات الشخصية للجنرالات والساسة المطايا الذين يخدمون الجنرالات.

·وحين يكون أمرنا جداً، ويكون الإسلام مقترباً من الحكم: فإنّ الغرب يصطف كله ضدنا وليس أميركا فقط، بل تشاركها أوروبا، وذلك ما حصل، إذ زارت وزيرة الخارجية في الاتحاد الأوروبي الانقلابـيـين، واجتمعت مع السـيـسي والنكرات، وأيدت الانقلاب، ولم تجتمع بمرسي ولم يكن منها إصرار على الانقلابــيين لرؤية مرسي، فكان معنى ذلك انحياز أوروبا رسمياً للانـقلاب، وليس هناك خلاف ذلك سوى تصريحات لوزيري خارجية السويد والمانيا تـسـتغرب عنف الانقلابـيين ولا تنكر أصل عدوانهم.

·هذه المسرحية رأيناها حين أراد مُصَدّق تطوير إيران قبل سـتين سـنة، وبدأ بتأميم النفط ونوى التـنمية وتمكين المخلصين واسـتـبعاد الخونة من الساسةالقدماء عبيد الشاه، فعملت أميركا انقلابها ضده وأقصته باستخدام الغوغاء وفقراء الفلاحين، وكان رجال المخابرات الأميركية والسفير الأميركي يتحركون جهاراً نهاراً،وهناك عشرات الكتب التي تصف تفاصيل تلك الواقعة مما لا يعرفها الجيل المعاصر إلا قليلا.

·وروت بي نظير بنت بوتو قبل مقتلها في مذكراتها المطبوعة المنتشرة في الأسواق أنها كانت تعيش في أميركا، فزارها ممثل عن وزارة الخارجية الأميركية وبصحبـته ضابط من المخابرات الأميركية، وطلبا منها أن تـسـتـعد لتكون رئـيـسة جمهورية الباكسـتان، فضحكت وقالت بـسـذاجتها: كيف وأنا لا أملك حزباً ولا أنصاراً ؟ فقالا لها: نحن نطلب موافقتك فقط، وعلينا الباقي من تجميع الحشود، وحين مغادرتك المطار في بلادك سـيكون مليون باكسـتاني يهتفون باسمك، فاخطبي فيهم، ونحن نحركهم ونجعلك رئـيـسة. تقول: وحين خرجت من المطار فوجئت فعلاً بمليون يهتفون باسمي وعرفت لأول مرة أسرار السياسة ووجهاً من حركة الحياة .! وأظنها كشفت ذلك في مذكراتها لأنها تخرجت من أكسفورد بـبريطانيا وتربت تربية غربـية تميل إلى الصراحة.

فكذلك كان انقلاب السـيـسي بمصر: بلطجية من أعوان مبارك، وفلول النظام السابق، وفقراء من سكان المقابر، وملاحدة من بقايا الشـيوعيـين، ويهود، وحاقدين من الأقباط، ونوع من السلفية أتباع المخابرات السعودية غسل دماغهم شيخ إفريقي من وعاظ السلاطين اسمه الجامي يعيش في الحجاز يحمل المبخرة لتـبخير الملك والأمراء، وجمعت المخابرات الأميركية كل هؤلاء وصرفت لهم من أموال آل سعود وآل نهيان وآل الصباح ما قد يصل إلى ملياري دولار، ومليارات أخرى إلى الجنرالات وجنود الجيش والشرطة، وحصل الحشد في ساحة التحرير، وزعم الجيش أنه يـسـتجيب لرغبة الشعب، وهم في الحقيقة هؤلاء النكرات والخونة.

·وهذه التـشكيلة البائـسة من الحثالات تُذكّرُني بقصة قرأتُها في كتاب (نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب) للمِقِّري: أن حالة فراغ حدثت في غرناطة أثناء الاضطرابات في أيام دويلات الطوائف، فتعاون زبّال وكَنّاس على تـنصيب قصّابٍ أميراً على غرناطة، وكوّنوا عصابة من أمثالهم، ودام حكمهم أياماً، واليوم بمصر يتفق سكان القبور، مع كل جنرال فَرور، فرّ من واجب حرب إسرائيل إلى لعبة الانقلابات، ونصّبوا الطرطور الذي تـبـيـن أنه من أُم أميركية، وتخرج من كلية الحقوق بدرجة مقبول فقط، وتـنـصيـبه مخالف للدستور، لأن أمه غير مصرية ولأنه لم يؤد اليمين الدستورية كرئـيـس للمحكمة العليا أمام رئـيـس الجمهورية، فلذلك يُعتـبـَر تـنـصيبه باطلاً.

 

 

يتواصل.......(وفي الحلقة القادمة الحديث عن قصة النفوذ الأمريكي في الجيش المصري)

أولويات دعوية غائبة
الأحد, 22 سبتمبر 2013 18:30

صبحي ولد ودادي 

سيظل الخطاب الأخلاقي أولوية، وستظل النفس البشرية بحاجة إلى رشداء يهدونها السبيل، ويقمعون تطلعها الشهواني وميلها الغريزي إلى الأثرة والأنانية، بيد أن اختزال الأبعاد الأخلاقية في جوانب بعينها كحدود العلاقة بين الرجل والمرأة، أو بمسؤولية الغني اتجاه الفقير وأمثالهايشكل اختلالا في فهم الرسالة الدعوية فضلا عن كونه اختزالا للمفهوم الأخلاقي نفسه، والذي جاءت الرسالة الخاتمة لتكميله وتحسينه: " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".

التفاصيل
العقل..!!/ أحمد سالم ولد زياد
الاثنين, 16 سبتمبر 2013 11:52

altبالعقل نتعرف على الله ونفهم شرائعه التي تعبدنا بها؛ لكنه -العقل- لقصر مداه لا يكفي ليوصلنا إلى الله..!!. سبب ذلك أن العقل يعتمد في تصوره للأشياء على الحواس الخمس، والحواس اليوم في هذا العالم المتطور أبعد ما تصل إليه؛ بعض أروقة هذه المجرة.. قد تظنّ أن التخيل يمكن أن يعوض النقص الإدراكي البشري؛ لكن، التوهم والتخيل دائما يكونان معتمدين على مثال سابق مبني أصلا على تصور مبني على حاسة أو حواس.. 

التفاصيل
إشكالية الفهم القانوني للدين/أحمد أبور تيمة
السبت, 07 سبتمبر 2013 04:35

القانون هو مجموعة من الضوابط والعقوبات والالتزامات تمثل الحد الأدنى لإدارة علاقات الناس، لكن الحياة أوسع من القانون، والأساس هو تشجيع اختيارات الناس الحرة وخلق التنافس بينهم لتحقيق أكبر قدر من الخير والعدل، أما المجتمعات التي تلتزم بحرفية القانون وتميت روحه فهي مجتمعات لا حياة فيها، هي أشبه بمعسكر تجنيد تقوم العلاقة فيه على الانضباط وتنفيذ الأوامر..

القانون وحده حسب تعبير عفراء جلبي يشبه مدينةً تدخلها فلا ترى فيها إلا قسم الشرطة والسجون، ولا تقابل فيها إلا القضاة والمحامين. بينما يغيب عنها الفن والعلوم والاختراعات، والعلاقات الإنسانية والجماليات والأدب!!.

القانون حدي بينما الحق والخير والعدل كميات قابلة للزيادة لذا فإن صاحب العقلية القانونية يسجن نفسه في صندوق ضيق، ويعيش حياته وفق مبدأ الواجبات وحدها بدل أن يفيض قلبه بالخير والعدل التلقائي..

من آثار العقلية القانونية ما نجده في فهمنا للدين حيث اختزلنا الفقه في أحكام حدية من قبيل: "فرض- حرام" ، "يجوز - لا يجوز"، وغاب عنا أن الدين أوسع من هذا بكثير، وأن هناك مقاصد كبرى لا يمكن ضغطها في فتاوى تفصيلية، هذه العقلية القانونية أثبتت عجزها في تحقيق رسالة الدين النفسية والاجتماعية والحضارية، ذلك أن الحدية التي تتسم بها تتناقض مع طبيعة القرآن ذاته وتتناقض مع طبيعة الحياة كذلك، فالقرآن يترك لنا في معظمه مساحات مفتوحة للارتقاء الروحي والأخلاقي دون أن يسجننا في اختيارات ضيقة صارمة: " فاتقوا الله ما استطعتم"، "هو أقرب للتقوى"، "أقسط عند الله"، "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون" " وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم"،... هذه الآيات تعني أن ميدان الخير والحق والعدل غير محدود بل يقبل التنافس والزيادة، والبشر كذلك متفاوتون بطبيعة الحال تختلف طاقاتهم الاستيعابية اختلافاً شاسعاً: "فسالت أودية بقدرها"، فلو كان الدين واجبات ومحرمات وحسب لما كان هناك فرق بين أبي بكر الصديق وبين أدنى رجال هذه الأمة ممن يقيم الفروض ويمتنع عن المحرمات، لكن الذي حقق الفضل لأبي بكر هي دائرة التنافس المفتوح التي تركها القرآن لتحقيق الاختيار الإنساني دون إلزام...

 

إن تحويل الدين إلى مجموعة من الأحكام الفقهية يفرغه من دوره الحيوي ويعزله عن حياة الناس ويجعله شيئاً ثانوياً تكميلياً لا يفتقده الناس في صميم انشغالاتهم بالحياة، ذلك أن الحياة بصخبها وتماوجها  أكبر من مجموعة أحكام معلبة، والناس حين لا ترى في رسالة الدين ملامسةً لمشكلاتهم الواقعية فإنهم سيعدونه ترفاً فكرياً وطقوسياً يلجأون إليه  في المناسبات ويتركونه في غمرة انشغالاتهم وحينها سينتج الانفصال الخطير القائم الآن بأن هذا دين وهذه دنيا وذلك لأن الدين بالشكل الذي نطرحه لا يعمل إلا في مساحة محدودة ومن ثم فهو لا يقدم إجابات مقنعةً لأسئلة الحضارة والعلم والمجتمع...

حصر الدين في الأحكام الفقهية يقعدنا عن التزاماتنا الأخلاقية الإنسانية لأن الإنسان الذي ينتجه هذا الفقه الممسوخ سيتعامل مع الحياة بأنها واجبات وحسب ولن يتجاوز هذه الواجبات فستنطفئ فيه الروح الحية المتفاعلة.. إن مثل هذا الإنسان تماماً كمثل الطالب الذي ينسى أن هدفه هو تحصيل العلم فيصير همه مقتصراً على تأدية الواجبات التي يفرضها عليه معلمه وإن واتته فرصة لزيادة كسبه العلمي وتطوير مهاراته خارج دائرة الواجبات المدرسية فسيتقاعس عنها وكذلك الإنسان الذي ينتجه الفقه التقليدي فسيتعامل مع الحياة بأنها واجبات وحسب فإن أدى هذه الواجبات فلن يشعر بالتزامات أخلاقية تجاه مشكلات الظلم والفقر واختلال موازين العدالة التي يرزح تحت الناس في مشارق الأرض ومغاربها...

إن الذي جاء بالفتاة الأمريكية ريشيل كوري إلى رفح لتناصر الفلسطينيين الذين يختلفون معها في الدين والجعرافيا واللغة والقومية ولتتصدى لجرافات الاحتلال وتقدم حياتها ثمناً لهذا الموقف الأخلاقي لم يكن فتوى سمعتها من أحد رجال الدين إنما أخرجها إحساسها الفطري بالالتزام الأخلاقي تجاه المظلومين في العالم، وربما يكون تحررها من هذه الفتاوى المنمطة عنصراً إيجابياً في تحفيز شعورها الأخلاقي الإنساني..ما أردت قوله من ضرب هذا المثل هو أن الإنسان بعفويته وفطرته يكون أقرب لتحقيق رسالة الدين في نصرة الحق والعدل من ذلك الذي تسجنه الأنماط الجاهزة والأحكام الفقهية الحدية، ولعل هذا يفسر لنا لماذا لم تولد ظاهرة ريشيل كوري في بلاد المسلمين فلا نجد نشطاء مسلمين يذهبون إلى بلاد غير إسلامية لمناصرة أهلها في الحق، وذلك لأن عقلية الواجبات والمحرمات التي رسخها الفقه التقليدي في نفوسنا أطفأ التفاعل المباشر مع قضايا المظلومين في العالم فصار أحدنا يظن أنه بتأدية الفروض قد أعفى نفسه من المسئوليات الأخلاقية في هذا العالم..  

الفقه القانوني فقه غائب عن العصر الذي نعيشه وهو قد خذلنا عن تقديم خطاب حضاري إنساني قادر على تحقيق غايات الدين الكبرى المتمثلة في الرحمة للعالمين وليقوم الناس بالقسط!!

الحركة الإسلامية وضرورة المراجعة/نور الدين قربال
الجمعة, 06 سبتمبر 2013 03:50

نور الدين قرباليقصد بالحركة الإسلامية بمفهومها العام، هي تلك الحركية التاريخية ، والزمكانية لمنظومة الإسلام. في إطار التفاعل الايجابي بين أحكام الشرع والمقاصد العامة للشريعة.

هذا بصفة عامة، أما إذا أردنا أن ندقق المفهوم انطلاقا من حقل "الإسلام السياسي". فإن الحركة الإسلامية هي التنظيمات التي تريد المساهمة في الإصلاح ، بعد انهيار الأمة حضاريا أمام تقدم الآخرين.انطلاقا من المرجعية الإسلامية.

التفاصيل
الردة عن الحرية/الأستاذ د.محمد أحمد الراشد (الحلقة الرابعة)
الخميس, 05 سبتمبر 2013 16:43

الأستاذ الشيخ محمد أحمد الراشد

صَدَرَ يوم العشرين من رمضان المبارك 1434هـ الموافق 29/7/2013 كتاب "الردة عن الحرية" لكاتبه الشيخ الدكتور محمد أحمد الراشد، والكاتب لا يحتاج إلى تعريف، وقد عرفته كتبه التي طبقت الآفاق، فانطلقت تجتاح العوائق رقراقة، تحدد المسار، وتوضح المنهج، وتنفث عبير الوعي وتبشر ببوارق النصر... والكتاب ككاتبه لا يحتاج تقديما، فقد كفى الكاتب كل مقدم مؤنة تقديم الكتاب حين قال فيه:  "الــرِّدَّةُ عن الحُـرِّيــَّة كتاب ينتصر للرئيس القُرآني المختَطَف محمد مرسي، وتقرير تحليلي لأَبعاد انقلاب السيسي بمصر في يوليو 2013، ووثيقة تاريخية ترسم صورة الحَدَث كاملة، ورصد لأفصح ما قال الثقات عنه في العالم، ومجموعة رؤى تفاؤلية تتوقع تحوّل السلب إلى إيجاب بحول الله تعالى، وبيان وجوه الخطأ في قرار ملوك النفط بإسناد الانقلاب".

وكنوع من الإهداء للكتاب "يقترح المؤلف إدراج كتابه هذا ضمن مناهج التطوير الدعوي وتدريسه في المدارس القيادية، مع الحرص على إيصاله لعلماء الشرع الحنيف وخطباء الجمعة والإعلاميين وضباط الجيش والشرطة، وإلى نبلاء الناس وشيوخ القبائل وأساتذة الجامعات والمعلمين والقضاة والمحامين، وإلى كل حر امتلأ قلبه بعواطف الحرية والاستعلاء الإيماني"

والسراج الدعوي يقدم الكتاب لقرائه الكرام في شكل حلقات.. زيادة للإيمان، وتوعية بالواقع.. وزرعا للأمل والعزة الإيمانية في النفوس...

التفاصيل
<< البداية < السابق 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 التالي > النهاية >>

الصفحة 19 من 22

السراج TV